17 مارس 2012
محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ غلب الانضباط والالتزام بتعليمات المدربين، على قمة الأسبوع التي جمعت الجزيرة والوصل مساء أمس الأول باستاد محمد بن زايد في أبوظبي ضمن الجولة الـ15 لدوري المحترفين لكرة القدم، وانتهت بفوز صاحب الأرض بهدف، وبالتالي نجح في استعادة توازنه، بعد خسارته الثقيلة في نصف نهائي كأس اتصالات أمام الشباب برباعية، والحفاظ على حظوظه قائمة في المنافسة على بطولة الدوري، وبالمقابل تعمقت جراح الوصل الذي أصبحت حظوظه نظرياً محصورة في المنافسة على مركز متقدم في بالمسابقة، ليقتصر أمله الوحيد على المنافسة على لقب بطولة الأندية الخليجية، لإنقاذ موسمه الحالي.
وافتقدت قمة الأسبوع إلى الحضور الجماهيري الكبير، على غير العادة في ملعب الجزيرة مقارنة بحجمه والحضور الجماهيري في الفترات الماضية خلال المباريات التي يستضيفها الفريق، وكذلك الحال بالنسبة لمحبي “الفهود” الذين كان تواجدهم أقل من المعتاد.
وشهدت المباراة أداءً تكتيكياً عالياً في مجملها أدى إلى ندرة فرص تسجيل الأهداف خاصة في شوطها الأول الذي كانت الأفضلية فيه لـ”الفورمولا” بسيطرته على الكرة بنسبة 55% ليستعيد حامل اللقب، بذلك جزءاً من صورته القديمة، في عهد البرازيلي براجا، لكنه افتقد للفعالية الهجومية تماماً، ولم يصنع لاعبوه الفرص الحقيقية بالرغم من امتلاك الكرة بنسبة أكبر.
وفي الشوط الثاني كان الأداء متكافئاً مع تحسن واضح في مستوى الوصل في الجانب الهجومي، حيث كانت فرصه أكثر من صاحب الأرض، لكن سوء الطالع، وغياب التركيز في اللمسة الأخيرة، حرمه من الاستفادة منها، بعكس الجزيرة الذي عاني في بعض فترات الحصة الثانية، خاصة بعد خروج الأرجنتيني دلجادو ومن قبله عبد السلام جمعة، حيث منح المنافس فرصة التحرر من الحذر الدفاعي الكبير، ومع كل ذلك فقد نجح البديل سلطان برغش في صناعة الفارق بصناعة هدف المباراة الوحيد والذي جاء من هجمة مرتدة.
ويحسب للفريقين التنظيم الجيد والأداء القوي، ولكن يؤخد عليهما العقم الهجومي في اللقاء والذي قد يكون للغيابات المؤثرة في الفريقين الدور المهم فيه، ولعل هذه المواجهة تكون عنواناً لشكل الجزيرة والوصل في الفترة المقبلة ، خاصة أنها جاءت بعد توقف طويل للدوري.
أما الجانب التحكيمي فقد كان أداؤه جيداً على مدار الشوطين، باستثناء حالتين واحدة ضربة جزاء مشكوك فيها للجزيرة، والثانية تسلل غير صحيح على “الفهود” ليكون عادلًا في الظلم الذي وقع على الطرفين.
وظهر البرازيلي كايو جونيور مدرب الجزيرة سعيداً للغاية بالفوز الصعب والثمين الذي حققه فريقه، وقال في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: أنا سعيد بالنتيجة التي ضمنت 3 نقاط مهمة في المنافسة، وسعيد أكثر للمستوى الذي قدمه اللاعبين في هذه المباراة، خاصة في الشوط الأول الذي استعاد فيه الجزيرة ميزته المهمة في الاستحواذ على الكرة، وأعتقد أن هذا الفوز يعزز ثقة الفريق بنفسه في أعقاب الخسارة الماضية، ويجعله أكثر أريحية في الفترة المقبلة، بتقديم مستويات متميزة وأنا واثق من أن ذلك سوف يتحقق مع كل مباراة جديدة يخوضها الفريق.
وأضاف: أريد أن أؤكد أنني سعيد جداً بالاستقبال الذي وجدته في الجزيرة من الجميع، إدارة ولاعبين، والروح الموجودة في الفريق، والرغبة الكبيرة عند اللاعبين في تحسين صورة الفريق إلى الأفضل دائما.
وعن الوصل قال: لم أكن واثقاً من الأسلوب الذي يعتمد عليه مارادونا في المباراة، وكانت عندي فكرة أن الوصل يملك لاعبين يجيدون التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، ولعب بتنظيم جيد وقدم مباراة كبيرة.
ودافع كايو جونيور عن التغييرات التي أجراها، بالذات خروج دلجادو ودخول سلطان برغش وقال: فكرت في الاحتفاظ على التكتيك الذي لعب به الفريق لذلك تحول أوليفييرا كصانع ألعاب مكان دلجادو، بينما تقدم سلطان برغش الذي صنع الهدف الوحيد في اللقاء وهذا ما سعينا له.
وعن وجود عدد كبير من لاعبي الوسط المدافع، وكيف ستكون المفاضلة بينهم، خاصة بعد عودة لاعب المنتخب الأولمبي المتألق خميس إسماعيل، قال مدرب الجزيرة: نعم هناك عدد كبير من اللاعبين في هذا المركز، والجميع يملكون الفرصة في التواجد في التشكيلة ، بشرط إثبات الذات في التدريبات.
وأوضح كايو جونيور أن غياب عبد الرحيم جمعة الذي كان أساسياً في اللقاء السابق عن قائمة الـ18 لاعباً يعود إلى تعرضه للإصابة في العضلة الضامة وليس لأسباب أخرى.
وأكد أن الجزيرة ينتظره عمل وتحضير مكثف في الأيام القليلة المقبلة استعداداً للقاء الريان يوم الثلاثاء المقبل في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بدوري أبطال آسيا، مبيناً أن من أهم المباريات بالنسبة له عندما كان مدرباً للغرافة هي مباراة الريان الذي يعرفه جيداً ويعرف القدرات الكبيرة للاعبيه البرازيليين الثلاثة الذين يعتبرون من الأسماء المهمة والفعالة في الفريق.
وقال: من الجيد أن دياكية ضمن حسابات هذه المباراة ونعمل على تجهيز الفريق بشكل جيد يمكنه من تحقيق نتيجة إيجابية على ملعبه يعزز بها فوزه في افتتاح مباريات المجموعة.
وأكد كايو جونيور أنه ما زال لا يعرف موقفه تحديداً بشأن العقوبة الانضباطية الموقعة عليه من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتي تحرمه من التواجد مع فريقه على الدكة لثلاث مباريات قادمة من أصل أربع هي مجمل العقوبة، حيث ينتظر رداً، هل العقوبة مستمرة أم سقطت بالتقادم، خاصة أنه مضى عليها أكثر من عام وصدرت عندما كان يدرب فريقاً آخر وفي بلد مختلف.