شدد الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري على ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين لمواجهة التحديات» المشتركة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بعد اجتماعهما أمس في دمشق ان الاسد والحريري ناقشا «التطورات الايجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية واهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية بما يمكن من تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات وبما يخدم مصالح الشعبين». وتابعت أن اللقاء تطرق إلى «آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية» ، لافتة إلى أن الأسد اطلع من الحريري على «الجولة التي سيقوم بها خلال الفترة القادمة والتي تشمل عددا من الدول العربية والأجنبية». كذلك ،أطلع الرئيس السوري رئيس الوزراء اللبناني «على نتائج زيارته الى تركيا ونتائج زيارة الرئيس الروسي إلى سوريا».
وكان الحريري قد شارك في وقت سابق أمس قبل توجهه الى دمشق، في حفل استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري والوزراء، وأطلع منه خلال اجتماع ضمهما مع سليمان وبري على الأجواء التي عاد بها من دمشق، قبل توجهه إلى العاصمة السورية. ولاحقاً عقدت المحادثات الرسمية اللبنانية – الكويتية في القصر الجمهوري وجرى في الختام التوقيع على عدد من الاتفاقيات. كما استقبل الشيخ صباح الرئيس بري في مقر إقامته واستعرض معه التطورات.
وشكلت زيارة الحريري إلى دمشق واجتماعه مع الرئيس الأسد فور وصوله إلى قصر الشعب نقلة نوعية في تعاطي القيادة السورية العليا مع رئيس وزراء لبنان، خصوصاً وأن الرئيس السوري قد مهد للقاء بحديث حدد فيه علاقته بالحريري من خلال المقاربة السورية الجديدة للعلاقات مع لبنان.
وقالت مصادر الحريري في بيروت “إن زيارته إلى دمشق سياسية بامتياز وهدفها الوقوف على الموقف السوري الرسمي من كل المستجدات الطارئة في المنطقة، وحشد الدعم العربي للموقف الذي سيجاهر به رئيس حكومة لبنان خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في 24 الجاري، والتوافق على العناوين العريضة التي سيضمنها الحريري خطابه أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك بعد تولي لبنان رئاسة هذا المجلس، وفيها سيكون تأكيد الموقف العربي الرافض لإجراءات إسرائيل التهويدية للقدس وخطط الكيان العبري للاستيلاء على الأرض الفلسطينية من دون وجه حق”.
وأوضحت المصادر نفسها رداً على سؤال لـ”الاتحاد” بأن الحريري لا يحمل معه إلى دمشق أي ملف للنقاش مع الرئيس الأسد، إنما سيكون مستمعاً أكثر مما يتكلم.
ولفتت إلى أن العلاقات والاتفاقيات هي في عهدة اللجان المختصة التي تواصل عملها تمهيداً لزيارة لاحقة لرئيس الحكومة إلى العاصمة السورية على رأس وفد وزاري كبير لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وتوقيعات للاتفاقيات.وفي هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن ما قاله الرئيس الأسد هو التزام من سوريا لمساعدة لبنان على اجتياز أزمته. وأكد أن حديث الأسد كان واضحاً وحدّد علاقته برئيس الحكومة سعد الحريري في المقاربة السورية الجديدة للعلاقات مع لبنان.
وكشف عضو كتلة “المستقبل” البرلمانية النائب عاطف مجدلاني من جانبه بأن زيارة الحريري إلى واشنطن مهمة جداً لشرح وجهة نظر لبنان تجاه الأوضاع الداخلية، إضافة إلى تأكيد دور طاولة الحوار في إرساء قواعد الاستراتيجية الدفاعية الوطنية في لبنان، ومطالبة الولايات المتحدة بتقديم مساعدات للبنان والضغط على إسرائيل للالتزام بتنفيذ كامل القرار 1701”.
وقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله بدوره، إنه من مصلحة لبنان أن تكون لديه علاقة مميزة مع سوريا، وتعزيز هذه العلاقات وتطويرها بين كل الأفرقاء اللبنانيين وسوريا، وكذلك على مستوى الدولة، وأشار إلى أن التنسيق اللبناني السوري فيه مصلحة للبنان، خصوصاً وأن المنطقة تشهد تطورات كثيرة، مؤكداً أن هذا المستوى من التنسيق أمر طبيعي.