الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موسم الرحيل إلى الخارج!

5 يوليو 2008 02:01
بدأ موسم السفر، وبدأت معه طوابير طالبي التأشيرات السياحية إلى أوروبا وأميركا وأستراليا وكندا·· ومع مرور الأيام اكتشف أربعة أخماس المواطنين كم هم مساكين وغلابة عندما يتجرأ أحدهم فيطلب تأشيرة سياحية إلى واحدة من الدول المذكورة، واكتشفوا أن فتح أبواب وطنهم أمام من هب ودب للحصول على التأشيرة السياحية إلى الإمارات، لا يعني بأي حال من الأحوال أنه سوف يعامل بالمثل عندما يذهب إلى إحدى السفارات الأوروبية في أبوظبي أو إحدى القناصل في دبي ''طالباً'' تأشيرة سياحية!·· واكتشفنا أيضا أننا في دولة الإمارات أسهل دولة في العالم في منح التأشيرة السياحية، خاصة إذا قارنا الشروط التي تفرضها أوروبا وأميركا وأستراليا بـ''اللاشروط'' التي تمنح بها قوانين الإمارات التأشيرة السياحية ذاتها!·· هذا الوضع الشاذ مفروض علينا في الوقت الذي يدرك فيه القاصي قبل الداني أن مواطن الإمارات معزز ومكرم ويفرض احترامه حين يقرر الحصول على التأشيرة السياحية·· فهو يطلب التأشيرة بفلوسه وليس من ''كيس'' الآخرين وهو لا يطلب جزاء ولا شكورا ولا يرضى بـ''منة'' أحد عليه·· وهو أيضا، واللهم لا حسد، مصّنف في العالم ضمن فئة ''السائح السوبر'' لأنه يضع أمواله في مقدمة الطاولة بكل فخر أينما ذهب، فأغلبهم يحجز على أفخم الدرجات في أشهر شركات الطيران، ويسكن في أفخم الفنادق والمنتجعات السياحية من فئة الخمسة نجوم، وحين يذهبون إلى هذه الدول السياحية فإن أغلبهم لا يستخدم في تنقلاته الحافلات والترام والمترو إلا عند الضرورة القصوى، بل تنتظره ''الليموزين'' أو ''الفان'' العائلي عند بوابات الخروج في أي مطار في العالم·· أضف إلى كل ذلك أن السائح الإماراتي لا يتحول إلى متسول عند أبواب الكنائس والمعابد ولا يتناول الطعام في مطاعم الدرجة العاشرة، ولا يصحو من النوم في اليوم التالي ليقوم بالبحث عن وظيفة ولا يزاحم ابن البلد الذي يزوره من أجل السياحة فيخطف وظيفته أو فرصة عمله مثلا·· كل هذه الأمور والفرص المتاحة للسائح الذي يزور الإمارات، خاصة من الدول ''النص كم''، يترفع عنها السائح الإماراتي لأنه ببساطة يسافر بفلوسه ويقوم بالسياحة بفلوسه وفوق هذا وذاك لا يتمنن على أحد لأنه عزيز النفس·· ولكن ما يحدث أمام قناصل بعض السفارات الأوروبية والأميركية و الأسترالية والكندية من مذلة لطالب التأشيرة السياحية من الإماراتيين، شيء لا يصدق·· نحن لا نريد من الأوروبيين أن يعاملوننا بالمثل، ولا نريد أن ندخل بلدانهم بدون تأشيرة، ولكننا في المقابل نتمنى أن يعاملوننا كما كانوا يعاملون أبناء دول مجلس التعاون الخليجي قبل تنظيم ''القاعدة'' بجرائمه التي تضررنا منها نحن العرب والمسلمين بأكثر مما تضرر منها الغربيون··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©