11 مايو 2010 00:18
بيّنت نتائج تقرير الرقابة المدرسية في المدارس الحكومية والخاصة بدبي أن ثلثي المدارس التي تقدم أداء عاماً بمستوى جودة “غير مقبول” هي مدارس خاصة، والثلث المتبقي للمدارس الحكومية.
وفيما نالت 3 مدارس حكومية على تصنيف متميز مقابل مدرستين خاصتين حصلتا على التصنيف نفسه، فإنه لم تتمكن أي مدرسة من المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم من تحقيق مستوى أداء عام “جيد”.
وأعلن جهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية أمس نتائج الرقابة المدرسية في المدارس الحكومية والخاصة بدبي كافةً، والتي خضعت لعمليات الرقابة العام الدراسي الجاري، وعددها 209 مدارس حكومية وخاصة تستقبل 202 ألف و160 طالبا وطالبة، وتشمل 78 مدرسة حكومية، و131 مدرسة خاصة (منها 23 مدرسة خاصة تطبق المنهج الهندي أو الباكستاني).
جاء ذلك تزامناً مع نشر التقارير الكاملة لكل مدرسة، والتي يأتي كل منها في 20 صفحة، عبر الموقع الإلكتروني للهيئة www.khda.gov.ae، بما يتيح لأولياء الأمور فرصة الاطلاع على مستوى التعليم الذي تقدمه مدارس أبنائهم.
ووفقاً لنتائج الرقابة المدرسية في 209 مدارس حكومية وخاصة، فإن 5 مدارس جاءت في تصنيف “متميز” من بينها 3 مدارس حكومية ومدرستان خاصتان، فيما جاءت 73 مدرسة في تصنيف “جيد”، و106 مدارس في فئة “مقبول”، و25 مدرسة في فئة “غير مقبول”.
ومن بين 78 مدرسة حكومية خضعت للرقابة العام الدراسي الجاري، فإن 3 مدارس جاءت في تصنيف متميز، و30 مدرسة في تصنيف جيد، و37 في تصنيف مقبول، و8 مدارس في فئة غير مقبول.
ومن بين 131 مدرسة خاصة، فإن مدرستين جاءتا في تصنيف متميز، و43 مدرسة في فئة جيد، و69 في فئة مقبول، و17 مدرسة في فئة غير مقبول.
ومما جاء في التقرير أن أربعا من كل عشر مدارس تقريباً في دبي حققت أداءً عاماً بمستوى جودة “جيد” أو “متميز”، كما أن تسعاً من كل عشر مدارس تقريباً في إمارة دبي تقدم خدمات تعليم بمستوى جودة “مقبول” على الأقل.
ولفت التقرير الى أن أكثر من نصف المدارس الجيدة والمتميزة هي مدارس خاصة. وقد حققت العديد من هذه المدارس الخاصة مستوى أداء عام “جيد”، بل وتمكن عدد قليل منها من تقديم عملية تعليمية ذات جودة عالمية.
وأشار التقرير الى أن سَبع مدارس خاصة كان أداؤها العام “غير مقبول” في العام الدراسي الماضي 2008-2009 تمكنت من رفع أدائها إلى مستوى مقبول، ولكن ما يزال الطلبة في بقية المدارس ذات مستوى الأداء “غير مقبول” يتلقون خدمات تعليم ذات مستوى جودة “غير مقبول”.
تقدم دراسي
قالت جميلة المهيري رئيس جهاز الرقابة المدرسية إن 9 مدارس حكومية و19 مدارس خاصة حققت تقدماً في التصنيف العام لها، مؤكدة أن هذا المعدل يعكس بوادر إيجابية لحرص المدارس على تطوير الأداء الذي سيتقدم عاماً بعد عام.
كما يؤكد في الوقت ذاته الرسالة الأساسية لجهاز الرقابة المدرسية والتي تتجسد في نشر ثقافة جودة التعليم انطلاقاً من شراكة فاعلة بين كافة عناصر الميدان التربوي من جهة وجهاز الرقابة المدرسية من جهة أخرى.
وأشادت المهيري بكل مدرسة حكومية وخاصة سعت إلى تطوير أدائها استناداً إلى توصيات جهاز الرقابة المدرسية، مؤكدة أن الميدان التربوي الذي يزخر بكفاءات وخبرات عالية قادر في إطار العمل المشترك على التطوير.
وأشارت المهيري إلى أن جهاز الرقابة المدرسية رصد خلال تطبيق عمليات الرقابة العام الدراسي الجاري 2009-2010 تحقيق مدارس دبي لتقدمٍ تساوت معدلاته في كل من المدارس الحكومية والخاصة في عمليات التقييم الذاتي وجودة الدعم الذي تقدمه لطلبتها.
وثمنت جميلة المهيري صعود 3 مدارس حكومية هذا العام إلى تصنيف “متميز”، وهو ما يعني أن الطموح إلى التطوير في ظل التحديات القائمة حق مشروع للجميع، معربةً عن أملها في أن يشهد العام المقبل مزيداً من التقدم في أداء المدارس، لاسيما أن المؤشرات الحالية تؤكد أن ثقافة الرقابة المدرسية ومعدلات التقدم المدرسي باتت إلى ارتفاع.
وحول رياض الأطفال الحكومية، ذكرت المهيري أن “الرياض الحكومية استطاعت تحسين مستوى فعالية عمليات التدريس فيها ومستوى جودة خدمات التعليم التي تقدمها، وكان الأطفال نشيطين في تعلمهم، وتمكنت المعلمات من استخدام استراتيجيات تدريس ملائمة، وهو ما أوجد روضتين حكوميتين العام الجاري في “تصنيف متميز”.
زيادة التحصيل
خلصت المقارنات الإحصائية إلى أن العام الدراسي الجاري شهد زيادة في نسبة التحصيل والتقدم الدراسي الجيد والمتميز لدى طلبة المدارس الحكومية في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، إضافة إلى مستوى متميز في جوانب مهمة من التطور الشخصي والاجتماعي.
كما تمكن الطلبة من ترسيخ وتعزيز فهمهم للإسلام ووعيهم المدني وتقديرهم للثقافة والتقاليد المحلية بشكل خاص، وساهم مستوى جودة الرعاية التي قدمتها المدارس لطلبتها في مساعدة الكثير من الطلبة على تحقيق تطوّر شخصي بمستوى عالي.
وأوضحت جميلة المهيري أن فرق الرقابة المدرسية زارت ما يزيد على أكثر من 15000 فصل دراسي، وأجرت 5001 مقابلة تقريباً مع طلبة وأعضاء من كوادر المدارس أثناء تطبيق عمليات الرقابة المدرسية الكاملة على المدارس.
كما وصل عدد أولياء الأمور الذين شاركوا في الاستبانة الإلكترونية التي رصدت اتجاهاتهم وآرائهم في مدارس أبنائهم إلى 80000 ولي أمر تقريباً، مؤكدين بذلك التزامهم إزاء مسيرة تعليم أبنائهم.
وفي الوقت الذي كشفت فيه نتائج الرقابة المدرسية في عامها الثاني عن تقدم 28 مدرسة حكومية وخاصة في دبي في التصنيف مقارنة بالعام الماضي، أوضحت جميلة المهيري أنه تم استحداث آلية جديدة لإبراز الجوانب التي حققت فيها مدارس دبي تقدماً مقارنة بالعام الدراسي الماضي، وذلك من خلال الإشارة إلى جوانب التقدم التي أحرزتها المدارس عبر بوابة المعلومات الرئيسية عن أية مدرسة على الموقع الإلكتروني للهيئة، أو ضمن التقارير الكاملة للرقابة المدرسية لكل مدرسة.
بوادر إيجابية
قال الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية إنه “بعد مرور عامين على تدشين الرقابة المدرسية في إمارة دبي، فإن هدفنا كان - وما زال من البداية إلى النهاية- تحقيق التطور المطلوب في أداء القطاع المدرسي الحكومي والخاص.
وأشار إلى أن المتابع لأداء المدارس والجهاز يمكنه أن يلمس ذلك فيما تشتمل عليه تفاصيل التقارير الكاملة للمدارس من مؤشرات إيجابية للتقدم الدراسي والتي تعكس حرص مدارس حكومية وخاصة على المضي قدماً تجاه الأفضل استناداً إلى توصيات الرقابة المدرسية.
وأكد الكرم أن العام الأول للرقابة المدرسية بدأ مستنداً إلى الأدلة والمعلومات المنهجية في رصد واقع التعليم في الإمارة، الأمر الذي ما زال مستمراً على هذا الصعيد، أضف إلى ذلك قياس مستوى التطور في أداء مدارسنا، لافتاً إلى أن الجميع يتشارك مسؤولية التطوير، وعلى عاتقه مسؤولية دفع الذات إلى الأفضل بروح الفريق الواحد.
وقال، “خلال زيارتنا لمدارس حكومية وخاصة مؤخراً، لمسنا عن قرب رغبة قوية لدى مدارسنا في التطوير، كما وقفنا على بوادر إيجابية ذات علاقة “بثقافة الرقابة المدرسية”، ليبقى كل عملنا وجهودنا المشتركة كفريق واحد بين يدي أبنائنا الطلبة الذين ننظر إليهم على أنهم المستفيدون الأوائل من الرقابة المدرسية والخطط الفعلية للتطوير”.
المصدر: دبي