السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم «روبرتو كافالي» تتأرجح بين الصخب الغجري والتمرد الثوري

تصاميم «روبرتو كافالي» تتأرجح بين الصخب الغجري والتمرد الثوري
28 مارس 2011 20:39
في الذكرى الواحدة والأربعين لدخول الإيطالي روبرتو كافالي عالم الأزياء احتفل المصمم المبدع مع جمهور عشاقه ومحبيه بشكل خاص، من خلال فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو لموسمي خريف وشتاء 2011/2012، ليقدم مجموعة لافتة من الملابس الجاهزة، اختزل بها كل مشواره الفني منذ أربعة عقود. من وحي روائعه الماضية فضل الإيطالي روبرتو كافالي أن يستحضر أيقونات مختارة ومنتقاة من صميم عمله كي يعيد إحياءها وتقديمها بشكل مختلف ومعاصر، وليقول عنها كافالي مبررا “لقد رجعت إلى متحفي القديم، واستوحيت من بداياتي، لأستنسخ من تصميماتي السابقة قبل أن يسبقني الآخرون لذلك”. سحر وغموض في وسط مدينة ميلانو الساحرة، نصب المصمم خيمته البيضاء الكبيرة، مجاورا بها قوس النصر الشهير هناك المسمى “أركو ديلا بيس” والذي بني منذ أوائل القرن التاسع عشر تيامنا بانتصارات نابليون بونوبارت، وليكون شاهدا تاريخيا على الحدث، حيث اختار منصته بشكل خاص لتعبر عن لمسات راقية من فنون “الآرت ديكو”، مركزا على ملامح قوية تعكس اللعب بالظلال والضياء ليوازن ما بين رفاهية الخامات، وغنى القصّات، وجاذبية الألوان التي ظهرت من خلال تشكيلة متنوعة ومختلفة من القطع والموديلات، أراد لها أن تختصر أهم ملامح مسيرته الفنية في العقود الماضية، مذكرا الجميع بلمساته البديعة ورؤيته المتفردة التي أثرت باتجاهات الموضة العالمية، فخرجت عارضاته الجميلات بشكل دراماتيكي مسرحي، وقويات، ومتمردات، وغامضات لأبعد الحدود، يمثلن صورا ساحرة ومثيرة لصخب غجري مجنون، وحيوية ناطقة بالحركة والحياة، لا يمكن أن تحاكي أبداً إلا شطحات أفكار كافالي وخياله الإيطالي الخصب. جمع المتناقضات أراد المصمم لخامة الشيفون الرقيقة الناعمة أن تلعب دور البطولة في مجموعته الجديدة للملابس الجاهزة، مع العديد من الجلود المعالجة، الحرير الدمشقي، المخمل الوثير، الكريب اللدن، والصوف الطبيعي، ولمسات غنية من الريش المتطاير والفرو المزغب، تتناغم مع انعكاسات معدنية متألقة هنا وهناك، كما أثرى كافالي الكثير من قطعه بطبعات حيوانية للثعابين والنمور، ونقوش أثينية متعرقة ومتداخلة مع خيوط الفضة والذهب، لتظهر عارضاته متشحات بجرأة وغرابة بموديلات شديدة الخصوصية والتعقيد، تنوعت ما بين فساتين السهرة الطويلة أو تلك التي تصل لفوق حدود الركبة، وما بين بعض البنطلونات المستقيمة المزخرفة بالقصب، والتي تعلوها سترات قصيرة ومفتوحة، مع التركيز على وجود الأوشحة والشالات وبأطوال وأشكال عديدة ومبتكرة، ما أضاف شكلا معاصرا وثوريا على الصورة العفوية الجذابة لكامل المجموعة، ولم ينسى المصمم في زحمة كل هذه التفاصيل حبه لجمع المتناقضات، ليضم الشفاف للثقيل، ويدمج الناعم بالخشن، ويولف بين اللامع والمطفأ، من خلال قصات وتفاصيل استخدم بها الكثير من الكسرات والثنيات والبلسية، مبالغا أحيانا بها لإظهار مناطق من الجسد على حساب أخرى، أو ليبين بعض أجزاء القوام ويخفي البقية، وبأسلوب فني جسور أضاف مزيدا من الأنوثة والجمال على تصميم كل قطعة، وأظهر لها بعدا عصريا. انعكاسات معدنية اعتمد قوام تشكيلة الملابس الجاهزة الأخيرة لكافالي على قوة الألوان المعدنية وأثرها المتألق على كل قطعة وتصميم، حيث ظهرت أطيافها البراقة على العديد من الظلال والتدرجات الداكنة والغامضة منها، تلك التي تعكس غواية الجمال الغجري والسحر الكامن بين حناياه، حيث جاءت ضربات ريشة الألوان القاتمة لتشرق وتعلو فجأة مع ألوان أخرى أضافت عليها مزيدا من الطاقة والحياة، فشكلت الأسلوب الأفضل لإيصال الروح المتمردة والثائرة للمجموعة، والتي لم تتوقف فقط على ألوان الخامات الأصلية المنفذة للموديلات، بل تجاوزتها لتلعب بفوضى بين طبقات القماش، فتقصر وتطول معه كما تبرق لتخبو بين تفاصيله، مظهرة انعكاسات متعددة وغنية للذهبي، البرونزي والنحاسي، مع تموجات من البيج العاجي، والبني الشوكلاتة، والأحمر النبيذي، والأزرق النيلي، والرمادي النفطي، والأسود الملك. في المحصلة جاءت مجموعة أزياء كافالي لموسمي خريف وشتاء 2011/2012، احتفاء تكريميا بموهبته اللافتة وقدرته الدائمة على إدهاش الآخرين لسنوات طويلة قضاها في عالم الموضة وصناعة الأناقة الجمال.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©