الأربعاء 27 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"فنان العتمة" يرسم بالحواس الخمس

"فنان العتمة" يرسم بالحواس الخمس
11 مايو 2019 01:33

أشرف جمعة (أبوظبي)

يمكن لزائر متحف اللوفر أبوظبي أن يتوقف طويلاً أمام لوحات معرض «رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي: روائع فنية من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر»، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال هذا الفنان العبقري في المنطقة، وإنما لأن المعرض يجمع 16 لوحة بارزة للفنان، تقدم للمتخصص والباحث فرصة الاقتراب من عوالمه الإبداعية، والإحاطة بمسيرته الفنية. فاللوحات، لا سيما تلك التي تصور الحواس، تظهر براعة الفنان الشاب ومهارته في رسم الملامح والتعابير وتجسد الألوان في الأيام التي عاشها في لايدن، وصولاً إلى أعمال ابتكرها في أمستردام.

«فنان العتمة»
وحتى 18 مايو المقبل، يمكن لزائر رامبرانت أن يتملى لوحاته المتنوعة؛ «رأس شاب متشابك اليدين» التي استخدم فيها ألواناً زيتية على لوح من خشب السنديان، حيث قام بتشكيل المادة بضربات فرشاة عريضة، فرسم الخطوط الأولية للصورة مفعمة بالإنسانية والتواضع، واستلهم وجه السيد المسيح من نموذج حي.
عرف رامبرانت فان راين، الذي أطلق عليه «فنان العتمة»، بقدرته على استخدام الضوء والظل في لوحاته، ما يمنحها مفهوماً خاصاً وهو ما يظهر جلياً في جميع لوحاته. ومما جذب إليه الجمهور عبر تاريخه هو قدرته على إضافة القوة التعبيرية في أعماله ولوحاته، ومن ثم استخدامه تأثيرات الضوء، والتعامل مع الألوان بحرية ليبرر الحالة التي يعيشها ويحيلها إلى أشكال من الظلال والضوء.
كان رامبرانت في عصره الأمهر والأسرع في رسم البورتريهات، ومن بين أعماله المعروضة في اللوفر لوحة «صورة شخصية لامرأة جالسة متشابكة اليدين» ولوحة «شبل يأخذ قسطاً من الراحة» التي استخدم فيها طبشوراً أسود وأبيض وألواناً مائية رمادية على ورق بني منبسط.
أما لوحة «عالم جالس إلى طاولة» فتطرح سؤالاً يتمثل في: «هل هو فيلسوف أم رجل؟»، إذ ترتبط الشخصيات التي رسمها رامبرانت بالاكتشافات العلمية، كما تدل على ذلك الكرة الأرضية المرسومة في الخلفية.
وتتميز بورتريهات رامبرانت بمسحة جمالية خاصة، تظهر في تلك الزخارف التي تتألق بها ملابس الشخصية المرسومة؛ ففي لوحة «صورة شخصية لبترونيلا بايز» ترتدي بترونيلا بايز في رقبتها طوقاً من الدانتيل بصفين من حبات لؤلؤ وقطعة جواهر في شعرها، وتحدق بعطف في الأفق. وكذلك في لوحة «فتاة ترتدي عباءة مزينة بزخارف ذهبية» ولوحة «صورة شخصية لأنتوني كوبال» مستشار بلدية فليسنجن (زيلند)؛ وكلها استخدم فيها الألوان الزيتية على الخشب.

حواس وأصداف
وتمثل لوحة الحواس الخمس الأعمال المبكرة، حيث تحتوي على لوحة «أمثولة حاسة الشم - مريض فاقد الوعي» على أقدم توقيع للفنان. وتتميز اللوحات بطبيعتها الساخرة، التي تعزز تعبير الوجه المبالغ فيه والأزياء العتيقة التي عفا عليها الزمن. ولوحة «أمثولة حاسة اللمس - جراحة الحصوة» بألوان زيتية على خشب. ولوحة «أمثولة حاسة السمع - ثلاثة موسيقيين» بألوان زيتية على خشب وتعد هذه اللوحات الثلاث من سلسلة لوحات رامبرانت الرمزية عن الحواس الخمس.
ومن ضمن الأعمال المعروضة، لوحة «رجل يرتدي عمامة» ولوحة «الفارسي» وحفرهما الفنان بالأحماض، وهي التقنية نفسها التي حفر بها لوحة «صدَفة» مستخدماً الإبر، وتأتي هذه الصدَفة من البحار البعيدة، إما المحيط الهندي أو المحيط الهادي، وقد يكون الشكل اللولبي المثالي هو ما جذب اهتمام رامبرانت، الذي كان من هواة جمع الأصداف البحرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©