الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بهاء طاهر: المثقفون هم الذين نقلوا مصر إلى العصر الحديث

بهاء طاهر: المثقفون هم الذين نقلوا مصر إلى العصر الحديث
25 أغسطس 2009 01:00
في كتابه «أبناء رفاعة.. الثقافة والحرية» يرى الروائي المصري بهاء طاهر أن المثقفين هم الذين نقلوا مصر إلى العصر الحديث لامتلاكهم قدراً من الوعي بأسس الدولة المدنية لكنه يرصد أيضا كيف تراجع دور المثقف وضعف الإيمان بأهمية الثقافة في نهاية القرن العشرين. ويقول بهاء طاهر في كتابة الذي طرحت «دار الشروق» في القاهرة، مؤخرا، طبعة جديدة منه تقع في 199 صفحة من القطع المتوسط، إن المدارس المصرية خرجت جيلا من المثقفين الرافضين لأسلوب محمد علي الذي حكم البلاد بين عامي 1805 و1848 وإنهم خاضوا صراعا طويلا امتد حتى نهايات القرن التاسع عشر «لانتزاع الحقوق والحريات... وأبسطها حرية الحق في الحياة» وأدى نضالهم إلى تأكيد ذات ثقافية مستقلة عن «التغريب والتتريك». يشار أن صاحب الكتاب بهاء طاهر من أبرز الروائيين في العالم العربي وحظيت أعماله بكثير من الاهتمام النقدي كما ترجمت إلى عدة لغات، وحصل طاهر على كثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في مصر عام 1998 وجائزة كفافي اليونانية عام 2001 عن مجمل أعماله. ويقول طاهر في مقدمة الطبعة الجديدة من كتابه «ربما يكون أدق وصف لهذا الكتاب هو صعود الدولة المدنية وانحسارها» فالجزء الأول من الكتاب يرصد الصعود التدريجي لخروج المجتمع المصري من ظلام العصور الوسطى إلى أنوار الحداثة والحرية بجهود مثقفين على امتداد نحو 150 عاما أما الفصول الأخيرة من الكتاب فتعرض «خطى التراجع التدريجي والمنظم لمشروع النهضة ذاك بغية العودة من جديد إلى المنظومة الفكرية للدولة العثمانية التي يتغزل بها الآن الكثيرون على غير علم رغم أنها قد أشرفت بمصر على الهلاك». ويرى أن فلسفة الحكم في البلاد حتى نهاية القرن الثامن عشر كان قوامها الاستبداد تحت قناع الدين وأن الطهطاوي أدرك «تلك الحقيقة وهي أن مصر كانت على وشك الاندثار... «تدين مصر للطهطاوي بأكبر فضل في التغيير الثقافي الذي غير وجه الحياة» إذ أرسى مفاهيم مثل الحرية والمساواة والأخوة الوطنية إضافة إلى «الوطن» في مقابل مفهوم «الأمة» الذي كانت الدولة العثمانية تحكم باسمه ويشمل الأمة الإسلامية كلها. ويضيف أن مفهوم الأمة كان مجرد قناع ديني لا يعني شيئا «أكثر من الوحدة في نطاق العبودية لأن تلك الدولة (العثمانية) كانت أبعد ما تكون عن روح الدين وعن حقيقته بما سادها من الظلم والاستبداد والفتك المنظم برعاياها». وفي فصل عنوانه (الاستغناء عن الثقافة) يرصد المؤلف صعود الثقافة وبروز دور المثقف الطامح إلى التغيير والتقدم وكيف كان الثمن باهظا من حياة المثقف وحريته الشخصية إلى أن جاء عقد السبعينيات في القرن العشرين انقلابا على ما قبله. ويضرب أمثلة على ذلك باستبعاد المسرح الجاد والأدب الذي يحترم عقل الجمهور ويعتبر ذلك «مذبحة» راح ضحيتها أدباء بارزون بقتلهم معنويا عن طريق الصمت والتجاهل أو منع نشر أعمالهم أو دفعهم إلى الهجرة. فيقول في فصل عنوانه (كيف وصلنا إلى الإخوان) إن الحملة التي شنت في السبعينيات على الثقافة استهدفت «طرد المثقفين الحقيقيين» من مصر واستبعاد الثقافة الجادة إذ «كان لا بد من إخلاء الساحة من عناصر الممانعة والمقاومة للمشروع الفكري الجديد وهكذا نجح الرئيس السابق «أنور السادات» في تشتيت مثقفي النهضة والتطوير في منافي الأرض وإسكات وإضعاف من تبقى منهم في مصر وجلب بدلا منهم مجموعة من الوعاظ المهاجرين منذ العهد الناصري، كانوا معنيين تماما بإبعاد الدين عن قضايا التطور الاجتماعي والحض على طاعة الحاكم» والتركيز على الجوانب الشكلية للعبادات وبمضي الوقت أصبحوا سلطة دينية. ويلخص طاهر ذلك المشهد قائلا «هكذا صودرت الثقافة في مصر... فهل ندهش بعد هذا حين نرى ثقافتنا العامة وقد نكصت على عقبيها أو كادت إلى ما قبل عصر رفاعة.. وهل ندهش حين نقرأ حنينا شاعريا إلى عصر الاستعمار التركي الأسود الذي خيم على مصر قرونا».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض