15 مايو 2010 23:54
بعدما وحدهم "يوم الأرض" 30 مارس الماضي للمرة الأولى منذ الانقسام السياسي بين حركتي "فتح" و"حماس" منتصف عام 2007، أحيا الفلسطينيون أمس ذكرى نكبة احتلال فلسطين يوم 15 مايو عام 1948 موحدين أيضاً بمسيرات حاشدة رفعت علم فلسطين في الأراضي الفلسطينية ودول الشتات.
وشارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة موحدة نظمتها جميع الفصائل الفلسطينية رافعين الأعلام الفلسطينية، فيما توارت رايات الفصائل. كما رفعوا مجسم مفتاح طوله نحو ثلاثة أمتار ولافتات كبيرة كُتب عليها "حتماً سنعود" و"العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه"، تأكيدا لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأخرى تطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية. وسلم المتظاهرون مسؤولي مكتب الأمم المتحدة في غزة رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تؤكد التمسك بحق العودة وفق قرار الجمعية العامة للمنظمة الدولية رقم 194 ورفض كل السياسات الإسرائيلية أو الأجنبية الرامية إلى شطبه. ورددوا هتافات منها "لا لا للتوطين. وحدة وطنية بدنا دولة وهوية" و"نرفض مشاريع التوطين. 194 قرار العودة مطلب كل اللاجئين".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" زكريا الأغا للمتظاهرين إن المسيرة المشتركة دليل على أن الفلسطينيين وفصائلهم متوحدون حول التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية. ودعا إلى استمرار المساعي الجديدة لاستعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة وتمتين الجبهة الفلسطينية لمواجهة التحديات والاعتداءات الإسرائيلية.
كما أكد القيادي في "حماس" إسماعيل رضوان أن تحركات الفصائل الفلسطينية المشتركة في المناسبات الوطنية دليل على أن الانقسام الداخلي لن يؤدي إلى التفريط في أي من الحقوق الفلسطينية وأن الفصائل متوحدة حولها، خاصة حق العودة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي خلال المسيرة "إن الفصائل ستواصل الفاعليات الشعبية بشكل مشترك لتأكيد التمسك الوطني بالحقوق والثوابت والتوحد في مواجهة العدو الصهيوني". وأضاف "لا توجد أي أوهام في أن المصالحة الوطنية ستتحقق وسيتمكن الشعب الفلسطيني من الحفاظ على أرضه وحقوقه".
وتابع "ليس لدينا وهم بأن اسرائيل ستلتزم بقرارات الامم المتحدة، لكن نعول على وحدة شعبنا والتمسك بخيار المقاومة حتى نعيد فلسطين". وقام قادة الفصائل بتشبيك الايادي ورفعها الى الاعلى وهم يرددون "الوحدة الوحدة". وقال الأغا، من دون ذكر أي تفاصيل، "سنرى في الأسابيع القادمة خطوات عملية على الأرض لتحقيق المصالحة". وافتتح قادة فصائل بينهم القيادي البارز في "حماس" محمود الزهار معرضا لرسومات وصور من وحي النكبة. كما رسم شبان لوحة زيتية كبيرة على جدار مقر الأجهزة الامنية وسط غزة عن مراحل تهجير الفلسطينيين وصولا الى الانقسام وكتبوا عليها "عائدون".
في الوقت نفسه. أقام "تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة خيمة اعتصام في منطقة عزبة عبد ربه المدمرة شمال قطاع غزة بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الثانية والستين للنكبة. وقال رئيس التجمع ياسر الوادية "إن خيمة الاعتصام ترفع شعار المصالحة وضرورة إنهاء الانقسام الداخلي لمنع حدوث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني ولتمكينه من استعادة حقوقه".
وأحيا الفلسطينيون ذكرى النكبة في سائر المناطق الفلسطينية بما فيها المحتلة عام 1948 وأطلقت صافرة إنذار صوتها في كل المدن الفلسطينية لمدة دقيقة وتوقفت الحركة في جميع أرجاء فلسطين مدة دقيقة بهذه المناسبة وانطلقت في القدس مسيرتان حاشدتان من مخيم شعفاط للاجئين وشارع عمرو بن العاص بمشاركة جميع الفصائل والمنظمات الشعبية. كما شهدت نابلس سلسلة فاعليات بينها مسيرة أطفال ومعرض للصور.
وقالت "فتح" في بيان أصدرته بهذه المناسبة "إن الحقوق التاريخية والطبيعية الثابتة للشعب الفلسطيني لا يمكن إخضاعها للمساومة أو النقاش أبداً". وأضافت "بالمقاومة والنضال السياسي سنحول النكبة إلى عودة وحرية واستقلال لأن تحقيق العودة يعني الاطمئنان لإيماننا العظيم بصلتنا الأبدية مع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مع بيوتنا وأراضينا في فلسطين".
وتابعت "إن الحرية والاستقلال لا يكتملان إلا بعودة اللاجئين إلى بيوتهم وأرض آبائهم وأجدادهم وإطلاق حرية الأسرى من سجون الاحتلال وحرية القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وانجاز السيادة عليها".
ودعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون في تصريح صحفي بمناسبة ذكرى النكبة إلى تحقيق الوحدة السياسية والجغرافية فوراً بين الضفة الغربية وقطاع غزة وبين الفصائل الفلسطينية. وطالب مجلس الأمن الدولي بالعمل على تنفيذ القرار 194 الداعي إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وأكد أمين عام حركة "المبادرة الفلسطينية" مصطفى البرغوثي في تصريح مماثل أن اللاجئين لن يقبلوا بأي شيء بديل لحق العودة.
وقال "يجب ان يكون هناك تركيز جوهري على عدم جواز التنازل عن حق العودة بأي حال من الاحوال لعدة اسباب فهو جذر وجوهر القضية الوطنية الفلسطينية وفتح الباب لأي مساومة عليه، يعني المساومة على الحقوق الفلسطينية الاخرى كافة ومنها حقنا في القدس واستقلالنا الكامل وسيادتنا وتقرير المصير على هذه الارض".
المصدر: غزة، رام الله