24 مارس 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - انتقدت فاطمة العلي مستشارة الإرشاد الأسري والتربوي طريقة تعامل بعض الأمهات مع الأبناء، خاصة ما اسمته «لائحة المفردات المكررة» وتنهل منها غالبية الأمهات خلال حديثهن مع الأبناء، ومنها «اسمع كلامي، نفذ أوامري فوراً، لماذا لا تحترمني»، مؤكدة أن لغة التهديد والعنف تزيد عناد الطفل ورفضه. وقالت إن بعض الأمهات يظن أنها محاولات ناجحة لتعليم أبنائهن قواعد الطاعة والاحترام، وإن ما تحتويه من كلمات تعودن على سماعها من الآباء وتربين عليها.
مشيرة إلى صعوبة تقبل الأبناء لهذه الطرق في الوضع الحالي، وتقبلهم فن التعامل مع الوالدين وكيفية طاعة أوامرهما وتحقيق رضاهما.
وأشارت فاطمة العلي إلى أنه في السنوات التأسيسية من عمر الإنسان تتشكل ملامح شخصيته وتنغرس بذور صفاتها الأساسية، حيث لا أحد أقرب إلى الطفل وأشد التصاقاً به من الأم، وبذلك تكون هي الجهة الأكثر تأثيراً في تشكيل شخصيته وصناعتها، حيث يتيح هذا الارتباط العضوي والنفسي بينها وبين الطفل أكبر فرصة للتأثير، فهو في الأساس جزء منها، موضحة أنه بإمكان الأم أن تجعل أدوات الرسم وسيلة لتشكيل شخصية طفلها.
وأوضحت أنه متى وجد الطفل هذا الإحساس لابد له أن يكتشف معنى البر، والبر ليس مقصوراً بتنفيذ الأوامر فقط، لكن البر هو اسم جامع لكل معاني الخير والإحسان التي بإمكانه أن يفعلها لبر أمه أو أبيه حسب عمره وقدراته،وتضيف ناصحة الأم: دربيه على مواقف عملية للبر، فالطفل هنا يحتاج لتكوين معرفة حقيقية للمهارة أو القيمة التي نريد منه تعلمها واكتسابها، وهذه المعرفة ممكن أن تقدم للطفل عن طريق القصة، فهي أسهل وأمتع طريقة للصغار والكبار، لكن يجب أن تقدم القصة للطفل باستخدام تأثيرات نبرة الصوت وتعابير الوجه والجسد لجذب انتباه الطفل وتشويقه لمعرفة المزيد.
ودعت فاطمة العلي الأمهات إلى مراعاة الوقوف عند الأحداث المهمة في القصة وسؤال الطفل عن الحدث أو الموقف،، وذلك باستخدام أسئلة تثير تفكيره وتؤثر في سلوكه مثل:ماذا لو كنت مكان الشخصية في القصة ؟ ماذا ستفعل ؟ كيف ستتصرف.
وأضافت بعد الانتهاء من القصة يجب على الأم في اليوم الذي بعده، تذكيره بكلمات من أحداث القصة باستخدام مهارة التوقع الإيجابي مثل «أنا واثقة من أنك ستكون سريعاً في تنفيذ ما يطلبه أبوك «وتذكر اسم شخصية محببة للطفل» أو ستساعدني في حل واجباتك لأنك صاحب همة عالية وكذلك تذكر اسم شخصية أخرى.
غير ذلك، أكدت متخصصة الإرشاد الأسري والتربوي أهمية تحفيز الطفل لحب الأم وعليها حين يجلس بقربها، أن تقبله وتضمه في أحضانها وتشعره بفرحها لقربه، مضيفة: الكثير من الأمهات يتضايقن من اقتراب أبنائهن نحوهن وترى ملامح وجهها المتضايقة والمتكدرة، فتكسر بخاطر طفلها وتشعره بعدم رغبتها في التواصل معه. وقالت موجهة حديثها للأم: عندما لا ترينه لفترة قصيرة أو طويلة عبري له عن شوقك واهتمامك وقولي له اشتقتلك يا ولدي الحبيب وافتقدتك وقولي لابنتك اشتقت لكِ يا قلبي، فمثل هذه التعابير والكلمات المؤثرة تقوي علاقة الحب وتحفز طفلك للاستماع لكلامك أكثر من استخدامك لكلمات الأمر والنهي«افعل ولا تفعل». وتتابع: شاركي الابن اللحظات الممتعة فحصوله على لعبة جديدة بالنسبة له أمرا مهما فلا تحتقري اللعب معه أو مدح شكل لعبته أو ألوانها، أو التحدث عن السيارة التي يرغب بشرائها بالمستقبل ومميزاتها لأن ذلك يؤثر في نفسيته وقلبه.
وأكدت العلي أن لغة الحب من كلمة وبسمة واحتضان وقبلة بين الحين والآخر لها أكبر تأثير في امتلاكك تواصل فعال مع طفلك وفرض احترامك له، لأن هذا ما أكدته الأبحاث التي أوضحت أن لغة التهديد والعنف لا تزيد سوى عناد الطفل ورفضه.
مبينة أن كثيراً من الأمهات يتعذرن بعدم التعبير عن الحب لأبنائهن بكثرة عدد الأبناء، وعدم قدرتهن على تقبيل واحتضان كل واحد فيهم.