حسونة الطيب (أبوظبي)
هل زرت يوماً «دوباي» كما يحلو لأهل الغرب نطقها، ولفحك هجيرها غير عابئ مشدوهاً بما حولك من جمال ونظام غاية في الدقة وبنايات كلما نظرت لواحدة جذبتك غيرها وكأن لسان حالها يقول أنا أجمل منها حتى يشخص بصرك في الفضاء المفتوح ليستقر في برج خليفة، أعلى بناية في العالم هنا في وسط دبي.
وأقدم أسواق دبي وأكثرها عراقة، ومن سوق للجِمال في الماضي، إلى سوق للجمال والروعة اليوم، حيث تضم سوق نايف، بين جنباتها ما يزيد عن 100 متجر ومنصّة عرض، توفّر تقريبًا كل ما تحتاج إليه من أقمشة ومنتجات جلدية وإلكترونيات وهدايا تذكارية.
كما تشتهر السوق أيضاً وبشكل خاص، بالعباءات النسائية ذات الأسعار المعقولة، والتي تمتلك شعبية كبيرة بين سكان دبي وزائريها على حد سواء. تشكل سوق نايف، التي تعكس الأجواء التقليدية الأصيلة لمدينة دبي، وجهة يؤمها كافة السياح والتجار من الخارج، حيث تعج بحركة دائبة تأبى أن تتوقف إلا في ساعة متأخرة من الليل طوال أيام الأسبوع.
وتزخر سوق نايف، على مساحة تقدر بنحو 134 ألف قدم مربع، بتشكيلة واسعة من السلع مثل، الملابس الجاهزة والأقمشة والمنسوجات والعطور والألعاب ومستحضرات التجميل والاكسسوارات، بالإضافة إلى مطاعم تقدم وجبات سريعة وخفيفة.
وتوفر السوق التي كانت تشكل، المركز الاقتصادي لمدينة دبي في الماضي، تسعة وتسعون موقفا للجمهور، لكن أحيانا يحتاج المرء لمجهود كبير للحصول على موقف، من كثرة الإقبال على السوق.
وما أسهم في مركزية هذه السوق، موقعها المتميز القريب من البحر، حيث سهولة حركة نقل البضائع بين منطقتي ديرة وبر دبي، وأما الآن ومع تعدد السكان والتقدم الحضاري، أصبحت السوق من أكبر وأهم الأسواق التي يمكن الذهاب إليها والتسوق منها والتجول بداخل شوارعها.
ومع أن هذه السوق، اكتسبت العديد من الأسماء مثل، سوق الصناديق نتيجة لتزاحم وتلاصق محلاتها مع بعضها البعض وسوق العنقاء، وذلك لإعادتها وانتعاشها من جديد، بعد أن تعرضت لحادثة حريق في العام 2008، إلا أن اسم سوق نايف، هو الأكثر شهرة، نسبة إلى القلعة الموجودة في منطقة ديرة والتي يطلق عليها قلعة نايف.
خلف الحريق، دمار ما يقارب خمسة وثمانين محلاً تجارياً، لكن زادت أعداد هذه المحالّ، إلى أضعاف ما كانت عليه في السابق بعد عمليات الترميم والبناء.
ومعظم المنتجات التي تعرضها سوق نايف هي، من أصل صينيّ وأندونيسيّ وهندي وتايلندي.
وعادة ما تكون أسعار السلع في سوق نايف رخيصة نسبياً، فالزائر الذي يتسوق من أجل الهدايا، حتماً سيعثر على ما يريد، من فاخر ومقلّد للعلامات التجارية، تحت إدارة تجار برعوا في فن المساومة وجذب الزبائن.