26 مارس 2011 23:15
لا ينكر أحد أن “ديربي العاصمة” بين الوحدة والجزيرة أمس الأول في الجولة 14 لدوري المحترفين لكرة القدم، هو الأكثر إمتاعاً لعشاق “الساحرة المستديرة” هذا الموسم، وبينما تميزت مباراة الفريقين في الدور الأول بأنها من أفضل المباريات تكتيكياً، فقد جمع لقاء أمس الأول بين الأداء التكتيكي العالي والمتعة الكروية، وساعد على ذلك انفتاح الفريقين على الهجوم، خاصة الوحدة الذي اختلفت قيادته الفنية، حيث قاده في الدور الأول البرازيلي تيتي، بينما كان هيكسبيرجر هو المخطط والموجه في “الديربي الأخير”، بينما كان الاستقرار الفني في الجزيرة، وإن اختلفت الأفكار والمنهجية في المباراتين.
في مباراة أمس الأول واصل الوحدة تقديم المستويات الجيدة، والتي تتصاعد من مباراة إلى أخرى، وهو ما منحه الأفضلية في المواجهة التي تسيدها شوطاً كاملاً في كل شيئ، ثم تقاسم مجرياتها مع ضيفه الجزراوي في الشوط الثاني، وكان قريباً من الفوز، لولا “سوء الطالع” الذي لازمه، وساهم في إضاعة أهداف محققة، خاصة فرصتي الشحي وهوجو، بجانب أن نجم الدفاع حمدان الكمالي كان بعيداً عن مستواه في المباراة في مناسبتين، قادتا لنتيجة التعادل 2 - 2 وإن كان من الإنصاف القول إن اللاعب لم يكن سيئاً إجمالاً في المباراة.
والجميل في “الديربي” الإثارة التي كانت حاضرة منذ الثواني الأولى، وحتى بعد صافرة النهاية التي شهدت سخطاً كبيراً من مدرب الجزيرة، وهو يدخل الملعب محتجاً، ولم يفهم منه في حينها، هل يحتج على الحكم فريد علي الذي كان عادلاً في قراراته، وتمكن من قيادة المباراة إلى بر الأمان، أم على تفريط فريقه السريع في الفوز، بعد أن تقدم بالهدف الثاني، ولم تمض دقيقة على احتفاله به حتى استقبل هدف التعادل برأس إسماعيل مطر.
وشهد “الديربي” تألقاً لافتاً لحارسي المرمى، وبصفة خاصة علي خصيف الذي قاد فريقه إلى هذه النتيجة بتصديه لأهداف محققة، وكذلك للاعبين بشير والشحي وماجراو في الوحدة، وياسر مطر ودلجادو ودياكيه في الجزيرة، دون إغفال جهد بقية اللاعبين في تقديم مستوى متميز، وفي مقدمتهم إسماعيل مطر وخالد سبيل، وأكدت المباراة أن نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة يوم 11 أبريل القادم سوف يكون حافلاً بالذل والعطاء والإثارة في المواجهة الثالثة بين الوحدة والجزيرة هذا الموسم.
ومن جانبه أوضح جوزيف هيكسبيرجر مدرب الوحدة أنه طوال أكثر من عامين، لم يشاهد مباراة كرة قدم في البطولات المحلية، بمثل روعة هذه المباراة، من حيث العطاء والروح القتالية والأداء المهاري والأهداف، وكل ما يقع في نطاق فنون الكرة، معتبراً أن فريقه وإن لم يفز بـ”الديربي”، إلا أنه واصل في تقديم المستويات الجيدة وحافظ على الصعود في الأداء إلى الأفضل.
وقال هيكسبيرجر في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: كنا قريبين من الفوز، لكننا لم ندافع جيداً بعد تقدمنا بالهدف الأول، علاوة على عدم تعزيزه، لكن في الوقت نفسه، يجب أن نرضى بالتعادل، لأن المواجهة سوف تتكرر قريباً في نهائي الكأس.
وأعتبر هيكسبيرجر هذه المباراة من أفضل المباريات التي قاد فيها الوحدة على الإطلاق واستمتع بها رغم أن فريقه افتقد بعض الحظ والتوفيق عطفاً على الفرص العديدة التي تهيأت له، خاصة في الشوط الأول، والتي كان من الممكن أن تقود إلى نتيجة “غير” مما انتهت عليه، خاصة أن الوحدة كان أفضل بكثير عما ظهر به في مباراته الماضية أمام الوصل في نصف نهائي الكأس.
وقال: لقد كنا متميزين في صناعة فرص تسجيل كثيرة، لكن اللمسة الأخيرة لم يلازمها التوفيق، وأعتقد أن الوحدة لعب بشكل جيد، والجزيرة من الفرق التي عندما تواجهها يكون العطاء متميزاً حتى تتمكن من إيقاف خطورته، وهذه طبيعة مبارياتنا معه، ورغم أنني لم أقود الفريق في لقاء الدور الأول الذي تابعته عبر التلفزيون في البحرين، إلا أن تقييمي الشخصي أن العطاء كان الأفضل للفريقين خلال مواجهاتهما في المواسم الأخيرة، وهي كانت مباراة جديرة بحامل اللقب والمتصدر للمسابقة هذا الموسم.
وعن استبداله لحيدر ألو علي قال: نال اللاعب إنذاراً وخوفاً من نيله إنذار ثان، وبالتالي طرده ودفعت بمحمود خميس، وهو تبديل في المركز نفسه “الظهير الأيسر” وقد كان خميس متميزاً بعد دخوله وقدم مردوداً جيداً في الدفاع والهجوم وصنع هدف التعادل.
وذكر هيكسبيرجر أن سعى الجزيرة إلى الحفاظ على فارق النقاط بينه وبني ياس جعله يغامر في الهجوم، وفي الوقت نفسه فإن الوحدة بدأ يستعيد شكله الحقيقي، لذلك كانت المتعة حاضرة في الأداء وإن لم تغب الأخطاء لدى الطرفين.
من ناحية أخرى كان سخط آبل براجا مدرب الجزيرة كبيراً، بعد أن أطلق الحكم فريد علي صافرته معلناً نهاية مباراة “الديربي” حيث اندفع إلى الملعب محتجاً، لكنه لم يحتك بالحكم، قبل أن يغادر الملعب، بعد أن حيا مواطنه هوجو لاعب الوحدة، وقد أوضح براجا في المؤتمر الصحفي الذي جاء مختصراً بتعليمات المنسق الإعلامي للمباراة أن عدم رضاه على المباراة بشكل عام، ولاعبيه على وجه الخصوص، كان وراء حالة السخط التي بدأ عليها، بالإضافة إلى أن هناك علامات استفهام على بعض الحالات التحكيمية للفريقين، حيث جاءت عكسية، وكان من الممكن أن تكون الأمور أفضل من ذلك، بما يساعد على مزيد من المتعة في المباراة، وبشكل عام لا توجد لدي أي اعتراضات على الحكام بل احترمهم، وهم جزء من اللعبة، وأعتبرهم أقل أخطاءً من غيرهم في أوروبا والبرازيل.
وقال براجا: الفرحة الكبيرة بالهدف الثاني، والمبالغة فيها كانت خطأ فادحاً وسبباً مباشراً لاستقبالنا هدف التعادل خلال دقيقة فقط، واللاعبون يجب أن تكون لديهم ثقافة التركيز، والتعادل منطقي عطفاً على مجريات المباراة التي كانت قوية، وما قدمه الفريقان، وشهدت صراعاً على النتيجة، ولا أريد أن أتحدث عن التحكيم الحلقة الثالثة داخل الملعب، وأترك ذلك للمحللين، لكن أشير إلى هناك مقاييس يجب أن تطبق على الفريقين، حيث كانت هناك العديد من الحالات العكسية، ليس على الجزيرة فقط، بل الوحدة أيضاً.
وأضــاف: مباريات “الديربي” بين الوحدة والجزيرة دائماً تحـفل بالندية والقوة في الأداء، وهذه المباراة لم تخرج عن هذه القاعدة.
وعــن مدى تأثير غيـــاب سبيت خاطــر على فريقه قال: الأداء مرتبط دائماً بالمنافس، وليس بغياب لاعب، وعلى المجموعة التي تشارك أن تؤدي المطلوب في كل الأحوال، ولا يؤثر غياب لاعب على الفريق، وما افتقدناه في هذه المباراة عدم الأداء بأسلوبنا المعروف، بالذات في الشوط الأول، حيث كانت هناك تمريرات طويلة تصطدم بقلبــي دفاع الوحدة حمـــدان الكمالــي وبشيـر سعيد وأيضــاً عدم الاستحواذ الجيــد على الكرة في وسط الملعــب والتمرير الخاطئ، وقــد لعب تمركــز وتميـــز خط وسط الوحدة دوراً في ذلك بالذات ماجراو وخالد جلال، ومن أهم مميزات الجزيرة، هي الاستحواذ على الكرة، لكن في الشوط الثاني تحسنت الأوضاع.
المزروعي: قمة القمم والتعادل لم ينصف العنابي
أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد علي سعيد المزروعي نائب رئيس مجلس إدارة نادي الوحدة أن “الديربي” كان من أجمل المباريات التي شاهدها في الفترة الأخيرة، معتبراً أن المباراة خطفت نجومية مباريات الموسم الحالي حتى الآن، في جميع المسابقات المحلية، حيث حفلت بالبذل والعطاء والقوة والمهارة من الفريقين.
وقال: لقد كان الوحدة الطرف الأفضل قياساً بعدد فرص تسجيل الأهداف التي أتيحت له في شوطي المباراة، بالذات في الشوط الأول الذي استحوذ عليه بالكامل، لكن التوفيق لم يكن ملازماً للاعبين في اللمسة الأخيرة، ونحن راضون عن ما قدمه اللاعبون، وسعداء بالتصاعد المستمر في مستوى الفريق الذي استعاد صورته الحقيقية في آخر ثلاث مباريات.
وأكد المزروعي أن المباراة كانت بروفة حقيقية لنهائي الكأس الذي يختلف عن مباريات الدوري، مشيراً أن القادم سيكون أفضل وأجمل لجمهور الوحدة الذي أشكر على مؤازرته القوية للفريق في المباراة التي أكسبها الحضور الجماهيري روعة، ومتمنياً أن يحافظ جمهور ناديه على تواجده بكثافة خلف الفريق في الفترة المقبلة.
الكمالي: نهنئ الجزيرة بالتعادل
أبوظبي (الاتحاد) ـ أبدى حمدان الكمالي مدافع الوحدة رضاه عن ما قدمه في المباراة، التي يعتبرها الأفضل له في الفترة الأخيرة، والأجمل للوحدة، هذا الموسم، وقال إنه يعتقد أنه نجح في إحكام الرقابة على باري، الذي لم يتمكن من الإفلات منه سوى مرة واحدة جاء منها الهدف الأول للجزيرة، مؤكداً أن كرة القدم لعبة قائمة على الأخطاء، وقال إنه يهنئ الجزيرة على التعادل.
وعن الالتحامات القوية في المباراة خاصة بينه وبين لاعب الجزيرة دلجادو، قال إن طبيعة المباراة فرضت هذه الالتحامات، وهي أمور عادية، حيث إن الصراع على الكرة كان حاضراً على الدوام وتفوق في السيطرة على الكرات المشتركة، كما أن فرص الوحدة كانت أكثر في المباراة التي كان طرفها الأفضل.
محمود خميس: كنا الأقرب للمكسب
أبوظبي (الاتحاد) ـ قال محمود خميس لاعب الوحدة كنا الأقرب إلى الفوز، وأضعنا فرصاً بالجملة كانت كفيلة بجعل النتيجة لمصلحتنا، لكن سوء الطالع لازمنا في اللمسة الأخيرة حرمنا من تسجيل عدد كبير من الأهداف، كانت كفليه بإنهاء المباراة في وقت مبكر، وما قدمه الوحدة في “الديربي” يعتبر أفضل مستوى له هذا الموسم، حيث كان الأداء في قمته ولعب بروح البطل الأصيلة فيه، والجزيرة أيضاً قدم مباراة كبيرة لكن إصرار الوحدة، كان أكبر وسيطرته أكثر.
وأوضح خميس الذي شارك في الشوط الثاني أن الجيد بالنسبة لنا هو المستوى القوي، وعودتنا السريعة للمباراة، بعد تأخرنا 1 - 2، وكان بإمكاننا أن ننهي الأمور لمصلحتنا خاصة في الدقائق الأخيرة التي استعدنا فيها زمام المبادرة من جديد، بعد أن كان الجزيرة قد حسن مردوده الهجومي.
ياسر مطر: الفرحة كلفتنا الكثير
أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد ياسر مطر لاعب الجزيرة أن احتفال فريقه بالهدف الثاني، كلفه خسارة نقطتين كانتا متاحتين، بعد أن تقدمنا على الوحدة، وهذا الاحتفال أدى إلى فقد التركيز لنستقبل هدفاً سريعاً، لكن في النهاية مثلما تستثمر أخطاء المنافس يستفيد هو أيضاً من أخطائك، والمباراة بصفة عامة كانت جيدة استمتعنا، بها كلاعبين، قبل أن نقدم المتعة إلى المتابعين.
وقال: لقد خرجنا بنقطة والنتيجة تعتبر جيدة، لأن المنافس قوي كذلك، ويملك مجموعة من اللاعبين المتميزين.
المصدر: أبوظبي