عبدالله القواسمة (أبوظبي)
«العمر مجرد رقم لا قيمة له إذا كنت تتمتع بإرادة حديدية ورغبة عارمة في البذل والعطاء».. هذه الكلمات جسدها عيضة المنهالي ذو الـ 88 عاما إلى واقع الواقع بـ «إرادة حديدية» وعزيمة لا تلين.. عيضة هو أحد نجوم الكرة الإماراتية الذين طوتهم صفحات النسيان قبل عدة عقود، لييظهر مجدداً ويقول بكل ما يملكه من قوة أنا موجود، هنا في مركز رأس الحربة مهاجم لا يشق له غبار.
هذا الرجل ذو الإرادة الحديدية ظهر في المباراة الاستعراضية الخاصة بكبار السن التي افتتحت بها بطولة خالد بن طناف المنهالي الرمضانية لكرة القدم التي تقام برعاية مجلس بني ياس التابع لديوان ولي العهد على الملاعب الفرعية بنادي بني ياس، فالجماهير التي حضرت اليوم الأول كانت تتوقف امام عظمة المشهد الماثل أمامها.. رجل ملأ الشيب رأسه يرتدي زي المنتخب الفرنسي المزين بشعار «الديك»، متسلحاً بعتاد لاعبي كرة القدم المتعارف عليه، يتوجه بملء إرادته وبكل حماسة إلى وسط الملعب لالتقاط الصور التذكارية مع فريقه تأهباً لخوض كامل دقائق المباراة الاستعراضية الخاصة بكبار السن.
عيضة هو أحد لاعبي كرة القدم السابقين المعروفين، استهل مشواره الكروي في عقد الخمسينيات من القرن الماضي، فقد كان دائم الترحال ما بين الكويت والسعودية للعمل واللعب بآن معاً، كما خاض تجربة احترافية مع نادي القادسية في الستينيات قبل أن يستقر به المقام في وطنه الإمارات في السبعينيات حيث عرف عنه بأنه أحد نجوم الكرة الأفذاذ في منطقة بني ياس التي شيد أبناؤها ملعباً شعبياً ترابياً في «بني ياس شرق 10» أطلق عليه ملعب عيضة ليظل هذا الملعب صامداً ويخدم أبناء المنطقة لمدة 15 عاماً.
وفي بدايات تأسيس نادي بني ياس كان عيضة أحد اللاعبين الذين شاركوا مع «السماوي» في العديد من المباريات وفي مركز رأس الحربة على وجه التحديد متعطشاً دائماً لإحراز الأهداف، قبل أن تبعده دروب الحياة ومتطلباتها عن الملاعب، لكنه ظل مواظباً على الحركة الدائمة.
ويقول عيضة عن ظهوره في مباراة كبار السن: «وجدت أنها فرصة مناسبة لحث من هم في عمري على مزاولة لعبة كرة القدم، رغم انني ابتعدت عن الملاعب منذ فترة بعيدة، إلا أنني أشعر بقدرتي الدائمة على اللعب.. أنظر إلى ساقاي فهما تملكان القدرة على حملي، أشكر الله على نعمه، وأدعو الجميع إلى البقاء على تماس مع الرياضة فهي غذاء للجسد والروح بآن معاً».
نجزم أن من رأى عيضة المنهالي يركض خلف الكرة على الملاعب الفرعية في بني ياس لن يتوانى عن الاقتداء به، وأن الجماهير التي تابعت هذا المشهد ستظل تحمل في ذاكرتها عنفوان هذا الرجل الفذ صاحب الإرادة الحديدية ما شاء الله.