عندما تصدر الفتوى من غير أهلها العلماء، فإنها بلا شك ستقود إلى الويلات، وليس غريباً ما تعانيه المنطقة حالياً من عنف وطائفية وإرهاب بعد فوضى الإفتاء وتصدي ثلة من ضعاف النفوس والجهلاء لإصدارها، متسلحين بوسائل التواصل الاجتماعي لإيصال سمومهم إلى أوسع شريحة ممكنة من المجتمع، وبالأخص فئة الشباب.
استغل متطرفون ومتشددون الفتوى للترويج لثقافة القتل والكراهية التي يمتهنونها، واستخدامها في تشويه وسطية وسماحة الدين الحنيف، فكان لزاماً ضبط هذه الفتاوى واستقاؤها من قنواتها المعتمدة نظراً لما تشكله من خطورة على المجتمع.
مجلس الإفتاء الشرعي في الدولة سينتهي من وضع نظام داخلي لضبط الفتوى، وسيعتمد آليات لترخيص المفتين، وفق ما نشرته «الاتحاد» أمس، وهي خطوة ضرورية لتجفيف منابع الفتاوى المشوهة، في سياق استراتيجية متكاملة لمكافحة التطرف تعمل على تفكيك الأفكار المتشددة، وملاحقة مصادرها ومروجيها.
رغم الانتصارات العسكرية التي حققها العالم على التطرف والإرهاب وعملائه، إلا أن التصدي فكرياً لهذه البنية الفاسدة، هامٌّ أيضاً لتوعية الأجيال القادمة، بمخاطر الآفة، وإعلاء مفاهيم التعايش والتسامح ونبذ ثقافة الكراهية، والتأكيد على أن الإرهاب قوامه الفكر المتطرف الذي لا يفرق بين إنسان في نيوزيلندا أو آخر في سيريلانكا، أو في أي بقعة من العالم.
"الاتحاد"