خولة علي (دبي)
جسدت الشموع قبل دخول الكهرباء في الحياة اليومية، مصدراً رئيساً للضوء، وتحولت مع التقدم الصناعي والتكنولوجي إلى أيقونة كلاسيكية، يتم استخدامها باعتبارها عنصراً نوعياً في عالم الأثاث والديكور الداخلي، إلا أنه في شهر رمضان المبارك، يستمد المصممون ومهندسو الديكور، من روحانية المناسبة الكريمة، مفاهيم جديدة لتوسيع خيارات المستخدمين، من خلال تقديم أشكال متعددة ومختلفة من الشمعدانات، معتمدين على رؤيتهم حول لغة الإنارة التجميلية، ومدى انسجامها مع بيئة الديكور عموماً، سواء في المنازل أو المطاعم أو الفنادق.
من جهة أخرى، تهتم شركات التصميم وإنتاج منظومة الديكور، على أن تمثل الشمعدانات قيمة روحانية، طوال ليالي الشهر الفضيل، يتم فيها إشعال الشموع في أمسيات يقضي فيها الناس، لحظات طويلة في عوالم أجواء الصلاة والدعاء، إضافة إلى الزيارات العائلية، التي تتخللها لقاءات وتبادل حميمي للأحاديث والنقاشات اليومية، ما يجعل الإضاءة ومستوى قوتها مرتبط بطبيعة العلاقات الإنسانية وصلة القرابة بين البشر.
وقدمت مجموعة من شركات الديكور أكسسوارات مميزة للشمعدانات التي تحاكي ليالي الشهر الفضيل، تعبر عن روح وطابع شهر رمضان، بدءاً بالألوان المضيئة كالذهبي والفضي، إلى الألوان الدافئة كالأحمر والأزرق القاتم، لتخلق نوعاً من التوازن والراحة في ردهات الفراغ، وصممت تشكيلات رائعة منها على شكل تحفة فنية، ومن السيراميك، ومنها مصممة على نمط الإضاءات الشرقية نحاسية الشكل ومخرمة لتتخللها الإضاءة، ومنها ما يعلوها هلال ونجمة كتعبير روحاني عن رمضان، ونماذج تصور فنون العمارة والمتمثل في المساجد بمآذنها وقبابها وزخرفتها. مما تخلق نوعاً من الراحة والهدوء في الفراغ. والعديد من التشكيلات التي ترتبط بتراث وثقافة المجتمع العربي الإسلامي.
وعادة ما تتخذ بعض الشموع من نفسها عدة أشكال فنية، ويُتخذ فيها اللون من النكهة العطرية المضافة، ويمكن الإشارة إلى أن إدخال العطور المهدئة في الشموع، دعمت حضورها في مناسبات عدة، من بينها ليالي رمضان، وذلك لأن الرائحة، وتحديداً ذات الخلاصة الطبيعية، تقدم لمستخدميها نوعاً من التوازن الداخلي، الذي يسعى إليه الناس خلال رمضان.
يُذكر أن القطاعات التجارية في مجال تصميم الشموع، سعت إلى الاشتغال على مبدأ الأمن والسلامة، في استخدام الشمعة، من خلال تدعيم تصنيع المواد المخصصة في حمل الشموع ووضعها على المكتبات والطاولة ذات الاستخدام المتعدد، وطورتها كعازل، ما يساهم في تقليل الضرر من سوء استخدامها، فأصبحت الشمعدانات تشاركنا الكثير من مناسباتنا، وتستعد هي بدورها في استقبال الضيوف، وفقاً لطريقتها وأسلوبها، فلمسات منها يمكن أن تعطي فرقاً واضحا، وتعكس حضوراً لافتاً وجذاباً.
وأصبحت الشموع تتجاوز دورها التجميلي من حيث الشكل، ودورها النفسي من خلال العطور الطبيعية، ولكنها أيضاً تؤسس لفهم الذائقة المجتمعية ومتغيراتها في شهر رمضان المبارك. وتعكس الإرث الإسلامي في حضور الشموع بوصفه لحظة سكون وهدوء يعيشها الإنسان خلال مناجاته لربه.