حسونة الطيب (أبوظبي)
بينما يبدأ الليل يسدل أستاره، تعلن سوق لوانغ برابانغ، Luang Prabang Night Market عن بدء يوم جديد بعيداً عن ضوء الشمس وحرارتها. وبما يزيد على 300 محل لبيع المنتجات اليدوية، تعتبر سوق لوانغ برابانغ الليلية، من أفضل الأماكن للباحثين عن اقتناء القطع التذكارية اليدوية في قارة آسيا. وتتنوع المنتجات التي تقوم بصناعتها مجموعات عرقية محلية، من حقائب ومحافظ وقمصان، إلى الغلايين والفوانيس الورقية ومنتجات الفضة.
وربما لا تكتمل زيارة مدينة لوانغ برابانغ، دون التجول في سوقها الليلي، حيث يلتقي السياح الأجانب مع السكان المحليين، سواء لاقتناء القطع التذكارية والأكل أو لمجرد الجلوس والاستمتاع بجو المكان، وإذا كان الزائر من المبتدئين في المساومة، فهنا تتوفر فرصة مناسبة للغاية للظفر بسلعة بسعر مناسب، خاصةً أن الباعة لا يبالغون في الأسعار التي يطلبونها، بحجة أن جل منتجاتهم إن لم يكن كلها، مصنوعة يدوياً.
ولا شك في أن ممارسة هذه السوق لنشاطها كل ليلة، تؤكد عدم رتابة المكان ومقدرتها على جذب المزيد من الناس، بمحلاتها التي تكاد تبيع كل شيء يحتاجه المرء تقريباً.
ويتميز الباعة هنا، بروح عالية من الود ورحابة الصدر والإصرار على رسم ابتسامة دائمة على شفاههم، وعدم الإلحاح على الزبائن بالشراء كما هو سائد في العديد من الدول الآسيوية الأخرى.
وعند المغيب من كل ليلة، واستعداداً لفتح السوق لأبوابها، على مساحة تمتد لنحو كيلو متر تقريباً، يتم إغلاق الطرقات أمام حركة السيارات لنصب المئات من الأكشاك التي تحمل اللونين الأزرق والأحمر.
ومع أن الملابس، هي السلعة الغالبة في هذه السوق، إلا أنها تعرض مجموعة مذهلة من المجوهرات، حيث توضح ديباجات بعض الأسورة، أنها مصنوعة من القنابل. وسواء كان ذلك حقيقة أم لا، إلا أنه يشكل اقتناء قطعة تذكارية تحفز على الاحتفاظ بها.
لكن ولسوء الحظ، يقوم العديد من الباعة في سوق لوانغ برابانغ، ببيع قطع تذكارية مصنوعة من أجزاء حيوانات مهددة بالانقراض مثل، العاج والمخلوقات البحرية المجففة والفرو والمخالب والأسنان والجلد وغيرها.
كما توجد في السوق أيضاً، ثعابين ميتة وعقارب يتم حفظها في علب مملوءة بمادة حافظة. للذين يدعمون المحافظة على الحيوانات من الانقراض ومحاربة ظاهرة الاتجار بها، الامتناع عن شراء مثل هذه القطع.
وفي العام 1995 تم إعلان لوانغ برابانغ، العاصمة السابقة لدولة لاوس، كواحدة من مدن التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو.