في كل مرة أمسك بقلمي يكتب ما يدور بخلدي وهذه المرة رفض أن يكتب فأصبت بحرج لف كياني ودهشة بل بذهول هز مشاعري وبأرق نفسي شتت فكري، سمعت نشيجاً وصراخاً يدوي في نفسي قائلاً لي: لماذا تكتب؟!! ولماذا يكتب الآخرون؟!! وأنت ترى العامة لا ينتصحون فكم من سلبيات تحدث عنها الكثير بين جنبات هذه الصفحة الغراء وغيرها ولا من مجيب دون أن يحرك القلم ساكناً أو يهز بنيانا·
كثير من الناس يشعروني بتصرفاتهم الغوغائية أو عدم ادراكهم للمصلحة العامة بأن سلبيات ومشاكل هذا الزمان لا تندمل بالقلم فكم من كتاب كتبوا ونصحوا ولكن أين المنتصحون؟! فهناك سلبيات عدة تعاني منها مجتمعاتنا وما زال الحديث عنها مستمراً ولا يزال يتخذها كثير من الناس درباً لهم ولا يرتدعون منها على سبيل المثال لا الحصر: الحوادث المميتة على الطرق الخارجية (أسبابها ونتائجها) - غلاء المهور وما يترتب عليه - مشكلة الخدم - تدني مستوى التلاميذ علمياً خاصة في اللغة العربية - مكانة اللغة العربية الضائعة بين أبنائها - الاسراف في كافة مناحي الحياة وانعكاساته - والمشكلة الكبرى التي تطل بذراعيها وذيلها من خلف الجدران والأسوار الا وهي مشكلة البطالة - والكثير الكثير من المشكلات التي لا تعد ولا تحصى ··· وكم من قلم يكتب وجرائد تنشر ووسائل إعلام تصرخ والناس نيام أم خرس أم موتى لا أدري·
في أيام من سبقونا كان للقلم دوي فكم حرك مشاعر وأجج نفوساً وألهب نيران معارك وأدمى مآقي واصلح بين أقوام تعادوا وكم من قلم صنع رجالاً وهذب نفوساً وغير ممالك أما اليوم فأصبح لا يحرك ساكناً ··· أهي أقلام صامتة أم تصرخ في آذان صماء لأناس خرس····
أبناء الوطن الغالي: أنسيتم أنكم أبناء حكيم العرب؟!! فمن المهم أن يقرأ كل منكم بتمعن وروية والأهم من ذلك أن يعمل ويطبق ويحقق كل ما يقرأ على أرض الواقع من ايجابيات ويتجنب كل ما يقرأ من سلبيات····
أبناء حكيم العرب اقرؤوا وعوا فحكيم العرب ما أنجب الا حكماء فطيبوا ثراه وحققوا مناه ولا تحيدوا عن هداه واسلكوا دربه ليحقق الوطن بكم ما تمناه····
لمن قرأ مقالتي أعلمت ماذا وراء كلماتي؟····· أنفس الدرب تنتهجون فتقرأون أو تسمعون ولا تعملون؟····· أم في درب زايد سائرون····· أم ماذا أنتم فاعلون؟
محمود عبدالباقي