الثلاثاء 29 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كسوة الكعبة المشرفة أغلى ثياب الأرض تصنعه أكبر «ماكينة خياطة» بالعالم

كسوة الكعبة المشرفة أغلى ثياب الأرض تصنعه أكبر «ماكينة خياطة» بالعالم
14 مايو 2019 04:25

عمار يوسف (الرياض)

على مدى تاريخ الدولة السعودية، بكل مراحلها الأولى والثانية والثالثة، تنافس الملوك الذين حكموها على خدمة الحرمين الشريفين، ومن ذلك العناية الفائقة بالكعبة المشرفة بإعادة بنائها وصيانتها وغسلها وتبخيرها وتعطيرها وكسوتها، حيث كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - هو أول من أمر بإنشاء مصنع خاص بالكسوة المشرفة، بعدما كانت الكسوة تجلب من خارج المملكة، وقد أصدر أمره الكريم عام 1346هجرياً، بإنشائه ليكون المصنع الوحيد في العالم.
وقال المدير العام لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، الدكتور محمد بن عبدالله باجودة، إن الخيوط التي تصنع منها كسوة الكعبة مقاومة للحريق والشد والاحتكاك، ويحتاج الثوب الواحد إلى (670) كلجم من الحرير الخام، سواء الإيطالي أو السويسري، إضافةً إلى 120 كيلو جرامًا من أسلاك الفضة المذهبة، و100 من أسلاك الفضة العادية.
وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»: إن المصنع تعاون مع مختبر عالمي لاختبار جودة الحرير قبل استخدامه، وهو مختبر «بيرو فير يتاس» لخدمات اختبار خيوط الحرير، مؤكداً أن ذلك لضمان تحمله ظروف الحرارة والغبار والملامسة المستمرة من قِبل الطائفين.
وقال باجودة: إن صناعة ثوب الكعبة يستغرق ثمانية أشهر متواصلة من العمل، وتبلغ تكلفته الإجمالية حوالي (22) مليون ريال، ليصبح بذلك أغلى ثوب في العالم، بهذا الحجم الكبير من الحرير الأغلى على مستوى العالم، وهذا الكم الكبير من الأسلاك المذهبة والفضية.
أمّا بالنسبة لعدد العاملين بالمصنع، فقال: إنهم (200) عامل، منهم أكثر من 70 عاملاً ماهراً في قسم الحزام وحده، مؤكداً على أن المصنع يضم أكبر «ماكينة» خياطة في العالم - حوالي (15) متراً- خاصةً بتجميع طاقات القماش، وتعمل بنظام التحكم الآلي.
وتمر عملية صناعة الكسوة بمراحل عدة، بدءاً من الصباغة مروراً بالنسيج الآلي والنسيج اليدوي والطباعة والتطريز، وحتى حياكتها وتجميعها، فيما يتكون الحزام المطرز من 16 قطعة، طول القطعة 240 سنتيمتراً، وعرضها 95 سنتيمتراً، ويحيط بالكعبة من الجهات الأربع. ويبلغ محيط الكعبة نحو 47 متراً.
وفيما يتم غسل الكعبة مرتين سنوياً: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة، ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.
وأوضح باجودة أن كسوة الكعبة تستبدل مرة واحدة كل عام، وذلك أثناء فريضة الحج، إذ بعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفة، تتولى سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة، واستبدالها بالثوب الجديد، استعداداً لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي، الذي يوافق عيد الأضحى.
ولدى سؤاله في إحدى المقابلات الصحفية، عن من الذي يحدد الآيات المكتوبة على ثوب الكعبة؟ وهل يمكن أن تتغير؟ قال باجودة: إن الآيات المكتوبة على ثوب الكعبة المشرفة منذ أمد بعيد، قد كتبها الشيخ «عبدالرحيم أمين بخاري» رحمه الله بخط يده، ولا زلنا نمشي عليها حتى عصرنا الحاضر، وهو أقدم عامل اشترك في صناعة كسوة الكعبة، منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، ولا يمكن تغير الآيات المكتوبة، سواء على ثوب الكعبة أو على ستارة الكعبة.
ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن «عدنان بن إد» الجد الأعلى للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، هو واحد ممن كسوها، وقيل إن (تبع الحميري) ملك اليمن، هو أول من كساها في الجاهلية، بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.
وبعد (تبع الحميري) كساها الكثيرون في الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى (قصي بن كلاب) الجد الرابع للرسول، والذي قام بتنظيمها، بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد، وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب قدرته.
ويشهد مصنع كسوة الكعبة زواراً من مختلف الجنسيات على مدار العام، حيث يبلغ المعدل اليومي للزوار 130 شخصاً، فيما ترتفع النسبة في أشهر الإجازات والمواسم مثل رمضان والحج، ويتجاوز عدد الزائرين سنوياً 50 ألف زائر.
وتوجد وحدة خاصة للعناية بثوب الكعبة داخل المسجد الحرام، تعمل على مدار الساعة، ويقوم بهذا العمل عمالة وطنية مؤهلة ومدربة، اعتادت على صيانة الثوب وخياطته من كل شد وجذب، يحدثه المتعلقون بأستار الكعبة المشرفة من الزوار والمعتمرين، إضافةً إلى تنظيفه من كل ما يمكن أن يؤثر على رونقه ونظافته، كالغبار وآثار الحمام، كما يتم تنظيف باب الكعبة والمقابض، والاستجابة للبلاغات التي ترد بشأن حاجته لأي صيانة بشكل عاجل.

ماء زمزم والورد ودهن العود
يتم غسل الكعبة مرتين سنوياً.. الأولى في شعبان، والثانية في ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض