9 مايو 2010 01:14
يشهد موسم الامتحانات في كل عام تنامي ظاهرة اقتناء الطلبة للملخصات المدرسية في كل المواد ولكل المراحل الدراسية، وذلك على الرغم من تحذير التربويين والمختصين في الميدان من خطورة هذه الوسيلة التعليمية، لما تتسم به من اختصار في المعلومة بطريقة غير علمية وسطحية.
ويفضل أحمد جاسم طالب في المرحلة الثانوية أن يعتمد خلال مذاكرته للفصل الدراسي الثاني على فكرة الملخصات المدرسية التي اعتاد عليها الطلاب منذ سنوات وانتعشت في السنوات الأخيرة بشكل أكبر، وذلك اعتقاداً منه - على حد تعبيره - بأنها الوسيلة المنقذة من دوامة الامتحانات التي ستبدأ الشهر المقبل.
ووصف جاسم ذلك بأنه يمثل الطريقة المثلى التي قدمها لهم معلموهم في المدرسة من أجل حصد التقديرات والدرجات العالية. ولم يكن أحمد جاسم الوحيد الذي يسلك هذا النظام، بل هناك العديد من طلاب المدارس بمختلف المراحل يسيرون على هذا المنوال، ومن يتوجه إلى مكاتب توزيع الكتب أوالمكتبات سيلاحظ مئات الكتب والملخصات والمذكرات الدراسية التي تغطي مختلف المناهج الدراسية وبمختلف الأسعار ولكل المراحل الدراسية.
ولأن الميدان التعليمي غير راض عن هذه المسألة فقد انتهج عدد من مدارس المنطقة نظام التقوية بعد انتهاء الدوام المدرسي، وذلك سعياً منها إلى تركيز ومراجعة المادة الدراسية مع الطلاب، معللين السبب وراء ظهور تلك الحاجة برغبة الطلاب في الانتهاء من مراجعة المادة الدراسية في الوقت المحدد، بسبب كثافتها وطول المناهج الكبيرة المقررة عليهم.
بدوره يقول حسن محمد الشرجاوي إداري بإحدى مدارس المنطقة التعليمية إن المدرسة خصصت برنامج تقوية لطلاب المرحلة الثانوية، لكي لا يعتمدوا على نظام الملخصات الامتحانية التي هي بالأساس مادة تالفة وغير علمية، لأن معديها على حد تعبيره ليسوا بأصحاب خبرات في الميدان ولن يقدموا المفيد للطالب.
وشاركه الرأي عبيد المحرزي أخصائي اجتماعي بأن من يقوم بعمل هذه الملخصات يهدف من ورائها إلى تحقيق الكسب المادي لا التربوي التعليمي، مشيراً إلى أن السبب وراء تزايد أعدادهم وأنشطتهم هم أولياء الأمور الذين يتقبلون الفكرة بصدر رحب، باعتبارها المنقذ في الامتحانات وطريق النجاح لأبنائهم.
ولم يكن الوضع مغايراً عن الذي شرحه التربويون بالنسبة لسالم الخنزوري والد طلاب في المراحل الدراسية المختلفة أحدهم في الحلقة الثانية، والذي شجع من خلال حديثه فكرة المخلصات والمذكرات الدراسية بشكل كبير، واصفاً إياها بالنظام التعليمي الجيد، خصوصاً أنه يقدم المادة في ورقة واحدة بدلاً من أن تكون في ثلاث أوراق الأمر الذي يجعل المادة على حد تعبيره سهلة وبسيطة.
ولكن لم يكن هذا رأي ولية أمر طالبة أخرى أدانت هذه الفكرة، موضحة أنها تتبع مع أبنائها في البيت نظاماً دراسياً يخلصها من صداع الملخصات الذي كانت تلجأ له في السابق وكان يكلفها مبالغ كثيرة، مشيرة إلى أنها تنتهج حالياً أسلوب التقوية المنزلية والمراجعة الدورية للمواد وإن كان ذلك يقتطع جزءاً كبيراً من الوقت.
بالمقابل يؤكد بائعو المكاتب أن لهذه التجارة مردوداً جيداً خصوصاً الملخصات التعليمية الخاصة بمراحل الثانوية التي تختلف أسعارها باختلاف المادة والتي تبدأ بالعشرة دراهم حتى الخمسين درهماً وأكثر.
وأوضح “عماد .ص” - بائع في مكتبة: “الاقبال على المذكرات والملخصات كبير مع اقتراب موسم الامتحانات وهناك مطبوعات محددة يكون الإقبال عليها بشكل ملحوظ لما لها من نتائج إيجابية في التحصيل الدراسي والامتحانات، مشيراً إلى أن أغلب الطلاب يجمعون على أن أغلب الأسئلة تكون مشابهة تماماً لما هو موجود في الملخصات، الأمر الذي أعطى الطالب ثقة فيها.
المصدر: رأس الخيمة