قمنا في الأسبوع الماضي بكتابة رسالة من الزوجة إلى زوجها تشرح له فيها مشاعرها وما تريد منه أن يقدمه لها لتكون زوجة سعيدة. واليوم نكتب رسالة من الزوج إلى زوجته يبوح لها ما يحمله لها قلبه وعقله موضحا الأسلوب المناسب للوصول للاستقرار الأسري، وهذا نص الرسالة.
زوجتي الحبيبة، أنا مؤمن بمقولة: «النساء حكيمات إن هن حكّمن عقولهن أولا»، ولذا أريد منك أن تقرئي رسالتي بهدوء وروية، وتضعي نفسك مكاني، وتفكري في كل كلمة كتبتها هنا وتدبري معانيها بعمق وإيجابية، واعلمي أنني قد لا أحسن التعبير والتوضيح ولكن ما بداخلي أضعاف ما كتبته. زوجتي الحبيبة عندما كنت شاباً كنت ألهو وألعب وأذهب مع الأصدقاء هنا وهناك، وإدراكي ومعرفتي لمسؤوليات الحياة الزوجة لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية. ففكرة الشاب عن الزواج تختلف بكثير عن فكرة الفتاة، ولذا كثير منا لا يدرك أهمية كثيرة من أمور شؤون الأسرة، فمنا من يتعامل مع زوجته كأحد أفراد عائلته حيث يتولى أبواه أمور حياتها وحياة أبنائه، ومنا من يراها حمل ثقيل قُيد به وهو الطليق الحر الذي لا يسأله أحد «أين تذهب؟» «ومن أين أتيت؟» ولا يقال له: «أحضر لنا الشيء الفلاني» «واذهب بطفلك إلى المستشفى لأنه مريض» .. فاعذريني لما كانت عليه طبيعة تفكيري وسلوكي ومشاعري تجاهك. قد أكون قسوت عليك أو أهنتك أو مددت يدي في حالة انفعال ولكن ثقي أنني أسعى بقدر المستطاع لتحقيق لك ولأطفالنا العيش الكريم لأنني أحبكم جميعاً. زوجتي الغالية كثير منا لم يتعود تدليل زوجته ولم يتعود الاهتمام بها كما تتمنى الزوجات، فللتنشئة والتربية دور كبير في بناء شخصياتنا، فمن لم يتعلم فنون التعامل مع الزوجة ولم يدرك مسؤولياته تجاهها وتجاه أبنائه فإنه يعتقد أن كل ما عليه تجاههم هو توفير المسكن والملبس والطعام والشراب فقط.
زوجتي الحبيبة كما طلبتي مني فهمك والإحساس بك أنا أيضاً أطلب منك فهمي جيداً لتسير أمور حياتنا كما نريدها. اعلمي حبيبتي أن للرجل تركيبة ذهنية ونفسية مختلفة عن المرأة، فكثرة الأسئلة التي تحمل الشك وعدم التصديق مسألة مزعجة للزوج ومقلقه له، ولذا عليك استخدام أسلوب أفضل بنبرة صوت تحمل الحب والحنان والتقدير. وافهمي أن كثيرا من الأزواج يميلون لكتم آلامهم وضغوط الحياة المختلفة في صدورهم لكيلا تتأثر بها زوجاتهم وأبناؤهم، كما أن من طبع الزوج قلة الكلام وليس عدم الرغبة في الحديث مع زوجته، وفي أحيان كثيرة يفضل العزلة أو الخروج من المنزل عندما تحدث لديه مشاكل. زوجتي الغالية أنا أعتذر لك عن أي تقصير بدر مني بقصد أو بدون قصد، واعلمي أنك تملكين قلبي وكياني عندما تمتصين غضبي وانفعالاتي وتتجاوزين عن زلاتي، وعندما تكونين مسكني الآمن المريح الذي أجد به ما يحقق لي السعادة؛ لأنك سعادتي.
د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com