بيرن ـ محمد حمصي:
يواصل 'الاتحاد الرياضي' رحلته المكوكية في سويسرا وعلى ما يبدو أن حكاية عبيد الطويلة حارس مرمى تكاد تكون مختلفة تماما عن زميليه راشد عبدالرحمن المحترف في نادي ايفردون السويسري (درجة أولى) ومحمد سرور والذي ينتظر موافقة نادي الشعب على اطلاق سراحه، لكي يحدد الجهة التي سيحترف فيها سواء سويسرا أو ألمانيا أو قطر·· فقد غادر عبيد إلى ألمانيا قاصداً أحد معاهد التدريب وعندما علم بوجود راشد عبدالرحمن في سويسرا اتجه إلى هناك والتقى بوكيل الأعمال المغربي أبوظياف عبدالودود الذي نصحه بالالتحاق بمعهد (موكالان) العالمي في العاصمة بيرن، وفي نفس الوقت لكي يمارس هوايته مع أحد الأندية الموجودة في العاصمة· وبالفعل حصل عبيد على موافقة مبدئية للدخول في معهد ماكولان بشرط أن يقوم بتعلم اللغة الفرنسية وتحضير نفسه في فترة الستة شهور القادمة ومن ثم الالتحاق بالمعهد بعد اجادته اللغة الفرنسية إجادة تامة بحيث يحصل على شهادة التخرج بعد ثلاث سنوات، ويكون مؤهلاً للتدريب والعمل في الأندية مستقبلاً· الطويلة أكد لـ'لاتحاد الرياضي' بأن كل هدفه نيل شهادة تدريب في مجال كرة القدم من أحد المعاهد العالمية على أن يعود بعد ذلك للتدريب في الإمارات· وقال عبيد إنه فضّل الاحتراف في بيرن نظراً لوجود معهد ماكولان ومن أجل ملء أوقات الفراغ خاصة في الفترة المسائية، وأضاف أن الاحتراف مجرد هواية فقط وتبقى الدراسة هي الأهم بالنسبة له·
لا مشاكل مع دبي
وأوضح عبيد بأنه لا توجد أية مشاكل بينه وبين نادي دبي الذي يعتز بانتمائه اليه والذي يُكن للمسؤولين فيه كل تقدير واحترام قائلاً: إن حرصه على مستقبله دفعه لاتخاذ مثل هذا القرار لشعوره بالإحباط بعد هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية وقناعته بالسفر والتركيز على الدراسة، وفي نفس الوقت الاحتراف إذا أتيحت له الفرصة، واعترف عبيد أنه لم يتحمل صدمة الهبوط بقوله إن هذا الوضع تكرر مع فري دبي، والمسألة أصبحت صعود وهبوط ثم صعود وهبوط أي أربع مرات متتالية وهذا الوضع لم يعد ليتحمله وسبب له ضغطاً نفسياً دفعه إلى الهجرة·
وبسؤاله عن طلب الاتحاد السويسري لبطاقته من اتحاد الإمارات وموقفه في حال رفض منحه تلك البطاقة والانتقال إلى نادي اف ـ سي ـ ليتسي الذي ارتبط معه بعقد لمدة عامين تمنى عبيد أن يتجاوب النادي مع رغبته وإذا رفض (الكلام للاعب) فأنه سيستمر في دراسته حتى ولو وصل به الأمر للتخلي عن هوايته الكروية·
وذكر عبيد أنه لعب في صفوف دبي بدون أي عقد قادماً من نادي الشباب على أمل أن يحصل على فرصته خاصة وأنه أمضى سنوات عمره من الشباب ولم يتمكن خلالها من الحصول على الفرصة التي ينتظرها والزود عن عرين الفريق الأول نظراً لوجود وفرة من حراس المرمى أمثال جمعة راشد وعلي سعيد حارس الأهلي حاليا وحسن الشريف المنتقل إلى دبي واسماعيل ربيع والذي كان يلعب لفريق تحت 17 سنة ويستعين به المدرب مع الفريق الأول قائلا إن المرة الوحيدة التي لعب فيها احتياطياً للحارس حسن الشريف كانت في موسم 97/ 98 في نهائي الكأس أمام العين، وتابع عبيد كلامه بالقول إن والده طلب منه الاختيار والمفاضلة ما بين النادي والجامعة لكنه فضّل الدراسة بجامعة الإمارات وانقطع عن النادي فترة طويلة وعندما وصل إلى المرحلة الأخيرة في دراسته كان له متسع في الوقت للعودة للملاعب والانتقال الى نادي دبي الذي استمر معه أربع سنوات متتالية، وكان يأمل بالبقاء معه مدة أطول إلا أن صدمة الهبوط أثرت فيه كثيراً ودفعته إلى السفر للبحث عن مستقبله الدراسي في عالم التدريب، وكشف الطويلة النقاب عن العروض المحلية التي تلقاها قائلا: إنه اختار الهجرة بحثا عن مستقبله ومتمنيا أن يعود إلى الإمارات والتدريب في أحد أندية دبي على وجه الخصوص بحيث يكون موقفه من الشباب الذي ترعرع فيه وشهد بداية انطلاقته الكروية·
لا تهمني الشهرة!
وأكد الطويلة بأنه لا يسعى للشهرة أو كسب المال من خلال احترافه بقدر ما يهمه استثمار الوقت لحين الانتهاء من دراسته، أما بخصوص فريق دبي فإنه يتمنى له التوفيق وهو واثق من عودته من جديد إلى دوري الدرجة الأولى خاصة بعد عودة مدربه أيمن الرمادي إلى موقعه قائلاً: إن الرمادي أكثر قدرة على توظيف قدرات وامكانيات اللاعبين وله تجربة ناجمة مع الفريق قبل سنتين أسفرت عن صعود دبي إلى الدرجة الأولى·
حكاية 'العقد'
وبسؤاله عن عقده الحالي مع اف ـ سي ـ ليتس وعن الامتيازات التي صعد عليها أجاب أن العقد لمدة عامين ويشمل السكن والسيارة والمصروف اليومي فقط بدون أي مقدم أو راتب معين لأنه، كما أشار لا يتطلع للشهرة والمال من خلال الاحتراف بقدر تركيزه على الدراسة·
وذكر عبيد أن الدورة الودية التي شارك فيها مع فريقه الحالي هي التي شجعت المدرب على الاستعجال باتمام العقد حيث نجح عبيد بالزود عن مرماه ببراعة وقيادة فريقه للفوز في المباراة النهائية 3/1 بعد تمكنه من صد ركلة جزاء والتصدي لأكثر من هجمة خطرة أملا بأن يوفق في مهمته الجديدة والمساهمة في الصعود إلى الدرجة الأولى، ولم ينس عبيد وقفة وكيل الأعمال أبوظياف ومساعدته باللعب في صفوف (ليتس) والذي احتل المركز الرابع في الدرجة الثانية الموسم الماضي··
وذكر عبيد أنه يبذل قصارى جهده لتعلم الفرنسية لأنه لا خيار أمامه سوى معرفة هذه اللغة أو الألمانية حتى يتمكن من متابعة تحصيله الدراسي من المعهد ومجاراة زملائه في النادي على أساس أن اللغة الفرنسية والألمانية هما السائدتان في سويسرا، من جهة أخرى التحق الطويلة بمعسكر فريقه في أحد المناطق السويسرية والتي تبعد مسافة 400 كلم عن العاصمة للاستعداد للدوري·
برنامج خاص
ويخضع عبيد حاليا لبرنامج خاص على يد المدرب السويسري فإن فيليب دوكاستل شقيق مدرب دبي السابق ميشيل دوكانسيل حيث أشاد المدرب بالمهارات العالية للحارس ورغبته في التعلم واستيعاب كل الأمور بهدف اثبات جدارته،في الملاعب السويسرية وانجاح تجربته الاحترافية قائلاً إن عبيد مؤهل للقيام بدور بارز مع فريقه الحالي هذا الموسم·
اكتساب الخبرة الأوروبية
ذكر أبوظياف وكيل أعمال اللاعبين راشد عبدالرحمن ومحمد سرور بأن مدرب حراس مرمى اف· سي· ليتس عبر عن إعجابه بمستوى عبيد ووصفه بأنه حارس موهوب منطلقا من مستواه المميز في الدورة الودية التي شارك فيها الاسبوع الماضي، وأضاف أبوظياف أن مدرب حراس المرمى أكد قدرة الطويلة على تطوير نفسه والتقدم بصورة ملفتة وقال أبوظياف إن هدف الطويلة اكتساب الخبرة في الملاعب الأوروبية والاستفادة مستقبلا من تجربته الاحترافية قائلاً: إنه فوجئ بتركيز اللاعب على الدراسة أكثر من تركيزه على الاحتراف نفسه، وأضاف أن عبيد يخطط ليصبح مدربا في المستقبل من خلال معهد ماكولان أكبر المعاهد في العالم لتخريج المدربين باشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأشار إلى أن هذا المعهد لا يعترف إلا بالأشخاص الذين يحملون دبلوماً في التربية البدنية وهذا الشرط ينطبق على الحارس عبيد الذي يسعى لضرب عصفورين بحجر واحد·· الدبلوم والاحتراف في الدوري السويسري متمنيا له التوفيق والنجاح مع ناديه الجديد وكذلك في دراسته بالمعهد·
الشمعة (26)
احتفل عبيد الطويلة يوم 26 أغسطس الماضي بعيد ميلاده السادس والعشرين بحضور عائلته، ويرى عبيد بأن التأقلم على الوضع الجديد ممكن طالما أنه متفرغ للدراسة في هذا المعهد العالمي مؤكداً أن مطالب يتحمل (الغربة) والبعد عن الوطن والأهل والأصدقاء ولو فترة مؤقتة ومن بعدها يعود إلى التدريب والعمل في أندية دبي، وقال عبيد إنه حدد برنامجا واضحاً يستطع من خلاله أن يبرمج نفسه من خلاله الدراسة في الفترة الصباحية وممارسة هوايته في الفترة المسائية الأمر الذي يجعله قادراً على ملء أوقات الفراغ والمساعدة في اتمام دراسته·
من ناحية اخرى وفي ختام حديث وجه عبيد الطويلة الشكر الى الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي دبي وإلى مجلس الإدارة وخص بالذكر خليفة حميدان أمين السر العام على تعاونهم معه طوال فترة تواجده بالنادي قائلا إنه غادر وهو يحمل أجمل الذكريات متمنيا عودة فرسان العوير إلى مكانهم الطبيعي في الدرجة الأولى·