حملة للتبرع بالدم تؤكد التزام العمال بخدمة المجتمع

تحقيقاً لمبدأ المنفعة المتبادلة بين المجتمع والأفراد المقيمين على أرضه، بما يؤدي إلى ازدهار المجتمع وتحقيق الرفاه له ولكل من يحيى فيه، شهدت منطقة المصفح بأبوظبي صباح الجمعة الماضية مبادرة إنسانية رائعة تمثلت في حملة للتبرع بالدم شارك فيها العشرات من سكان قرية الجيمي العمالية على اختلاف وظائفهم من عمال ومهندسين وإداريين. أشرف على الحملة بنك الدم التابع لمستشفى خليفة، بالتشارك مع شركة الجزيرة العالمية لخدمات التموين، المسؤولة عن إدارة القرية العمالية. تحدث السيد روبي تومي المدير التنفيذي للشركة والقائم على الحملة عن أهداف هذا الجهد الإنساني المتميز محدداً إياها فيما يلي: توعية الناس بأهمية التبرع بالدم، وسد حاجة بنك الدم من الفصائل المختلفة وخاصة النادرة منها. وخدمة المجتمع وتأدية رسالة مهمة يجب على كل المؤسسات العاملة في المجتمع أن تأخذ بها، وتتمثل في ضرورة إفادة المجتمع في جميع المناحي، وليس اقتصادياً فقط، بمعنى آخر وجود التزام إنساني بضرورة خدمة المجتمع المدني الموجودين به. فكرة المبادرة ولفت تومي إلى أن فكرة المبادرة نشأت منذ حوالي شهرين وتأتي ضمن جهود وأنشطة عديدة تسعى إلى تحقيق أقصى نفع ممكن للمجتمع تم تنظيمها من قبل، ومنها حملة لنظافة مدينة أبوظبي من العبوات الفارغة في نوفمبر من العام الماضي، وكذلك حملة انتهت الشهر الفائت وركزت على تنظيف كورنيش أبوظبي. وأشار تومي إلى أهمية دور مستشفى الشيخ خليفة في هذه المبادرة عبر استجابتها السريعة إلى نداء الحملة من خلال تكليف فريق عمل طبي متكامل من بنك الدم التابع لها بالانتقال إلى القرية العمالية، وإنجاز الحملة التي من المنتظر أن تتكرر بشكل دوري كل ثلاثة أشهر. وهنا أكد تومي أيضاً جانبا مهما وحيويا في تلك الحملات، وهو الاهتمام بصحة سكان القرية جميعاً، كون عملية التبرع بالدم كل ثلاثة أشهر لها كثير من المزايا الصحية لمن يقوم بها. وعن الأنشطة المستقبلية المخطط القيام بها من أجل خدمة المجتمع والتواصل معه كشف تومي عن زيارات سيتم القيام بها إلى دور الأيتام، وبيوت المسنين، من أجل التخفيف عنهم ومنحهم الشعور بالأمان والطمأنينة وبأنهم لا يعيشون بمفردهم في المجتمع. وبيّن أن من سيقوم بهذه الأنشطة لجنة من الموظفين المقيمين في القرية، موضحاً أن تلك اللجنة قامت بالتخطيط لتلك الجهود ووضعت جدولة وآلية لتنفيذها خلال العام المقبل. وعن الرسائل الموجهة للعمال من وراء تلك الفعاليات، أجملها تومي فيما يلي: وجود حساب له في بنك الدم من خلاله يتم منحه بطاقة بهذا الحساب يسجل فيها تاريخ تبرعه بالدم، والمرات التي قام فيها بذلك، وبمقتضى هذه البطاقة تكون له أولوية الحصول على الدم في حالة الاحتياج له نتيجة الحوادث أو المرض لا قدر الله. من ناحتيه ذكر الدكتور أحمد الإمام أخصائي أمراض الدم في بنك الدم التابع لمستشفى خليفة أن المبدأ من وراء هذه الحملات، هو إنقاذ الحياة، والوصول بمراكز التبرع إلى حيث يتواجد المتبرعون، نظراً لأن إحجام الناس عن التبرع بالدم قد يرجع إلى انشغالاتهم اليومية، أو بعد المسافة عن مراكز التبرع أو عدم المعرفة بأماكن تواجدها. خدمة المجتمع وأوضح الإمام أن هذه الحملات يستفيد منها جميع المستشفيات الموجودة في أبوظبي سواء الحكومية منها أو الخاصة، خاصة وأن هناك أمراضاً مثل الثلاسيميا وكذلك الحوادث المختلفة تكون في أشد حالات الاحتياج للدم ما يستلزم توفير مخزون منه بكافة فصائله في سائر مستشفيات الإمارة. وفي هذا السياق بيّن الإمام أن إمارة أبوظبي وضواحيها تشهد يومياً حملتين للتبرع بالدم، ويتم تنفيذهما بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة وكذا القطاع الخاص، مساهمة منها في خدمة المجتمع وتوفير الدم في المستشفيات، لأنه من المفيد هنا أن نؤكد أنه ليس من دور المريض أن يبحث أو ينشغل بوجود فصيلة الدم التي يحتاجها، وإنما هو دور المجتمع الذي يعيش به. ولذلك تقوم كثير من الشركات بتنظيم حملات للتبرع بالدم حوالي أربع مرات في كل عام، وهو جهد إنساني مشكور من قبل تلك المؤسسات، وإن كان يمثل جزءاً من الشكر الموجه من قبل تلك المؤسسات إلى المجتمع العاملة فيه، حتى أن تلك الأنشطة المجتمعية صارت من معايير القوة والنجاح للمؤسسات المختلفة التي تتصدى له وترعاه. فوائد صحية وعن الفوائد الصحية للتبرع بالدم قال الدكتور أحمد الإمام عنها ? وقاية من التجلط لذوي اللزوجة العالية في الدم، التي قد نكتشفها عند القيام بالفحص الطبي الدوري. ?تنشيط الدورة الدموية للجسم كله. ? بعد التبرع لمدة ثلاثة أيام ترتفع نسبة الأكسجين الصاعد إلى المخ بنسبة 20% تبعاً لإحدى الدراسات الإيطالية التي صدرت مؤخراً. وفي النهاية دعا الإمام جميع أفراد المجتمع إلى المبادرة للتطوع بالدم وخاصة لأصحاب الفصائل السالبة لندرتها وحاجة كثير من المرضى إليها، ما يتسبب في مضاعفات صحية سلبية لهم في حالة عدم العثور على تلك الفصائل.