8 يناير 2011 23:59
لا تشغل العاصمة القطرية نفسها بالكرة فقط، ورحى المنافسة الدائرة في بطولة الأمم الآسيوية، وإنما تتجه إلى زوارها، وتبوح أمامهم بالكثير من أسرارها، في رسالة لجماهير غرب آسيا، التي أقبلت عليها طوال فترة البطولة، بأنها كانت تستحق شرف تنظيم مونديال كأس العالم 2022.
وتنظم العاصمة القطرية عدداً من الفعاليات للجمهور على هامش البطولة، سواء في منطقة الجماهير بجوار ملاعب البطولة، أو في أحيائها العريقة، والتي تجد إقبالاً كبيراً من الزوار، لا سيما منطقة سوق واقف، وهو سوق تاريخي يقع قرب كورنيش الدوحة، في موقع مميز يربط المدينة بالبحر، وتحديداً بين منطقة الأسواق والكورنيش، وكل من يزور سوق واقف يشعر أنه في الماضي الجميل، الذي يتنفسه مع حكايات الأجداد والآباء، ويشاهده في بنايات تعد من جماليات الفن المعماري.
وأكثر ما يتميز به هذا السوق هو حفاظه على الطابع العربي الأصيل، ولذلك أصبح أحد المعالم السياحية لمدينة الدوحة في السنوات الأخيرة، حيث يتردد السياح عليه لشراء التحف والتقاط الصور التذكارية والتعرف إلى التراث القطري.
وقد كان سوق واقف في سنوات ماضية المركز الرئيسي لتسوق أهالي العاصمة القطرية، وتمت إعادة تجديده، وفقاً للتقنيات المعمارية القطرية التقليدية، باستخدام مواد أصلية، ليكون واحداً من الأسواق التاريخية في الخليج، ويضم مجموعة من الشوارع الضيقة الساحرة، الأشبه بشارع السوليدير في لبنان، مع فارق فقط في أشكال البنايات وحجمها وطرزها.
وبالإضافة إلى سوق واقف، هناك لؤلؤة قطر، وهي منطقة تجارية دولية تتميز بالرفاهية والفخامة، إلى جانب منطقة سكنية، وتمتد على مساحة 985 فداناً من الأراضي المستصلحة الواقعة على الشاطئ الغربي لمدينة الدوحة، وهي مدينة مليئة بالدفء، وتتوافر فيها أماكن للتسوق الراقي والمقاهي والمطاعم.
ويجد هواة التاريخ وعبق الماضي غايتهم أيضاً في القرية التراثية، والتي تمثل مشروعاً مميزاً يجمع بين الثقافة والفنون والمأكولات من مختلف البلدان، وتقع على شاطئ البحر مباشرة قرب لؤلؤة قطر، وهي قرية تعبر عن تراث الدوحة من خلال العمارة التقليدية والمناظر الخلابة المطلة على الخليج.
ويمثل الكورنيش متنفساً للجميع، وفيه تختزل المشاهد كافة، وقد ارتدى في البطولة أثوابها، فباتت زينته الرئيسية هي أعلام الدول المشاركة، إضافة إلى تميمة البطولة التي تنتشر بأشكالها المختلفة في الميادين كافة والأماكن المهمة والتراثية ومقاصد الجماهير طوال أيام البطولة.ويمثل الكورنيش الرئة الحقيقية لمدينة الدوحة، ومع كل مساء يذهب أهلها وزوارها إليه، حيث يطلون على الخليج الواسع .. يطلون ربما على آمالهم من بعيد، وربما على أوطانهم، وخلفهم تدور رحى البطولة الآسيوية.
المصدر: الدوحة