هدى جاسم ووكالات (بغداد)
أفاد رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبدالمهدي، أمس، بأن الحكومة العراقية تعمل على حفظ أمن وسيادة العراق وسيادته الوطنية، وعدم تحويلها إلى ساحة للصراعات الدولية، يأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد العنف إثر دعوة من رجل الدين مقتدى الصدر، وأيّدها عدد من الميليشيات، إلى التظاهر ضد الوجود الأميركي في العراق.
وقال عبدالمهدي، خلال استقباله، في لقاءات منفصلة، سفراء كل من كندا وأستراليا وروسيا المعتمدين لدى العراق: «إن الحكومة تبذل جهوداً» لحفظ أمن البلاد وسيادتها الوطنية، وعدم تحويلها إلى ساحة للصراعات الدولية وتأكيد حرص العراق على إقامة وتعزيز أفضل العلاقات مع الجميع، وأن يكون نقطة وفاق وسلام في محيطه العربي والإقليمي والدولي.
وأكد اعتزاز العراق بمواقف الدول الصديقة الداعمة لأمنه واستقراره واستمرار التعاون ضد الإرهاب، وللتوجهات المشتركة نحو التهدئة، وإبعاد مخاطر التوتر والنزاعات العسكرية عن المنطقة، وتركيز الجهود على محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتم خلال اللقاءات بحث العلاقات «الثنائية والملفات المشتركة والأزمة الإقليمية وجهود التهدئة، ومنع التصعيد، وتجنيب دول المنطقة والعالم أي تداعيات محتملة للأزمة، إلى جانب قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الأجنبية من العراق والتعاون ضد الإرهاب، واستمرار التشاور والتواصل حول تطورات الأوضاع».
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في اتصال مع نظيره العراقي عادل عبدالمهدي أمس، إلى ضرورة وقف تداعيات الأزمة الحالية وإنهاء التوترات والعمل على التهدئة، وعدم تعريض المنطقة والعالم لمخاطر الحرب.
وأعرب ترودو عن تطلع بلاده «لاستمرار التعاون الثنائي وتوحيد الجهود ضد الإرهاب».
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي خلال المكالمة «حرص العراق على تعزيز العلاقات بين البلدين واستمرار التعاون ضد الإرهاب».
وجدد موقف العراق «لإبعاد التوترات والنزاعات العسكرية عن المنطقة وتفادي خطرها وتركيز الجهود على محاربة داعش، إلى جانب قرار انسحاب القوات الأجنبية من العراق».
وفي هذه الأثناء، أججت الدعوة التي أطلقها رجل الدين مقتدى الصدر، وأيدتها ميليشيات تابعة للحشد الشعبي، للخروج في تظاهرة «مليونية» ضد الوجود الأميركي في العراق في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، مخاوف من تصاعد وتيرة العنف ضد المحتجين المعتصمين منذ أكثر من ثلاثة أشهر في بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب.
وحذر عدد من الناشطين من أن هذه الدعوة، ودخول المليشيات على خطها، يثير المخاوف في ضوء رسائل وُجهت إليهم بأن تظاهراتهم ستنتهي قريباً.
وفي غضون ذلك، تواصلت التظاهرات في بغداد ومدن عراقية أخرى للمطالبة بتشكيل حكومة انتقالية مستقلة، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة وإعادة إعمار العراق، ومحاسبة الفاسدين وكشف المسؤولين عن قتل المتظاهرين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 530 قتيلاً وزهاء 25 ألف جريح من بداية أكتوبر الماضي.
وأمهل متظاهرون في مدينة الناصرية، الكتل السياسية أسبوعاً آخر، لاختيار رئيس وزراء لخلافة عادل عبدالمهدي، قبل أن يصعدوا من احتجاجهم، دون الكشف عن أوجه التصعيد. وكان مجلس النواب، قد وافق على استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، فيما فشلت الكتل السياسية في إيجاد بديل خلال المدة الدستورية.
وعلى صعيد منفصل، كشف المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، مايلز كلغنز، أمس الأول، أن صواريخ استهدفت قاعدة التاجي الجوية العراقية شمالي العاصمة بغداد ليلة الثلاثاء- الأربعاء لم تسفر عن إصابة أي من قوات التحالف.
واستهدفت صواريخ كاتيوشا قاعدة التاجي الجوية العراقية، حيث تتمركز قوات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال الجيش العراقي في بيان: «إن 4 أشخاص أصيبوا بعد إطلاق 8 صواريخ كاتيوشا على قاعدة بلد الجوية، التي تستضيف عسكريين أميركيين، وتبعد نحو 80 كيلومتراً شمالي بغداد، وذكرت مصادر عسكرية أن المصابين جنود عراقيون».
وزيرة دفاع ألمانيا تناقش في بغداد مكافحة «داعـش»
أجرت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور، أمس، محادثات في العراق حول سبل مواصلة مهمة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أن الوزيرة، التي وصلت إلى بغداد أمس، أجرت محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش العراقي، دارت حول تواجد القوات الألمانية في العراق.
وسحبت ألمانيا قواتها إلى جانب دول أخرى من وسط العراق، بعدما قتلت الولايات المتحدة ليلة الثالث من يناير الجاري قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد، وقصفت إيران قواعد تستخدمها القوات الأميركية في العراق بالصواريخ.
وفي أربيل، عاصمة كردستان العراق، انتشر في المقابل مؤخراً نحو 90 جندياً ألمانياً لتدريب القوات الكردية في المنطقة. وترغب حكومة الإقليم في مواصلة القوات الألمانية مهمتها وتدريب قوات «البشمركة».
وهدأت الأوضاع نسبياً في العراق حالياً، إلا أن البرلمان العراقي صوت عقب مقتل سليماني على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، ويعتبر هذا التصويت مطلباً من البرلمان للحكومة العراقية.
وعقب جلسة طارئة للجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني، حثت كرامب-كارنباور الحكومة العراقية الأسبوع الماضي على حسم مستقبل المهمة العسكرية الدولية.
وقالت الوزيرة: «نريد مواصلة هذه المهمة، لكن من الواضح أيضاً بالنسبة لنا أننا لن نستطيع فعل ذلك إلا بموافقة الحكومة العراقية، والتي تجري بدورها حالياً مشاورات حول سبل التعامل مع تصويت البرلمان العراقي». وتفقدت الوزيرة قوات بلادها في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن، حيث يشارك نحو 290 جندياً ألمانيا في مهمة مكافحة «داعش».
اختفاء ناشط مدني
أفاد مصدر محلي في بغداد، أمس، باختفاء الناشط المدني عبد القاهر العاني عقب خروجه من منزله باتجاه ساحة التحرير في بغداد أمس الأول.
وأوضح أن العاني خرج من منزله في العاصمة بغداد في الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء الماضي باتجاه ساحة التحرير ومن ثم اختفى.
ويأتي اختفاء العاني ضمن حوادث تصفية الناشطين وخطفهم الغامضة والمستمرة منذ انطلاق التظاهرات في العراق مطلع أكتوبر الماضي.
ولم تتمكن السلطات المعنية من القبض على المتورطين في حوادث التصفية الغامضة على الرغم من أن كثيراً من تلك الاغتيالات وثقتها كاميرات مراقبة في الشوارع.
مقتل جنديين عراقيين وإصابة 5 في هجوم «داعشي»
أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، أمس، مقتل جنديين اثنين وجرح 5 آخرين في هجوم لتنظيم «داعش» الإرهابي. وذكر بيان للخلية أن عصابات داعش الإرهابية هاجمت إحدى النقاط العسكرية في منطقة شيخ إبراهيم، عند سور بغداد في محافظة صلاح الدين، مضيفاً: «إن الهجوم أدى إلى مقتل منتسبين اثنين وجرح خمسة آخرين، بينهم ضابط». وأفاد مصدر أمني عراقي الليلة الماضية، بوقوع اشتباكات بين عناصر من تنظيم «داعش» والقوات الأمنية العراقية في قضاء الدجيل بمحافظة صلاح الدين.