22 يونيو 2008 02:56
دونادوني: نقاتل الماتادور حتى النهاية
أراجونيس: نحترم الآزوري ولا نخشـاه
كانت مباراة فرنسا هي نقطة التحول الكبرى في مسار منتخب إيطاليا ومديره الفني ''روبرتو دونادوني'' في يورو ،2008 فبعد أن كانت الجماهير الإيطالية، والصحافة قد أعدت العدة لشن هجوم ضار على ''دونادوني'' ذي الخبرة الضعيفة، والذي كان الكثيرون لا يؤمنون بقدراته كمدرب مقارنة بأسلافه ممن تولوا قيادة المنتخب الآزوري مثل مارشيللو ليبي صاحب انجاز مونديال ألمانيا ،2006 أو أريجو ساكي، وتراباتوني، ومانشيني، وسيزار مالديني، وغيرهم من مدربي إيطاليا العظام، فإن الكل في إيطاليا يقف وراءه اليوم الأحد في المواجهة المهمة في دور الثمانية أمام منتخب اسبانيا أو ''الماتادور'' الذي يبحث عن فوز أول على الطلاينة بعد أكثر من ثمانين عاماً·
والحقيقة أن ثقة دونادوني في لاعبيه ليست لها حدود، ولهذا كان من الطبيعي أن يستعيد المنتخب الإيطالي زمام الأمور في يده بعد التعثر المفاجئ في بداية البطولة أمام منتخب هولندا (صفر -3)·
وفي حوار مع دونادوني عقب الفوز على فرنسا 2-صفر، وقبل مباراة اليوم أمام منتخب اسبانيا، قال لصحيفة ''ليكيب الفرنسية'': سوف أناضل مع فريقي من أجل الوصول إلى أبعد مدى في هذه البطولة·
ورداً على سؤال ما إذا كان تأهله لدور الثمانية في هذه البطولة هو أجمل شيء حققه كمدير فني لمنتخب ايطاليا، قال دونادوني: بالطبع لا·· لا يمكنني أن أقول ذلك فعلى امتداد عامين مع المنتخب عشت لحظات جميلة كثيرة مع فريقي، وما حدث بالنسبة لصعودنا إلى هذا الدور هو مكافأة لهؤلاء اللاعبين، وهم يستحقون في تقديري درجة عشرة على عشرة، بل إن بعضهم يستحق 15 من 10 إذا كان هذا ممكناً، واستطرد دونادوني قائلاً: ''الفرحة لم تكن فردية، وانما كانت جماعية للفريق كله''·
ولأن دونادوني هو أول مدرب إيطالي يفوز على منتخب الديوك الفرنسية في مباراة رسمية في وقتها الأصلي منذ ثلاثين عاماً، فقد سألته الصحيفة عن شعوره ازاء ذلك، قال: لا أريد أن أتحمس الآن، فالمهمة لم تنته بعد، صحيح أنني أعلم أننا حققنا شيئاً مهما بفوزنا على فرنسا إلا أنني عندي مواجهة أهم اليوم أمام الإسبان·
وأضاف قائلاً: ''هناك جوانب كثيرة من الممكن أن تتحسن في المنتخب الايطالي، وعلينا أن ننظر إلى ما هو قادم لأنه ليس هناك معنى للحديث عن مباراة انتهت·
وعن شعوره قبل لقاء منتخب اسبانيا اليوم، قال دونادوني: لقد اعتدت طوال تاريخي كلاعب على المعاناة من أجل تحقيق الانتصارات، ولم يختلف الحال كثيراً وأنا مدرب، ولكنني هذه المرة لست وحدي وإنما معي اللاعبون·
وأضاف دونادوني: أسبانيا منافس محترم ويلعب كرة جميلة ويملك أوراقاً هجومية رائعة وسيكون التعامل صعباً مع هذا الفريق، ولكنني كما قلت أثق تماماً في لاعبي فريقي وقدرتهم على صنع الفارق في أي وقت·
ولأن دونادوني سيحرم من جاتوزو، وبيرلو (الموقوفين) في لقائه اليوم مع اسبانيا، وما يترتب على ذلك من تأثير قوي على دفاعات الفريق في المباراة قال: ''لاشك أن غياب نجمين بحجم بيرلو وجاتوزو خسارة كبيرة، ولكنني شاهدت كامودانيزي واكيلاني يكافحان مثل الأسود عندما شاركا في مباراة فرنسا الأخيرة''·
واستطرد قائلاً: ''ما أريد قوله إن كل لاعبي خط الوسط في المنتخب الإيطالي على قدر المسؤولية، بل إن كل لاعب إيطالي مصمم على النضال حتى بلوغ المباراة النهائية، ولكن دعونا ننظر الآن إلى مباراة اليوم في دور الثمانية·· ننظر بصفاء ذهن، ولكن بتصميم على الفوز·
وفي ختام الحوار سألته الصحيفة: يتردد دائماً أن إيطاليا منافس يخيف الآخرين عادة فما تعليقك؟ فأجاب دونادوني: لا أعرف ما إذا كان يُقال إن إيطاليا تخيف كل الآخرين، وما أعرفه جيداً أنني ولاعبي فريقي سنقاتل حتى النهاية·
وفي المقابل نقلت الصحيفة نفسها على لسان لويس أراجونيس المدير الفني لمنتخب اسبانيا قوله إن فريقه حصل على جرعة معنوية كبيرة بعد الفوز على منتخب اليونان 2-،1 ولكنه يعترف بصعوبة المنافس الجديد اليوم منتخب إيطاليا الذي حصل بدوره على نفس الجرعة المعنوية بالفوز على المنتخب الفرنسي 2-صفر·
وأضاف أراجونيس: مواجهة صعبة عليهم أيضاً، ولكن لا تنسوا أننا سنواجه بطل العالم 4 مرات، ومع ذلك فإنني أرى أن التفكير الايجابي في تحقيق الفوز هو المحك الحقيقي لمواجهة أبطال العالم دون خوف أو رهبة·
وأهم ما يشغل أراجونيس وحدة صف فريقه وتضامنهم لأنه يعتبر ذلك عنصر القوة الأول، ولهذا نراه يكره دائماً النجومية الفردية، ويعلق على ذلك بقوله: داخل غرفة الملابس ليس هناك لاعبون أساسيون وآخرون بدلاء، فقناعتي الشخصية أن أحمي المجموعة من سطوة الأفراد أو النجوم·
وإذا كان فارق الخبرة بين دونادوني (44 سنة) وأراجونيس الذي سيبلغ الشهر القادم السبعين من عمره، كبيراً، ويذهب في صالح هذا الأخير، إلا أن دونادوني استطاع خلال عامين أن يضع بصمته الخاصة على منتخب بلاده، في هدوء شديد ودونما انفعال، انسجاماً مع شخصيته الهادئة وميله إلى قلة الكلام والبعد عن التصريحات النارية·
ورغم صعوبة بداياته مع المنتخب لكونه جاء خلفاً للعظيم مارشيللو ليبي إلا أنه سرعان ما استعاد اتزانه، وبعد تعادل 1-1 مع اسكتلندا وهزيمة 1-3 من فرنسا في تصفيات هذه البطولة انطلق يفوز على كل من كان في طريقه وحقق تسعة انتصارات وتعادلاً واحداً مع فرنسا صفر- صفر، وتصدر مجموعته، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن دونادوني مدرب يعشق العمل في صمت بعيداً عن ضجيج الإعلام·
وفي المقابل استطاع المدير الفني الاسباني لويس أراجونيس أن يحقق نتائج رائعة أيضاً مع منتخب بلاده في التصفيات وجمع 25 نقطة من 27 نقطة·· والمهم جداً في الأمر أنه فاز ودياً على المنتخب الايطالي الذي سيواجهه اليوم 1- صفر في مارس الماضي فهل ينجح في أن يحقق نتيجة ايجابية اليوم أمام أبطال العالم، أم أن المباريات الودية شيء والمباريات الرسمية شيء آخر؟ دعونا ننتظر لنرى·
المصدر: القاهرة