الأحد 13 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الله مع «المتقين» يهديهم وينصرهم ويحفظهم

الله مع «المتقين» يهديهم وينصرهم ويحفظهم
8 مايو 2019 02:52

القاهرة (الاتحاد)
التقوى طاعة الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومن اتقى الله فهو في جواره ومعيته، والمحسن هو الذي يلزم نفسه في العبادة بأكثر مما ألزمه الله، ومن جنس ما ألزمه به، والذين اتقوا والذين هم محسنون لهم جزاء ومعية، كل حسب درجته، إنه سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه بامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى، ومع الذين يحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه ولزوم طاعته.
قال تعالى: (... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، «سورة البقرة: الآية 194»، فهذه المعّية هي معية التأييد والنصرة والتسديد، وهي معية الله عز وجل لأنبيائه وأوليائه، ومعيَّته للمتقين والصابرين، قال ابن رجب الحنبلي: وهذه المعية الخاصة بالمتقين، وقال قتادة: ومن يتق اللهَ يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تُغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وكتب بعض السلف لأخيه: أما بعد، إن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو.
وقال الطبري، يقول تعالى، يا محمد إن الله مع الذين اتقوا، في محارمه فاجتنبوها، وخافوا عقابه عليها، فأحجموا عن التقدم عليها، وهو مع الذين يحسنون رعاية فرائضه، والقيام بحقوقه، ولزوم طاعته فيما أمرهم به ونهاهم عنه.
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)، «سورة النحل: الآية 128»، هذه الآية الكريمة تدل بظاهرها على أن معية الله خاصة بالمتقين المحسنين، وأن لله معية خاصة ومعية عامة، الخاصة بالنصر والتوفيق والإعانة، وهذه لخصوص المتقين المحسنين، ومعية عامة بالإحاطة والعلم، لأنه تعالى أعظم وأكبر من كل شيء، محيط بكل شيء، وتبين الآية أن الله سبحانه وتعالى مؤيد للمؤمنين المتقين، الذين إذا عاقبوا عاقبوا بمثل ما عوقبوا به ولم يتجاوزوا الحد، وهو أيضاً مع المحسنين الذين عفوا عن المعتدين عند المقدرة عليهم.
والذين اتقوا، فعلوا الواجبات وابتعدوا عن المحرمات والذين هم محسنون، يفعلون الأحسن لا الحسن، فإن أمر المعاقبة بالمثل حسن، ولكن العفو هو الأحسن، لأنهم أهل العفو، وهم أيضاً متقون، لذا استحقوا معية الله سبحانه وتعالى، فمن اتقى الله، فهو في جواره ومعيته، قال السعدي: إِن الله مع المتقين المحسنين، بعونه وتوفيقه وتسديده، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي، وأحسنوا في عبادة الله، بأن عبدوا الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه، فإنه يراهم، والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه.
وهذه المعية لا تناقض ما ثبت لله من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، فإن الله قد ثبت له العلو المطلق، علو الذات وعلو الصفات، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، وأنها لا تقتضي أن يكون الله سبحانه مختلطاً بالخلق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض