أبوظبي (الاتحاد)
وصل عدد الصقور التي أطلقها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور بعد الإطلاق الرابع والعشرين في مايو الحالي إلى 1920 صقراً، معظمها من نوعي الحر والشاهين المعرضين للمخاطر.
ويتواصل هذا البرنامج دون انقطاع منذ تأسيسه في عام 1995 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي التي تشرف على تنفيذ البرنامج بالاشتراك مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ومستشفى أبوظبي للصقور.
وأطلق البرنامج 65 صقراً في هذا العام، تضم 57 صقر شاهين و 8 صقور حرة، تحت إشراف لجنة الغابات والحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة بجمهورية كازاخستان، خلال الفترة 1-3 مايو الحالي، في إقليم كاراقاندا وهو من الأقاليم المهمة لتكاثر وعبور الصقور المهاجرة.
وكشفت الدراسات الدقيقة لبيانات التتبع الفضائي أن الكثير من الصقور التي أطلقها البرنامج استخدمت هذا الإقليم في الأعوام السابقة، كما أن الموقع الجغرافي لكازاخستان يجعلها ضمن نطاق هجرة هذه الأنواع (منطقة واسعة تشمل أجزاء من روسيا والصين ومنغوليا والبلدان المجاورة)، وتتألف طبيعتها من الجبال الوعرة والسهول الواسعة التي تشكل مواقع مناسبة للإطلاق وموائل مثالية تتوفر فيها الفرائس التي تتغذى عليها الصقور.
وبهذا الإطلاق العاشر على التوالي في كازاخستان، يواصل البرنامج تعزيز جهود أبوظبي للحفاظ على أنواع متميزة من الصقور ودعم مبادئ الاستدامة البيئية، وحماية التنوع البيولوجي والمحافظة على الأنواع الهامة في التراث الإنساني، وزيادة قدرتها على مواجهة العديد من المخاطر المتمثلة في توسع الأنشطة البشرية والتغير المناخي، وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية. وقد خضعت جميع صقور البرنامج لمجموعة متكاملة من الفحوص الطبية والتدريبات المكثفة وتلقت الفحص النهائي صباح يوم الإطلاق، وتم زرع شريحة إلكترونية ووضع حلقات تعريفية لجميع الصقور، بالإضافة إلى تزويد عينة منها بأجهزة تتبع متصلة بالأقمار الصناعية تعمل بطارياتها بالطاقة الشمسية، لرصد معدلات البقاء والانتشار ومسارات الهجرة التقليدية، وجمع البيانات العلمية التي يتم استخدامها لتطوير طرق الإعداد والتأهيل والتدريب والإطلاق واختيار المواقع الملائمة للصقور عاماً بعد آخر.
وتشجع هيئة البيئة في أبوظبي جميع الصقارين والمهتمين بالحياة البرية للمشاركة في هذا البرنامج، من خلال التبرع بالصقور البرية من نوعي الحر والشاهين وتسليمها إلى مستشفى أبوظبي للصقور بعد انتهاء موسم الصيد أو في أي وقت من السنة، وذلك ليتم فحصها وتأهيلها وإطلاق المناسب منها وفق النظم والبروتوكولات العلمية المتبعة لتعزيز الحياة البرية، ودعم جهود المحافظة على الصقور في مواطنها الطبيعية.
الشاهين وصل «سيبيريا»
كان أحد صقور الشاهين وتم إطلاقه العام الماضي على موعد مع رحلة ملحمية في هجرته الربيعية، أوصلته إلى سيبيريا أقصى شمال روسيا، ليعود منها في أواخر الخريف متجهاً إلى الجنوب الإفريقي، ولكنه لم يستطع الوصول إلى وجهته الشتوية المتوقعة بعد أن أمسك به صيادون على شواطئ بحر العرب، وقاموا بتسليمه للبرنامج لتتم إعادة إطلاقه في نفس المكان الذي أطلق فيه العام الماضي بعد أن تم تزويده بجهاز تتبع جديد.