الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توينبي: رسالة محمد نظام شامل ومكتمل

توينبي: رسالة محمد نظام شامل ومكتمل
7 مايو 2019 02:05

أحمد مراد (القاهرة)

ولد المؤرخ البريطاني، أرنولد جوزيف توينبي، في لندن في 14 أبريل عام 1889، وهو يعد من أشهر المؤرخين في القرن العشرين، وأهم مؤرخ بحث في مسألة الحضارات بشكل مفصل وشامل، ومن أبرز أعماله الفكرية موسوعة «دراسة للتاريخ» التي تـتألَف من 12 مجلداً، وألفها في 41 عاماً.
درس توينبي اليونانية واللاتينية بجامعة أكسفورد، وتقلد عدة مواقع مهمة، حيث عُين أستاذاً للدراسات اليونانية والبيزنطية في جامعة لندن، ومديراً لدائرة الدراسات في وزارة الخارجية البريطانية، وتوفي في 22 أكتوبر 1975.
وفي أعماله وكتاباته الفكرية والتاريخية، سجل أرنولد توينبي العديد من الشهادات المنصفة للإسلام الحنيف، ففي موسوعته الشهيرة، كتب يقول: «إن الإسلام قد أعاد توكيد وحدانية الله»، ثم تساءل قائلاً: ما هو سر قدرة الإسلام على البقاء، بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم زوال بناة امبراطوريته من العرب، وانهيار من حلوا محلهم من غير العرب وانهزام الخلافة العباسية، وتداعي الدول التي قامت فترة ما على أنقاض الخلافة العباسية؟، ورداً على هذا التساؤل يقول: يكمن التفسير في التجربة الروحية التي مر بها المهتدون إلى الإسلام من رعايا الخلافة الأموية من غير العرب، لقد تأصلت جذور الإسلام في قلوبهم فأولوه أهمية كبيرة، ولا جرم أن عقيدة دينية توفق التوفيق كله تحت تأثير فضائلها الذاتية في الفوز بولاء الناس لها، عقيدة لا يستند بناؤها أو زوالها على هوى تلك النظم السياسية التي تنشد استغلال العقيدة لتحقيق غايات تجافي مبادئها، أعجب مثال يبين ذلك أنه وإن حلت الكوارث بالأديان العالمية الأخرى التي سعت إلى تحقيق غايات سياسية، إلا أن الإسلام - عكسها - لم يؤثر فيه هذا الاتجاه.
وقال توينبي: «لقد عمل الإسلام على تحقيق رسالته في كفالة الوحدانية في الفكرة الدينية والقانون والنظام في الحكم بالبيئة الاجتماعية العربية، وتم ذلك فعلاً بفضل نظام الإسلام الشامل الذي ضم بين ظهرانيه الوحدانية والسلطة التنفيذية معاً، فغدت للإسلام بفضل ذلك قوة دافعة لم تقتصر على كفالة احتياجات العرب ونقلهم من أمة جهالة إلى أمة متحضرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة العربية، وفتح أجزاء كبيرة من العالم من سواحل الأطلسي إلى شواطئ السهل الأوراسي.
وأبدى توينبي إعجابه بنظرة الإسلام إلى المسيحيين واليهود على أنهم أهل كتاب، ودافع عن الفتوحات الإسلامية، وأكد أن الحاميات العربية الإسلامية في البلاد المفتوحة لم تكن تبشيرية النزعة.
كما يقول توينبي: باستطاعتنا أن نميز بعض مبادئ الإسلام التي إذا طبقت في الحياة الاجتماعية يمكن أن تأتي بنتائج حسنة مفيدة لهذا المجتمع الكبير في المستقبل القريب، إن عدم وجود التمييز العنصري بين المسلمين هو أحد الإنجازات الأخلاقية للإسلام، والعالم المعاصر في وضعه الراهن بحاجة ماسة لنشر هذه الفضيلة الإسلامية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©