الأحد 11 مايو 2025 أبوظبي الإمارات 30 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسامة بن زيد.. الحب ابن الحب

أسامة بن زيد.. الحب ابن الحب
6 مايو 2019 03:27

أحمد مراد (القاهرة)

ولد أسامة بن زيد في العام الرابع من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وتربى في بيت النبي، حيث كان يعيش والده زيد بن حارثة، حِب رسول الله وابنه بالتبني قبل الإسلام، ووالدته أم أيمن، مربية النبي.
أدخل مولد أسامة السرور على قلب رسول الله، وكان يحبه حباً عظيماً، لذلك لقبه الصحابة بـ «الحِب ابن الحِب»، ولم يكن النبي يفرق بين حبه لحفيده الحسن، وحبه لأسامة، حيث كانا متقاربين في السن، وكان عليه الصلاة والسلام يأخذ الحسن ويضعه على أحد فخذيه، ويضع أسامة على فخذه الأخرى، ويضمهما معا على صدره، قائلاً: «اللهم إني أحبهما فأحبهما».
تعثر أسامة بِعَتبةِ الباب فأصيبت جبهته وسال الدم من جرحِهِ، فأشار النبي إلى عائِشة أن تزيل الدم عن جرحِهِ، ولم تستجِب سريعاً، فقامَ إليه النبي وجعل يزيل الدم عن جَبهَتِه ويطَيب خاطِرَه بِكَلِماتٍ تفيض عذوبة وحناناً.
ويروى أن حكيم بن حزام أهدى لرسول الله حُلة ثمينةً اشتراها من اليَمَن بِخَمسين ديناراً ذَهبِياً، فأبى النبي أن يقبل هدِيَته لأنه كان يومئِذٍ مشرِكاً، وأخَذَها منه بِالثَمن، ولَبِسها النبي مرة واحدة ثمَ خلعها على أُسامة، فكان أُسامة يروح بها ويغدو بين أقرانه من أطفال الأنصار والمهاجِرين.
اشتهر أسامة بن زيد بالشجاعة والقوة والجهاد في سبيل الله منذ صغره، ففي العاشرة من عمره علم بأن النبي يجهز للغزو، فأصر على أن يكون له دور، فذهب يعرض نفسه على النبي، إلا أن الرسول رده لصغر سنه، فعاد باكيا، وعاود الكرة مرة ثانية وثالثة، فطلب منه النبي أن يطبب الجرحى من المقاتلين، ففرح فرحاً شديداً.
في يوم الخندق كان أسامة في الخامسة عشرة من عمره، فجاء إلى رسول الله، وجعل يشد قامته ليجيزه للجهاد في سبيل الله، فرق له النبي وأجازه، وفي يوم حنين حينما انهزم المسلمون في البداية ثبت أسامة مدافعاً عن رسول الله مع نفر من الصحابة، فاستطاع النبي بِهَذه الفِئَة الصغيرة الباسِلَة أنْ يغَيِر هزيمة أصحابه إلى نصرٍ وأن يَحمِيَ المسلمين الفارِين من أن يفتِكَ بِهِم المشركون.
وقبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره، شارك أسامة في معركة مؤتة تحت إمرة أبيه زيد بن حارثة، وحين استشهد أبوه ظل يقاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب، ثم تحت لواء عبدالله بن رواحة، ثم تحت لواء خالد بن الوليد، ثم عاد أسامة إلى المدينة محتسباً أباه عند الله راكباً جواده الذي استشهد عليه.
وعندما أمر النبي بتجهيز جيش لغزو الروم، في سنة 11 هـ اختار أسامة قائدا للجيش، وعمره حينها 18عاماً، وكان الجيش يضم كبار الصحابة بما فيهم أبو بكر وعمر، ولكن توفي النبي قبل أن يتحرك الجيش، وأصر الخليفة أبو بكر أن يسير الجيش بقيادة أسامة رغم اعتراض البعض لصغر سنه، وقد حقق انتصاراً عظيماً، وعاد للمدينة، حاملا معه الغنائم الكثيرة، حتى قيل: «إنه ما رُئِي جيش أسلم وأغنم من جيش أسامة بن زيد».
ويروى أن عمر بن الخطاب في خلافته فرض لأسامة عطاء أكثر من عطاء ابنه عبدالله بن عمر، فقال عبدالله لأبيه: يا أبتِ، فَرَضت لأسامة أربعة آلافٍ، وفَرَضتَ لي ثلاثة آلاف، وما كان لأبيه من الفضل أكثر مما كان لك، وليس له من الفضل أكثر مما هو لي، فقال له عمر: إنَ أباه كان أحَبَ إلى النبي من أبيك، وكان هو أحَبَ إلى رسول الله منك، وكان عمر إذا لَقِيَ أُسامة قال له: مَرحَبا بأميري.
وتوفي أسامة بن زيد عام 54 هـ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض