أعادت الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، تنفيذ المسرحية ذاتها التي نفذتها في يناير الماضي، بعدما سلّمت ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية، إلا أنها عدّلت بعض بنود هذه المسرحية لتسلّم اليوم السبت، موانئ الحديدة إلى مقاتليها الذين ارتدوا زي خفر السواحل.
واتهمت الحكومة اليمنية الشرعية المتمردين الحوثيين السبت، بتنفيذ "مسرحية جديدة" في محافظة الحديدة، عبر الإعلان عن عزمهم الانسحاب بشكل أحادي الجانب من ثلاثة موانىء في المحافظة الواقعة غرب اليمن.
وقال محافظ الحديدة الحسن طاهر لوكالة "فرانس برس" إن "الحوثيين ينفذون مسرحية جديدة في الحديدة بتسليم ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسي لأنفسهم، من دون رقابة أممية أو من الجانب الحكومي، حسب آلية الاتفاق".
وأضاف أن "ما يجري في الحديدة هو محاولة تغطية على فشل جريفيثس"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نقبل بهذه المسرحية وسنظل الطرف الرئيسي في أي اتفاق"، مشيراً إلى أن "الانسحابات الحالية لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من خطوات"، مشدداً على أن "اتفاق إعادة الانتشار من الموانئ نص على مراقبة ثلاثية وإزالة الألغام".
وتأتي أجدد فصول هذه المسرحية بعدما أعلنت الأمم المتحدة أمس الجمعة، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية، عرضت "انسحاباً مبدئياً من جانب واحد" من أجزاء من الحديدة والصليف ورأس عيسى، في وقت أكدت "الشرعية" اليمنية أن "أيّ انتشار للحوثي في الحديدة بدون رقابة وتحقيق مشترك يعد تحايلاً على الاتفاق".
وأكد مايكل لوليسغارد، الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الاتفاق، أن الأمم المتحدة "ستراقب هذا الانسحاب" الذي سيبدأ غداً السبت ويستمر لثلاثة أيام.
واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أمس، عرض المليشيات الحوثية لإعادة الانتشار من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بدءاً من يوم السبت، غير دقيق ومضلل واستنساخ لمسرحية تسليم المليشيات ميناء الحديدة لعناصرها.
وأكد في تغريدة له على "تويتر" أن "أيّ انتشار أحادي لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد، هو مراوغة وتحايل لا يمكن القبول به"، مضيفاً: "نرحب بأي خطوة جادة نحو تنفيذ اتفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومحافظة الحديدة"، محذراً في الوقت نفسه "من محاولات المليشيات تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل إنعقاد جلسته المقبلة، والحيلولة دون اتخاذ موقف حازم أمام استمرارها في عرقلة تنفيذ بنود اتفاق السويد وتقويض جهود الحل السلمي".
ومن جهته، اعتبر رئيس الفريق الحكومي في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة اللواء صغير بن عزيز في تغريدة على "تويتر" أمس، أن "إعلان ميليشيات الحوثي إعادة الانتشار بالحديدة تحايل على تنفيذ اتفاق ستوكهولم ومسرحية هزلية"، لافتاً إلى أن "أي خطوة أحادية بدون رقابة تعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق ومسرحية هزلية كسابقتها. وسوف يعري الأمم المتحدة"، مؤكداً: "مستعدون لتنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار بالحديدة".
وأعلنت الحكومة الشرعية في 18 فبراير الماضي، التوصل إلى اتفاق جديد مع الانقلابيين المدعومين من إيران، برعاية الأمم المتحدة، لكنه تعثر بسبب رفض الميليشيات تطبيق الاتفاق.
ورفض الانقلابيون الحوثيون الانسحاب من مينائي رأس عيسى والصليف كخطوة أولى، وأصروا على بقاء قوات أمنية تابعة لهم في المناطق التي ينسحبون منها.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تدين قصف ميليشيات الحوثي لمخازن القمح في اليمن
وفي يناير الماضي، حاولت الميليشيات الموالية لإيران التلاعب بالأمم المتحدة، عبر تسليم ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية.
ورفض، حينها الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار المكلّف من قبل الأمم المتحدة عملية التسليم المزيفة، ما أثار غضب الميليشيات المسلحة ودفعها إلى جمع توقيعات تحت تهديد السلاح من مندوبي المديريات في المجلس المحلي ضده.