17 مايو 2010 01:14
طلبت الإدارة الأميركية أمس الأول من "بريتش بتروليوم" النفطية البريطانية توضيح "نواياها الفعلية" بشأن تكفلها بدفع التعويضات عن خسائر بقعة النفط المتسربة من بئر في خليج المكسيك قبالة جنوبي الولايات المتحدة.
وقالت في رسالة بعثها وزير الداخلية الأميركي كين سالازار ووزيرة الامن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو إلى المدير التنفيذي للشركة، المختصر اسمها إلى (بي. بي)، توني هيوارد "من حق الشعب الأميركي أن يكون لديه فهم واضح عن التزام (بي.بي) بتعويض جميع الخسائر الحالية والتي ستحدث في المستقبل نتيجة للتسرب النفطي ونحن نطالب بتوضيح علني عاجل لنوايا (بي.بي) الحقيقية". وأوضحت علناً بأنها ستتكفل بكل النفقات المترتبة على إزالة بقعة النفط وتنظيف التلوث الناجم عنها.
وقد أبلغت (بي. بي) الكونجرس الأميركي يوم الثلاثاء الماضي بأنها ستدفع لضحايا بقعة النفط تعويضات مجموعها أكثر من 75 مليون دولار أميركي وفق ما ينص عليه القانون الأميركي.
وحوَّلت السلطات الأميركية مياه مصب نهر المسيسيبي الى عشرات الأقنية لإبعاد البقعة النفطية، لكن صيادي السمك وحماة البيئة يخشون كارثة بيئية. يعد ويجتاز النهر مسافة 3800 كيلومتر عبر الولايات المتحدة ويتفرع في جنوب نيو أورليانز إلى مجموعة أقنية ليصب بعد ذلك في خليج المكسيك تماما في محاذاة البئر التي يهدد نفطها المتسرب ساحل ولاية لويزيانا الأكثر إنتاجاً للأسماك وثمار البحر في الولايات المتحدة.
وقال المشرف على عمليات حرس السواحل الأميركية لمنع امتداد التسرب النفطي على ساحل الولاية، الكابتن في ادوين ستانتون لوكالة "فرانس برس" في نيو أورليانز "إن نهر المسيسيبي أفضل صديق لنا لأنه يدفع النفط ويبقيه بعيدا عن الدلتا". وأضاف "نظراً إلى أن مستوى مياه نهر المسيسيبي مرتفع بشكل كاف، قررت السلطات فتح مئات الأقنية المتصلة به بغية زيادة منسوب المياه عند المصب وإبقاء النفط بعيدا عن الشواطئ والمستنقعات".
لكن عدداً من المدافعين عن البيئة وصيادي السمك المحليين اعتبروا هذا القرار متهورا غير مضمون النتائج. خصوصا أن العديد من الأسماك والصدفيات في أوج موسم التكاثر. وقال رئيس اتحاد صيادي القريدس (الجمبري) في لويزيانا كلينت جيدري للوكالة ذاتها "إن كل هذا الدفق في المياه القليلة العمق يدفع أنواع القريدس الحديثة العهد مباشرة الى النفط وسنخسرها جميعها".
وقال عضو شبكة حماية الخليج، وهي تجمع لمنظمات بيئية، اريون فاليز "ان التدفق المائي الأقوى يحمل معه القريدس إلى النفط". وأضاف "نحن قلقون جداً ونريد مزيداً من المعلومات وننتظر أجوبة من الوكالة الاميركية لحماية البيئة وأفضل الاجوبة بشأن حماية القريدس والمحار".
وقال إخصائي شؤون النفط في منظمة "السلام الأخضر" الدولية المدافعة عن البيئة "إن الجميع يتحركون على ارض مجهولة. إن هذا الوضع غير مسبوق، أكان ذلك ضخ مادة محللة في البحر، أو وضع عوامات او تحويل مجرى المسيسيبي. الجميع يحاول رؤية ما هي افضل الأمور الواجب فعلها". لكنه حرص على التنبيه إلى "وجوب ان لا تتسبب التقنيات المعتمدة لمواجهة التسرب النفطي في إلحاق مزيد من الأذى بالبيئة.
المصدر: واشنطن