الإثنين 24 مارس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دار الأرقم.. نقطة انطلاق نور الدعوة

دار الأرقم.. نقطة انطلاق نور الدعوة
12 مايو 2019 02:27

أحمد شعبان (القاهرة)

اختار رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم، فكانت أول منارة للدعوة إلى الإسلام، فيها يلتقي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، يعلمهم أمور دينهم ويتلو عليهم آيات الله ويزكيهم، ويباحثهم في شأن الدعوة، ويسمع شكواهم وما يلقونه من أذى المشركين، ويطلب منهم الصبر والثبات على دينهم، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، فأصبحت دار الأرقم بن أبي الأرقم مركزاً للدعوة السرية، يتجمع فيها المسلمون، ويتلقون عن رسول الله ويتربون على يديه.
والصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم من الأولين السابقين إلى الإسلام، قال عنه البخاري: «له صحبة»، وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وهو عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكنيته أبو عبد الله، وروى الحاكم في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وقيل بل عاشر من أسلم بمكة، وكان في السادسة عشرة من عمره يوم أسلم، وكان من حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعل هذه الدار مركزاً لتجمع المسلمين، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن تجمع المسلمين، فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان، بل يتجه نظرها إلى بيوت كبار الصحابة.
وعندما بدأ الرسول في نشر الإسلام اختار هذه الدار على جبل الصفا لقربها من الكعبة لتكون مركزاً للدعوة ويجتمع فيها بالمسلمين سراً ليعلمهم القرآن الكريم وشرائع الإسلام، إذ كانت بعيدة عن أعين المشركين وتفكيرهم، ومرت الدعوة النبوية بمرحلتين الأولى، مرحلة الدعوة السرية، وكانت بمكة المكرمة، واستمرت لثلاث سنوات وبعدها جاءت مرحلة الدعوة الجهرية. فكانت طبيعة المرحلة الأولى تتطلب سرية العمل الدعوي، وكانت دار الأرقم هي المكان المناسب.
أخذ المسلمون يدخلون دار الأرقم سراً حين ازداد اضطهاد المشركين للنبي وأصحابه، ليقيموا صلاتهم، ويتعلموا القرآن ويتلقوا عن الرسول ما يوحى إليه ويتدارسه معهم ويأمرهم باستظهاره وفهمه، وفيها أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين وعندما بلغ عددهم أربعين فردا، خرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.
ذكر المؤرخون أن الأرقم كان من الذين يعرفون الكتابة والقراءة، واشتهر الأرقم بالحكمة والعقل والورع، وكان هذا من أهم أسباب اختيار الرسول لداره لتكون مقرا له واتخذه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كاتباً حتى يتيسر له كتابة ما ينزل عليه من الوحي فور نزوله، وكانت الوثائق والصحف التي كتب عليها سور من القرآن الكريم كتبت في داره.
أسند النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأرقم بن أبي الأرقم مهمة القيام على حلقات العلم والتثقيف والذكر وقراءة القرآن الكريم التي كانت تدار في داره لسبقه في الإسلام وعدم انقطاعه عن مجلس الرسول وإتقانه التلاوة والعلم بملابسات الأحوال التي نزلت النصوص فيها، والفهم لمعاني القرآن وألفاظه والمعرفة بمفاهيم الإسلام وشرائعه.
وظهرت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، فحاجة الجماعة المؤمنة تقتضي أن يلتقي المُرَبِي مع أصحابه، ليعلمهم ويربيهم ويشحذ هممهم، ويعدهم ليكونوا بناة الدولة الوليدة، واستمر النبي في دعوته السرية وتربيته لأصحابه في دار الأرقم، حتى أصبحت هذه الدار أعظم مدرسة للتربية والإعداد عرفها التاريخ.
وبعد انتشار الإسلام سميت دار الأرقم «دار الإسلام» لأن هذا البيت المبارك الذي أوقفه الأرقم شهد النواة الأولى التي تشكل منها الدين الحنيف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض