الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمالية.. مدرسة التراث

السمالية.. مدرسة التراث
14 مايو 2019 04:25

أشرف جمعة (أبوظبي)

تُعد جزيرة السمالية التابعة لنادي تراث الإمارات، بموقعها الفريد المطل على البحر من كل الجهات ومحيطها الممتع، تجربة رائدة في إقامة الأنشطة التراثية برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إذ يطلق عليها «جزيرة الأحلام»، فهي مدرسة لتعليم الأبناء تراث الآباء والأجداد، ومن ثم الحفاظ على ثوابت الهوية الوطنية، وفهم معاني الولاء والانتماء للقيادة والوطن، فهي معنية بتحقيق رسالة واستراتيجية النادي، من حيث احتضان البرامج التراثية المخصصة طوال العام، ومن ثم استضافتها عام 1994، أول نسخة من ملتقى السمالية الصيفي، الذي أصبح من الملتقيات التراثية التي ترسخ للولاء والانتماء، كما أنها تساهم بقوة في الارتقاء بمفهوم السياحة الثقافية في الدولة، وتتمتع الجزيرة بمقومات، وذلك في إطار رسالة النادي الموجهة نحو استثمار المرافق بكامل طاقاتها، لدعم وإنجاح كافة الأنشطة الطلابية.

محمية طبيعية
جزيرة السمالية محمية طبيعية تتمتع بتوازن بيئي قلما تجده في مكان مماثل من خلال مشروع زراعة أشجار القرم الذي يحيط بمساحتها التي تصل إلى 14 كيلو متراً مربعاً من كل جانب، حيث إنها الآن وبعد سنوات من العمل الحثيث نحو تطويرها أصبحت تتمتع بتنوع بيولوجي متكامل، حيث تعد الجزيرة بكامل بيئاتها البرية والزراعية والبحرية، ومرافقها ومشاريعها التراثية والبيئية، محمية طبيعية، ساعدها في ذلك نمو رقعة كبيرة حولها من أشجار القرم والنخيل ونباتات عشبية مختلفة، مثل الشفان، والسويد، والقصبة، والرشا، والسنابل، ومجموعة كبيرة من الزهور الطبية التي ساهمت في إنجاح مشروع المنحل وإنتاج العسل الأصلي، الذي تشرف عليه وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي، كما توجد فيها مجموعة كبيرة من شتى أنواع الحيوانات والطيور النادرة التي تتوافر لها حياة ملائمة لنموها وعيشها وتكاثرها، مثل الإبل، والخيول، والنعام، والغزلان، والأرانب، والحمام، والدجاج بأنواعه، والطاووس، والبلابل، والعصافير، وأنواع عديدة من الطيور المهاجرة التي تحط رحالها في أرض الجزيرة، حيث تجد المأوى المناسب لرحلتها، أما الوصول إليها، فيتم عادة من خلال رحلة بحرية بالقارب لا تزيد مدتها عن 6 دقائق، وفور ما تطأ قدم الزائر أرض الجزيرة، يدرك أن الزمن عاد به إلى الوراء، في رحلة استثنائية إلى الماضي كفيلة بعرض الحياة التقليدية في الإمارات قديماً، تسرد ذكريات في ثناياها تفاصيل عن الأمس لأبناء اليوم.

مرافق الجزيرة
تتمتع جزيرة السمالية بجملة من المرافق النوعية جعلت منها محط أنظار شباب وفتيات الوطن لممارسة الرياضات التراثية والهوايات، مثل ركن الفروسية الذي يعد خططاً وبرامج سنوية يستهدف من خلالها الطلاب الذين يتوافدون إلى صالة الفروسية المغطاة لتعلم فنون رياضة ركوب الخيل بمساعدة مدربين مختصين، وهناك أيضا قسم الهجن، ويتكون من مضمار تدريب الطلاب، ومضمار تدريب الهجن، ومضمار السباق، حيث يتم تعليم الطلاب وأعضاء الوفود الزائرة على رياضة ركوب الهجن، واستخدامات عتادها، والاعتناء بها، وطريقة حلب النوق وغيرها، كما تشتمل الجزيرة على مرافق، ميدان القوارب الرملية، والطيران اللاسلكي، والمسبح الأولمبي، والرماية التقليدية، والصالة الرياضية، وممشى القرم، ومشروع الطيور المهاجرة، والمناحل، ومشروع تربية الأسماك، والمدبسة لعمل عسل التمر، محميات المبيت وتكاثر الغزلان والنعام والضبّ، وغيرها من المرافق التي تسهم في دعم الأنشطة الطلابية والزوار والضيوف، مثل توفير وحدة للدفاع المدني، وعيادة متخصصة، لتحقيق إجراءات السلامة للجميع.

أقدم بيت تراثي
تحاكي مرافق جزيرة السمالية تاريخ الآباء والأجداد وحياتهم في مجتمع قام على قيم وتقاليد الأصالة والتكاتف، فإلى جانب سلسلة من البيوت الشعبية تبرز جماليات طرز العمارة المحلية من خلال تصميم بيت النوخذة الذي بناه علي بن حسن الرميثي، وهو أقدم بيت تراثي في الجزيرة، ثم بيت العريش، والسوق الشعبية، والمسجد، والعديد من الصالات والقاعات والحدائق الموزعة بشكل هندسي خلاّب، ثم هناك الميادين والساحات والمضامير، والملاعب الرياضية المخصصة لعروض الألعاب الشعبية، وعشرات الحظائر، والإسطبلات، وأقفاص الطيور، وعدد السفن والقوارب والمراسي، وغيرها، فيما تتخذ مباني الجزيرة، سمة الطابع القديم، وبخاصة البيوت المشيدة من مواد مستخرجة من البيئة المحيطة، وتضم هذه البيوت مفردات وتفاصيل كثيرة، مثل «البراجيل» أو ملاقف الهواء، وكذلك بيوت العريش المصنوعة من سعف النخيل، وما تضمه من مناديس ودلال قهوة وجرار فخارية وأوان وأدوات منزلية، كالحصير والسرود والمكبات والجفاير والسلال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©