17 مايو 2010 00:59
أوقفت السلطات السودانية أمين عام حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في منزله في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، بعد شهر على أول انتخابات تعددية في البلاد منذ 24 عاما حسبما أعلن سكرتيره الخاص عوض بابكر.
وقال بابكر “بعد منتصف الليل بساعتين حضرت قوة من جهاز الأمن والمخابرات في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح وأخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومة”.
وقال أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي السوداني إنهم ينتظرون تفسيرا لاعتقال الترابي وأبدوا قلقهم على صحة الترابي البالغ من العمر 78 عاما. وقال إبراهيم السنوسي نائب الترابي إن السلطات الأمنية جاءت إلى منزله وأخذته “ونريد أن نعرف السبب”.
وأكد القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المعارض عبدالله دينق نيال في تصريح خاص لـ(الاتحاد) أن السلطات الأمنية اقتادت الترابي من منزله في ضاحية المنشية بالخرطوم دون إبداء أي أسباب لاعتقاله. وقال نيال إن سلطات الأمن في السودان دأبت على اعتقال السياسيين دون أبداء أسباب وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الترابي وأعضاء الحزب لاعتقالات من قبل السلطات. وأضاف أن اعتقال الترابي بهذه الطريقة “يتنافى مع الدستور واتفاقية السلام الشامل ويناقض قانون الحريات والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان”.
ونفى نيال بشدة تورط حزبه في إدارة المعركة التي تدور بدارفور بين القوات الحكومية وحركة (العدل والمساواة) التي تصفها الخرطوم بالجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي. وقال إنه اتهام قديم يتجدد كلما برزت على السطح أزمة بين الجانبين، مؤكداً أن حزبه عرف زعيم حركة (العدل والمساواة) كما عرفه أهل الإنقاذ (الانقلاب الذي أتى بالرئيس عمر البشير إلى سدة الحكم) في بداية حكمهم للبلاد”. وقال : “خليل كان أقرب إليهم منا، وما يشاع عن علاقة حزبنا بالحركة اتهامات باطلة لا دليل عليها”. وأضاف أن الحزب الحاكم فشل في حل قضية دارفور ويريد تعليق الأسباب على الآخرين.
من جهة أخرى، أعلن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر أن سلطات الأمن السودانية صادرت فجر أمس صحيفة “رأي الشعب” اليومية التابعة للحزب. وأضاف أن الترابي نقل إلى سجن كوبر في الخرطوم. وقال “بعد أن اعتقلت سلطات الأمن أمين عام الحزب ذهبت للمطبعة وصادرت كل النسخ المطبوعة ومن بعد أرسلت قوة لمقر الصحيفة في وسط الخرطوم وطردت الصحفيين منه واحتلته”.
وأكد رئيس تحرير الصحيفة أبو ذر علي الأمين أنه اعتقل. وقال عبر هاتفه المحمول “في حوالي التاسعة وعشر دقائق صباحا جاءت مجموعة من الأمن والمخابرات إلى منزلي ووضعوني في سيارة وأخذوني إلى مكاتبهم”. وأضاف “لم يقولوا لي أسباب احتجازي ومضت ساعتان ولم يتم استجوابي بعد”.
وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي أن صحافيين اثنين آخرين يعملان في “رأي الشعب” اعتقلا وهما أشرف عبد العزيز ودهب ابراهيم.
وعقد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبد الله حسن احمد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر أمس هدد فيه بتنظيم تظاهرات احتجاجا على اعتقال الترابي. وقال “سنقوم بكل الأعمال التي كفلها لنا القانون من اعتصامات ومظاهرات، والحكومة تعرف أننا لم يسجل ضدنا حادثة عنف واحدة، كما سنفضح هذا النظام ونعريه أمام المجتمع الدولي ونحن على استعداد لتقديم أرواحنا فداء لحرية الشعب السوداني”.
وفي وقت لاحق، نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا قوله “تقرر الحجز على ممتلكات شركة الندوة للصحافة والإعلام المحدودة وإيقاف صحيفة رأي الشعب المملوكة لها”.
وصرح صديق الترابي ابن الزعيم المعارض أمس بأن قوات الأمن صادرت جميع نسخ صحيفة “رأي الشعب” من المطبعة.ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن سلمى الترابي كريمة الزعيم المعارض تأكيدها نبأ اعتقال سلطات الأمن السودانية لوالدها منتصف الليل بتوقيت الخرطوم. كما ذكرت وصال المهدي زوجة الترابي في اتصال آخر مع “بي بي سي” أن زوجها ربما اعتقل لإدلائه بمقابلة صحفية لصحيفة “أخبار اليوم” السودانية المستقلة اتهم فيها السلطات السودانية بتزوير الانتخابات. ولم تعلن السلطات السودانية رسميا نبأ الاعتقال أو أسبابه.
وذكر مصدر أمني لـ(رويترز) أن الترابي استدعي ربما بسبب صلاته المزعومة بحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، التي جرت بينها وبين القوات الحكومية مصادمات خلال الأسبوع المنصرم. وينفي الترابي أي صلة له بالحركة
المصدر: الخرطوم