ماجدة محيي الدين (القاهرة)
العنكبوت من الحيوانات الصغيرة التي لها ثماني أرجل، يغزل خيوطاً تشبه خيوط الحرير، وللعناكب ألوان وأشكال وأحجام مختلفة، فتغيّر بعضها لونها لتتلاءم مع لون الأشجار والأزهار التي تختبئ بها، ويظنّ الكثير من النّاس أنّ العناكب تصنف ضمن الحشرات، إلّا أنّ العلماء يصنّفونها ضمن فصيلة العنكبيات التي تختلف عن الحشرات في العديد من الأمور، فللعناكب مثلاً ثماني أرجل، أمّا النحل، والنمل، والخنافس وغيرها من الحشرات لها ست أرجل فقط، كما تمتلك غالبية الحشرات أجنحة وقرون استشعار، والتي لا تعدّ موجودة في العناكب.
بيت العنكبوت، يسمّى شبكة العنكبوت أو عشّ العنكبوت، وتتشكّل خيوط شبكته من بروتين يتم إعداده في غدد الحرير، وتمتلك العناكب سبعة أنواع من تلك الغدد، إلّا أنّ النوع الواحد من العناكب لا يحتوي على السبعة أنواع كاملة، إنّما يحتوي على ثلاثة أنواع منها كحدٍ أدنى، كل غدّة من غدد الحرير تنتج نوعاً خاصاً من الحرير، كما تنتج مادةً سائلة تُصبح صلبة خارج الجسم، واكتشف العلماء أنّ حرير العنكبوت لا يذوب بالماء، وهو أحد أقوى أنواع الألياف الطبيعية، وكل أنواع العناكب تعتمد على خيوط الحرير في الكثير من الأمور، ويتعذّر عيشها دونها، حيث أينما ذهبت تغزل خيطاً يسمّى خيط الجذب «خيط الحياة»، وتستخدمه عادةً للهروب من الأعداء، فإذا أحسّت بالخطر تهرب من نسيجها عن طريق ذلك الخيط وتختبئ في الأعشاب أو تبقى معلّقة في الهواء لحين زوال الخطر، كما تستخدم خيوط الجذب للوصول إلى الأرض عندما تكون في الأماكن المرتفعة.
تبني العناكب بوساطة خيوط الحرير أعشاشاً كمساكن لها.
تتغذّى العناكب على الحشرات الضارّة التي تتلف المحاصيل، والذباب والبعوض المسببين للأمراض، وتتغذّى بعضها على أفراخ الضفدع، والأسماك الصغيرة، والفئران والعناكب الأخرى.
تعيش العناكب في الأماكن التي يتوافر فيها غذاؤها.
ولعله من الغريب أن «العنكبوت» يوجد منه نحو مئة ألف نوع، وتتراوح أحجامها بين الصغيرة جداً في حجم أصغر من رأس الدبّوس وأخرى كبيرة يصل حجمها إلى ما يقرب حجم كفّ يد الإنسان، ويمتدّ طول عنكبوت «الرتيلاء» ليصل إلى 25 سم.
وقد اختص الله سبحانه وتعالى هذا الحيوان بالعديد من الصفات وجاء ذكره في سورة باسم «العنكبوت» في قوله تعالى: (... الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 41».
وبرغم قوة خيوطه.. إلا أن الله سبحانه وصف بيته بأنه أوهن البيوت.. لأنه بيت متفكك أسرياً ولا يعرف الترابط ولا التراحم.. فالأنثى تأكل الذكر بمجرد التلقيح.