الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"سوق العرصة".. قلب الشارقة النابض

"سوق العرصة".. قلب الشارقة النابض
9 مايو 2019 01:42

أزهار البياتي (الشارقة)

في وسط شارقة الإمارات ومركز قلبها النابض بموروثها الحضاري والتراثي المتراكم عبر السنين، وضمن مشروع عمراني كبير وواعد، كرس خصيصاً لإحياء التاريخ الثري للبيئة المحلية في الدولة، استحضرت من خلاله صفحات مضيئة من ذاكرة المكان الثقافية والإنسانية على مر العقود، لتستعيد حللاً أصيلة من هيئة المدينة القديمة وتخطيطها المعماري والهندسي الذي كانت عليه في فترة الخمسينيات من القرن المنصرم، مبرزة شواهد حيّة من زمن الماضي الجميل، وخصوصية هويتنا، إرثنا، وتراثنا العريق.

عراقة وتميز
وفق هذه الرؤية الطموحة جاءت مشاريع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والمعنية بتطوير المنطقة التراثية في قلب الإمارة، ليتصدر من بينها مشروع إعادة إحياء سوق العرصة كأحد أقدم الأسواق الشعبية في الإمارات، وأكثرها عراقة وتميزاً وحضوراً، راسماً وفق طراز معماره العربي الطابع والهوى، نموذجاً محلياً أصيلاً لنمط الحياة اليومية للسكان آنذاك، وقد سمي سوق العرصة بهذا الاسم، نظراً لوجوده بمحاذاة عرصة الصخّام المشهورة بالشارقة، وهي أرض فضاء تقع ما بين بيت تاجر اللؤلؤ الوجيه عبيد بن عيسى النابودة ومجلسه الشهير، وبين السوق الذي سمي فيما بعد باسمها «سوق العرصة»، والعرصة باللهجة المحليّة الدارجة تعني كل بقعة أو ساحة تتموضع بين مجموعة الدور، وتكون عادة واسعة وخالية من البنيان، وقد كانت هذه الساحة «العرصة» تعد مناخاً للركاب وللبيع بالمفرق والجملة والمقايضات وخلافها.

أنتيكيات وتحف
وقد افتتح سوق العرصة رسمياً صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة في 6 نوفمبر عام 1995م، ليضم بين أروقته التراثية الطراز نحو 87 دكاناً ومحلاً تجارياً، متفاوتة الأحجام والمساحات، صممت جميعها خلال المرحلة الأولى التي تم ترميمها في المكان، لتتنوع في واجهاتها وما تعرضه من منتجات محلية وعربية وشرقية، والتي في مقدمتها تبرز معروضات من الأنتيكيات القديمة والتحف النحاسية والفضية والخشبية، بالإضافة إلى المصوغات الفضية والمجوهرات التقليدية، مع أصناف متعددة من اللآلئ والعملات والألبسة التراثية، وبعض من الألعاب الشعبية القديمة ونماذج السفن والمراكب الشراعية وخلافها، وأخرى تبيع الأعشاب والتمور بأنواعها، وكذلك دكاكين متخصصة في بيع الصور القديمة والطوابع التاريخية، يتوسطها مقهى العرصة الشعبي المميّز، والذي يقدم للمارة والسائحين عدداً من الأطباق الشعبية والمحلية والحلويات الإماراتية الشهيرة، إضافة إلى مشاريب الشاي والقهوة العربية الأصيلة بأدواتها وأوانيها التقليدية كافة.

«السكيك»
المتجول بين ممرات سوق العرصة المتعرجة يكتشف أنه يحتوي على تسعة أبواب مختلفة، تغلق يومياً في المساء لتأمين الحماية اللازمة للمحال، وقد بنيت حول إحدى هذه البوابات مجموعة من الدكاكين امتدت فيما بعد لتكون خطاً مستقيماً تتخلله الأزقة «السكيك»، مشكّلة في مجملها سوقاً آخر اصطلح على تسميته بسوق العرصة أيضاً، وأحياناً يسمى بـ«السوق القديم»، والذي يضم بدوره عدداً كبيراً من المحال المسقوفة تربو على مائة دكان ومحل، خصص بعضها للحرفيين، فيما تميّزت أخرى في بيع التوابل والزعفران والعود والبخور، مؤكدة جميعها على الطابع التاريخي والمحلي مانحة الزوار فرصاً ممتعة للتعّرف على الأماكن التراثية التي تميّز البيئة المحلية للإمارات، محاطة بأجواء مفعمة بعبق الحضارة والفن والجمال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©