12 مايو 2010 23:23
شنت الصحف البريطانية هجوماً حاداً على فابيو كابيلو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي بعد الكشف عن شراكته مع جهات تجارية في تدشين موقع على شبكة الإنترنت يهدف إلى تقييم مستويات اللاعبين فنياً خلال مونديال جنوب أفريقيا 2010 تحت مسمى “مؤشر كابيلو”.
ومن المقرر أن يشمل التقييم لاعبي المنتخب الإنجليزي، وهو الأمر الذي ترى الصحافة البريطانية أنه لا يتفق مع مهام كابيلو كمدير فني للمنتخب الإنجليزي يجب عليه التفرغ التام لإدارة شؤون الفريق والحفاظ على الأسرار الفنية، ولا يقدم على مثل هذه الخطوة في مثل هذا التوقيت الحساس نظراً لتأثيرها السلبي على معنويات اللاعبين، وخاصة هؤلاء الذين يتم الكشف عن نقاط ضعفهم وقوتهم مقارنة مع لاعبين آخرين.
ورفض كابيلو الإجابة على تساؤلات الصحافة المتعلقة بهذه القضية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن قائمة المنتخب الإنجليزي المبدئية المكونة من 30 لاعباً تمهيداً للمشاركة في مونديال جنوب أفريقيا الذي تنطلق منافساته 11 يونيو المقبل، إلا إن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وعلى لسان رئيسه أبدى غضبه من مشاركة كابيلو في مثل هذا المشروع، نظراً للإحراج الكبير الذي من المتوقع أن يتسبب به الموقع للاعبي المنتخب الإنجليزي، كما أنه مشروع تجاري أطلقته شركة متخصصة في الاستثمار الرياضي والمراهنات شراكة مع كابيلو.
وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن كابيلو تلقى أوامر مباشرة من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بضرورة التركيز الكامل مع المنتخب خلال المونديال، وتأجيل مشروعاته الخاصة وعلى رأسها مشروع “مؤشر كابيلو لتقييم اللاعبين” إلى ما بعد انتهاء المنتخب الإنجليزي من مشاركته المونديالية، خاصة أن فكرة التقييم ترتكز على تحليل أداء كل لاعب عقب كل مباراة في المونديال بساعتين على الأكثر، مما يؤثر سلباً على تركيز المدرب الإيطالي الذي يجب عليه التفرغ التام لمهامه الفنية وعدم العمل مع أي جهة أخرى.
ومثل كرة الثلج تصاعدت حدة أزمة “مؤشر كابيلو” بعد أن أكدت جهات نرويجية سعيها لمقاضاة كابيلو وشريكه الآخر في الموقع الذي تمت تجربته قبل 4 أشهر، ونقلت صحيفة التايمز عن الجهات النرويجية تأكيدها أن فكرة تدشين موقع لتحليل أداء اللاعبين تعود لهم بالدرجة الأولى، وبعد أن تم عرضها على كابيلو في أحد فنادق النرويج 2008 أرجأ اتخاذ قرار بشأن مشاركته في المشروع الذي قيل في حينها أنه يتكلف 800 ألف جنيه إسترليني، ثم قرر على نحو مفاجئ الانفراد بتنفيذ الفكرة هو وشريكه بعيداً عن مصدرها الأصلي.
من جانبها، تفاعلت صحيفة صحيفة “دايلي ميل” البريطانية مع القضية الساخنة وهاجمت كابيلو بشدة، مؤكدة في أحد مقالات الرأي أن هذا الوجه الجديد لكابيلو لم يكن معروفاً لأحد في إنجلترا، خاصة أن الجميع كانوا يثقون به كثيراً، ويثقون في احترافيته الكبيرة في العمل وقدرته على إعادة الانضباط السلوكي والفني للمنتخب الإنجليزي وتحقيق نتائج رائعة في تصفيات التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، ثم نجاحه الكبير في التعامل مع الأزمات الكبيرة وعلى رأسها قضية تجريد جون تيري من شارة قيادة المنتخب، مما جعل الجماهير الإنجليزية تتفاءل كثيراً بتحقيق إنجاز مونديالي غير مسبوق، إلى أن جاءت عاصفة انشغال كابيلو بأعمال خاصة على حساب مصلحة المنتخب لتجعل البعض يطرحون تساؤلاً جدلياً حول ما إذا كان كابيلو هو نفسه الذي استحق ثقة الإنجليز.
المصدر: دبي