عمرو عبيد (القاهرة)
لم يكن الأمر بحاجة إلى هزيمة جديدة، أو إقصاء مهين آخر لفريق برشلونة في إحدى البطولات، لكى تنتفض الإدارة «الكتالونية»، وتقرر إقالة إرنستو فالفيردي، لأن سهام النقد ظلت موجهة دائماً إلى المدرب الإسباني، خلال الفترة الماضية، بسبب تراجع نتائج البارسا، واختفاء الهيبة والمتعة الهجومية، التي قدمها ميسي ورفاقه خلال العقد السابق.
ويعتقد كثير من عشاق الأسطورة، ليو، أن الأسلوب الفني لفالفيردي مع البارسا طوال السنوات الماضية، أهدر طاقة وإنتاج ميسي، لاسيما أنه المسؤول الأول عن اختيار اللاعبين وطريقة اللعب، وأن الأخطاء الدفاعية القاتلة التي عانى منها «البلوجرانا» خلال تلك الفترة، يُسأل عنها المدرب الإسباني أولاً، قبل اللاعبين، وترى جماهير برشلونة أن المدرب الإسباني أضاع على الفريق، وميسي على وجه الخصوص، فرصة استعادة لقب «شامبيونزليج» الغائب منذ 5 سنوات، خاصة أن كبار أوروبا لم يمروا بأفضل حالاتهم في السنوات الماضية. والغريب أن معدلات ليو الخاصة بالأهداف وصناعتها، تراجعت نسبياً مع فالفيردي، مقارنة بما قدمه مع العبقري جوارديولا، والمتميز إنريكي، برغم أنه أنقذ الفريق في الكثير من المباريات، لكن كانت الأخطاء الفنية تمحو آثار توهج ليو بصورة غريبة، وتشير الإحصائيات الفنية العامة، إلى أن ميسي سجل 112 هدفاً خلال 124 مباراة مع فالفيردي، بمعدل 0.9/ مباراة، مقابل 0.97 خلال حقبة إنريكي، بواقع 153 هدفاً في 158 مباراة، في حين أنه أحرز بمتوسط 0.96 هدف مع بيب، بعدما هز الشباك 211 مرة خلال 219 مباراة، وعلى مستوى التمريرات الحاسمة والمساهمة في إحراز الأهداف، شارك ليو مع مدربه الحالي في تسجيل 49 هدفاً آخر، مقابل 68 مع إنريكي، و89 مع جوارديولا، لهذا يعتبر عشاق ميسي في مختلف دول العالم، أن فالفيردي، كان العدو الأول لأسطورتهم المحبوب، في السنوات السابقة!
وعلى الجانب الآخر من الخريطة الإسبانية، ما زالت جماهير ريال مدريد تبحث عن نجم جديد، يكمل مسيرة أسطورة الميرنجي السابق، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يرى عشاق الملكي أن رئيسهم، بيريز، تسبب في رحيل أيقونة الفريق خلال العصر الحديث، وصاحب الأرقام القياسية المخيفة في الكرة العالمية، لكن التاريخ القريب يشير إلى أن بعض الأسماء، التي تولت تدريب «البلانكوس» في فترة سابقة، عرقلت مسيرة الفريق ورونالدو معاً، خاصة في بداية عهد صاروخ ماديرا مع عملاق العاصمة، حيث بقي الدون البرتغالي من دون تتويج بأية بطولة كبرى لمدة 3 سنوات، مكتفياً بحصد لقب الكأس الإسبانية فقط في موسم 2010/2011، وبرغم معدلاته التهديفية الثابتة بنسبة كبيرة مع أغلب المدربين، فإن الأزمات التي تسبب فيها مواطنه، جوزيه مورينيو، خلال توليه مهمة تدريب الريال، تركت آثارها على الفريق ولم تسمح بحصد بطولات كبرى، باستثناء لقب وحيد في «الليجا» في موسم 2011 - 2012، واحتاج رونالدو ما يقارب 5 سنوات، ليفوز بأول لقب في دوري الأبطال مع الملكي الإسباني، في عهد الإيطالي أنشيلوتي، ليؤمن البعض بأن «سبيشال ون» كان أبرز أسباب حرمان كريستيانو من تحقيق المزيد من البطولات والأرقام القياسية، التي لو تحققت، لما أدركه أي نجم أسطوري آخر، مروراً بما عاناه خلال الفترة القليلة التي تولى فيها رافاييل بينيتيز تدريب الميرنجي، كما توضح الإحصائيات أمراً آخر، يتعلق بتجربة الدون في إيطاليا، حيث تراجع معدله التهديفي مع أليجري، وكذلك ساري، ليتجاوز 0.6 هدف بقليل في كل مباراة، مقارنة بمعدل يقارب هدف/ مباراة مع مدربيه السابقين في ريال مدريد، مع الوضع في الاعتبار اقتراب رونالدو من عمر الـ 35.
«الظاهرة»: كوبر أسوأ مدرب تعاملت معه في حياتي
لا خلاف على أن الظاهرة، البرازيلي رونالدو، يعتبر أحد أبرع المهاجمين الذين داعبوا الكرة في التاريخ الحديث، بل إن البعض يراه أحد أفضل المهاجمين عبر كل العصور، لكن الأرجنتيني، هيكتور كوبر، لم يؤمن بذلك عندما كان مدرباً لإنترناسيونالي، في نهاية حقبة رونالدو مع الأفاعي، وبرغم اعتراف جميع اللاعبين بأن الظاهرة كان يمتلك مهارة خارقة، لكن إصاباته وعناد كوبر، أجبراه على الدخول في أزمة، طالب خلالها إدارة الإنتر بالاختيار بينه وبين مدربه، وانتهت برحيله عن النيراتزوري وبقاء الأرجنتيني العجوز، الذي رحل بعد عام من انتقال رونالدو إلى الريال، من دون أن يحقق أي إنجاز مع الفريق، لكن الأسطوري البرازيلي وصفه بأنه أسوأ مدرب تعامل معه على الإطلاق، وبعيداً عن تلك الأزمة الشخصية بين رونالدو وكوبر، عانى البرازيلي من سوء حظ كبير مع الريال، لأن مدربي الملكي خلال تلك الفترة كانوا الأسوأ على الإطلاق، حيث غابت البطولات عن فريق الأحلام آنذاك، المعروف باسم «الجلاكتيكوس»، وهم الإسبان كماتشو، ماريانو ريمون، و خوان لوبيز كارو، على الترتيب، وبينهم البرازيلي لوكسمبورجو، ليحرم هذا الرباعي أساطير الميرنجي العالميين وقتها من حصد بطولات تليق بقيمتهم الفنية والمالية.