تامر عبد الحميد (العين)
أطلق المجلس الوطني للإعلام برنامج دعم الفيلم الإماراتي، وذلك على هامش فعاليات مهرجان «العين السينمائي» الذي يقام في مدينة العين، ويستمر حتى 3 مايو الجاري، ويعمل على خطة استراتيجية في الفترة المقبلة لتقديم التسهيلات للأفلام المحلية، من حيث الإنتاج والتسويق والتوزيع داخل الدولة وخارجها، بهدف وضع الفيلم الإماراتي في مصاف الأفلام العربية والخليجية المنافسة.
الجلسة الحوارية التي أطلقت فيها أولى مبادرات مهرجان «العين السينمائي» في دورته الأولى، حضرها عامر سالمين المري المدير العام للمهرجان، وإبراهيم خادم مدير إدارة المحتوى الإعلامي بالمجلس الوطني للإعلام، ومحمد السلامي، رئيس قسم المصنفات الفنية بالمجلس، وممثلو توزيع أفلام في صالات عرض سينمائية، إلى جانب حضور هاني الشيباني المدير الفني للمهرجان وعلي المرزوقي مدير العلاقات العامة والإعلامية بالمهرجان.
وأكد عامر سالمين في بداية الجلسة، اعتزازه بإطلاق أول مبادرة من منصة «العين السينمائي» التي تعمل على دعم الفيلم الإماراتي وصناعه من منتجين ومخرجين، موجهاً شكره إلى المجلس الوطني للإعلام على هذه المبادرة المميزة التي ستسهم في إثراء المحتوى الفني، وستعمل على حراك سينمائي في الإمارات خصوصاً مع الدعم الوافر الذي سيحصل عليه صناع السينما من خلال استراتيجية المجلس الوطني للإعلام، وقال: يلعب «البرنامج الوطني لدعم الأفلام» دوراً مهماً في دعم الثقافة السينمائية، وطرق التعامل الصحيحة مع الموزعين في دولة الإمارات، وكيفية وضع خطة توزيعية لصناع السينما وتنفيذها.
انطلاقة حقيقية
وقال إبراهيم خادم خلال الجلسة: «العين السينمائي» مهرجان واعد، ونرى فيه نقطة انطلاقة حقيقية نحو سينما المستقبل، وكل مشارب الفن، فهناك بعض المهرجانات الصغيرة، لكنها تحمل أفكاراً كبيرة، فنحن نؤمن بالشباب الواعد، من مخرجين ومنتجين ومؤلفين وممثلين، وسنعمل على توفير كل الدعم لهم من أجل إيجاد أعمال فنية سينمائية على أعلى مستوى، وهذا ما يتفق مع أهداف «العين السينمائي» في دعم الشباب والفيلم الإماراتي والخليجي. وأكد أن مبادرة البرنامج الوطني لدعم الفيلم الإماراتي، تعنى بشكل مباشر بإنتاج الفيلم وطرق تسهيل وتسويق عرضه في صالات السينما الإماراتية، وذلك من أجل تحريك المياه الراكدة، وإعادة إحياء الحراك الثقافي والفني، إدخال الأفلام الإماراتية في مصاف الأفلام العالمية، خصوصاً أن الفيلم الإماراتي حقق نجاحاً تجارياً في الفترة الأخيرة، حاصداً إيرادات في شباك التذاكر.
دور أكبر
أما محمد السلامي، رئيس قسم المصنفات الفنية، فقال: أشكر «العين السينمائي» على إتاحة الفرصة لنا بأن نكون جزءاً من هذا المهرجان المميز، ونطلق هذه المبادرة تحت ظل منصته ونسخته الأولى، لدعم الأفلام والمنتجين والمخرجين، ودورنا الأكبر والأهم من خلال المجس الوطني للإعلام في عملية توزيع الفيلم في صالات العرض الإماراتية.
حلقة مفقودة
وأشار إلى أن هناك حلقة تواصل مفقودة بين صناع الأفلام وإيصال الفيلم لصالات العرض، لذلك فقد عقدنا جلسات عمل مع أصحاب دور العرض والموزعين والمنتجين، لمناقشة كيفية التواصل فيما بيننا، وضرورة إطلاق البرنامج الوطني لدعم الأفلام، وقال: يعمل البرنامج على 3 مراحل، تبدأ بمرحلة إنتاج الأفلام، ووصول الفيلم إلى المجلس الوطني للإعلام، ومن ثم توزيع الفيلم لعرضه في صالات السينما، كاشفاً عن شراكة بين المجلس الوطني للإعلام ومدينة دبي للإنتاج، التي نفذت في عام 2018، مجموعة من الورش التدريبية المتخصصة في مجالات ومراحل الإنتاج السينمائي والفني، مثل الكتابة والإضاءة والإخراج، على أن يتم الإطلاق الرسمي لهذه الشراكة في العام الجاري، والتي تهدف لرفع مستوى الأعمال الفنية الإماراتية.
وأوضح أن دور المجلس مستعرضاً نماذج للأفلام التي تم دعمها من قبل المجلس الوطني للإعلام، واستطاعت أن تحقق نسب مشاهدة مرتفعة بناء على مقارنة الأرقام والنسب في أعوام 2017، 2018، 2019، من بينها فيلم «العم الناجي» الذي حقق 37 ألف مشاهدة، و»عوار قلب» الذي حقق 80 ألف مشاهدة، إضافة إلى أفلام أخرى حقق نسبة مشاهدة عالية مثل «عاشق عموري» و»علي وعليا» و»فريج الطيبين» و»كيمرة».
عرض سعودي
وكشف السلامي عن تنسيق بين المجلس الوطني للإعلام من جهة وبين هيئة العامة للترفيه في السعودية - قسم المرئي والسمعي - من جهة أخرى للقيام بخطوات جادة لدعم توزيع الفيلم الإماراتي في السعودية، في ظل الخطوات الجادة التي تتخذها المملكة في هذا المجال، وكانت البداية بتوزيع الفيلم الإماراتي«سفر اضطراري» للمخرج ناصر التميمي، الذي حقق نسبة مشاهدة عالية.
تقنيات حديثة
أما بالنسبة للتقنيات التكنولوجية الحديثة و«التطبيقات الإلكترونية»و «القرصنة»التي أصبحت تؤثر بشكل أو بأخر على السينما، قال روني ميتري موزع أفلام: بالنسبة لـ»التطبيقات الإلكترونية»اعتقد أنها لا تؤثر على حضور السينما، خصوصاً أن الذهاب إلى صالات العرض نمط حياتي، فتقنيات السينما وخدماتها تختلف تماماً عن مشاهدة الفيلم في أجهزة لوحية أو شاشة تلفزيونية، أما بالنسبة لحماية الملكية الفكرية والقرصنة، أكد روني أن منطقة الخليج أقل تأثراً في عملية القرصنة التي تتسبب في خسائر فادحة لصناع السينما وصالات العرض.
أرباح صالات العرض
حول نسبة الأرباح الكبيرة التي تفرضها دور العرض السينمائي على منتج الفيلم، والتي تمثل تحديا آخر وعائقاً لصناع الأفلام، قالت ديبي ستانفورد، الرئيس التنفيذي لـ «نوفو سينما» إن نسب الأرباح المتعارف عليها في صالات العرض، تتراوح بين 50% لدور العرض ومثلها للمنتج، بالنسبة للفيلم البوليودي أو الإماراتي، أما الفيلم الهوليودي فتتراوح النسبة بين 60% لدار العرض و40% للمنتج، ويرجع الأمر هنا إلى طبيعة الفيلم نفسه، ونجاحه في دور العرض، حيث من الممكن تغيير نسبة الأرباح بين فترة وأخرى، لافتة إلى أن الدعم المقدم للفيلم الإماراتي من قبل صالة العرض يتمثل في إمكانية عرضه لأكثر من أسبوعين، وفي أوقات عرض مميزة، إلى جانب تنفيذ عروض خاصة لها.