عدد اليوم
سمر إبراهيم (القاهرة، الخرطوم)
قال توت جاتلوك، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية،عقب لقاء مع رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان إنه أبلغ الأخير دعم جنوب السودان لأمن واستقرار السودان، ودعم مطالب الشعب السوداني، وحرص جنوب السودان على استمرار واستقرار العلاقات بين البلدين لحفظ الأمن بالمنطقة. وأضاف أنه ناقش مع البرهان مصير اتفاق السلام بجنوب السودان، وأن رئيس «العسكري الانتقالي» أكد له التزام السودان برعاية ودعم اتفاق السلام بدولتنا، ومواصلة كل الإجراءات كما كانت قبل عزل البشير. وقال إن منح القمة الأفريقية التشاورية 3 أشهر للمجلس العسكري الانتقالي في السودان لترتيب الأوضاع الداخلية كان بهدف منح الوقت للمجلس لاستكمال مشاوراته مع القوى السياسية بشأن كيفية نقل السلطة، وإتاحة فرصة له للعمل مع كل الأطراف بالبلاد، فضلاً عن إتاحة الفرصة لإبرام اتفاقيات سلام مع الجماعات المسلحة وكافة أطراف النزاع في السودان. وقال جاتلوك، الذي يتولى رئاسة لجنة ما قبل الفترة الانتقالية في جنوب السودان لـ«الاتحاد» إن الجيش السوداني انحاز للشعب ولكن أمامه مهمة رئيسة هي ضمان الاستقرار حتى تسليم السلطة لقوى مدنية وإجراء انتخابات عقب عامين، يتم من خلالها اختيار الرئيس القادم للسودان.
وحول مصير اتفاق السلام في بلاده، قال جاتلوك إن القيادة السياسية في جنوب السودان تُصر على تنفيذ اتفاق السلام الشامل، لتحقيق الاستقرار في الجنوب، مضيفاً أن عزل الرئيس السوداني السابق لن يؤثر على اتفاق السلام .
وكشف جاتلوك لـ«الاتحاد» عن أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيزور السودان قريبا للاجتماع مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي والقيادات السياسية في الخرطوم.
وبشأن التطورات في جنوب السودان، قال جاتلوك إن المشاورات بين القيادات السياسية والجماعات الموقعة على اتفاق السلام مازالت مستمرة لاختيار الحكومة الجديدة التي تتشكل من 30 وزيراً يمثلون كافة الأحزاب والحركات المسلحة وغير المسلحة وإن نسبة المرأة في الحكومة لن تقل عن 40%.
وأوضح جاتلوك أن هناك آراء ترجح تمديد مدة فترة ما قبل الفترة الانتقالية، إلى شهرين آخرين، حتى تلتئم جميع الترتيبات بين الحكومة والقوى السياسية على تشكيل الحكومة، والترتيبات الأمنية في البلاد، وأنه سيعقد اجتماعا خلال أيام لحسم هذا الأمر، بناء على المشاورات مع القيادة السياسية في جنوب السودان.وأضاف أن رئيس جنوب السودان سيعلن قريباً حل الحكومة الحالية، وإعلان تشكيل الحكومة الجديدة، والذي يتزامن مع انتهاء فترة ما قبل الفترة الانتقالية، وبدء الفترة الانتقالية في البلاد، وتنصيب الـ 5 نواب للرئيس، وتعيين رياك مشار، زعيم المعارضة المسلحة، نائباً أول للرئيس. وقال مستشار رئيس جنوب السودان إن رياك مشار سيعود إلى جوبا خلال شهر مايو الحالي مع إعلان تنصيبه نائباً للرئيس.
وعن إجراءات دمج قوات الجيش الشعبي مع قوات المعارضة لتكوين «الجيش الشعبي الموحد»، أوضح جاتلوك أنه تم البدء بالفعل في تجميع قوات المعارضة المسلحة، مع قوات الجيش الشعبي بالمعسكرات الوطنية (التجميع الأول) بهدف الانتهاء من تجميعهم بشكل كامل في صفوف موحدة لتكوين الجيش، وفي المرحلة الراهنة سيتم توزيعهم على معسكرات التدريب، ومن ثم توزيعهم على جميع المناطق في البلاد، وسيتم إعلان الانتهاء من ذلك الدمج مع إعلان انتهاء فترة ما قبل الفترة الانتقالية.
ورداً على اتهامات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، بشأن تعدي قوات الجيش الشعبي على النساء والأطفال سواء بالقتل أو انتهاكات جنسية، قال مستشار رئيس جنوب السودان إن المنظمات الدولية عليها أولاً التأكد من مصادر معلوماتها عن تلك الأحداث، فالمرأة لها قيمة كبيرة في جنوب السودان، فهي «ثروة» بالنسبة لنا، ونقدرها ونقدر كيانها، وما حدث قبل ذلك تصرفات «فردية» وأجرينا تحقيقات موسعة في تلك الأحداث، ونحن نقدر مواطنينا وأولويتنا أمنهم وسلامهم.
ورجح مستشار رئيس جنوب السودان أن تلعب القاهرة دوراً كوسيط بين جوبا وواشنطن لرفع العقوبات عن بلاده. وقال: إن تنفيذ اتفاق السلام في بلاده يحتاج إلى دعم شديد للغاية من كل الأطراف الإقليمية والدولية أيضاً، موضحاً أن عقبات تنفيذ عملية السلام، تتركز على الانتهاء من الترتيبات الأمنية الخاصة بتجميع ودمج جميع قوات المعارضة المسلحة مع قوات الجيش الشعبي، ومن ثم تدريب تلك القوات لتكوين «الجيش الشعبي الموحد»، ولكن كل هذه الخطوات تحتاج إلى إجراءات جادة كثيرة، وميزانية ضخمة، وإمكانيات عسكرية أيضاً، والحكومة تتعهد بإنجاز ذلك، ونرحب بكل الدول الداعمة وغير الداعمة لنا، ودورنا في اللجنة هو تذليل تلك العقبات، واتفاق السلام في المرحلة الراهنة أفضل من أي وقت سبق، وكل يوم نحقق إنجازا جديدا، وهذا أكبر مشروع لرئيس جنوب السودان والدولة تسعى لتنفيذه بكل الوسائل والآليات، لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة أيضا.
