17 مارس 2012
خوله علي (دبي) - تعرف زوار قرية ملتقى العائلة في دبي على فنون التواصل وفهم الآخر من خلال إيماءاته الجسدية، من خلال دورة قدمها مؤخراً مدرب تطوير الكوادر البشرية سهيل البستكي، أكد خلالها أن لغة الجسد خمسة أضعاف اللغة المنطوقة.
وحول مفهوم هذا الفن قال البستكي إن لغة الجسد هي التخاطب والتواصل بين الناس، وتتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز، لا عن طريق الكلام واللسان، وقد عرف للمرة الأولى عام 1970، بشكله المعروف لدينا حالياً، وذلك عندما نشر كتاب دجوليوس فاست، أما تقنياً فيعد كتاب تشارلز داروِن “التعبير عن العواطف لدى الإنسان 1872” من أكثر الكتب تأثيراً في هذا المجال والأول، الذي تطرق لعلم لغة الجسد ولو بشكل مبدئي، مشيراً إلى أن تشارلي شابلن وغيره مثال لرواد مهارات الاتصال.
وأوضح أن أهم إيماءاتها تعبيرات الوجه وحركة العينين والحاجبين واتجاه وطريقة النظر وحركات وضع اليدين والكفين ووضع الرأس ووضع الأرجل، ووضع الشفاه والفم واللسان، أي كل ما يصدر من حركة في جسد المرء بشكل عام، وكل إشارة أو إيماءة إنما ترمز لمعانٍ مختلفة تعتمد على الزمان والمكان اللذين حدثت فيهما الإيماءة أو الإشارة، فكما أنه لا يمكننا تفسير الكلمة من دون أن توضع في جملة في حال التواصل اللفظي، فإنه لا يمكننا تفسير الإيماءة أو الإشارة بمعزل عن بقية الإشارات التي تصدر من الشخص.
وبين البستكي أنه لتفسير الإيماءة أو الإشارة نحتاج إلى تكوين مجموعة تحتوي على ثلاث إيماءات على أقل تقدير، كالجملة التي تحتوي على ثلاث كلمات لفهم معناها، مشيراً إلى أنه بشكل عام توجد ثلاثة قواعد رئيسية للقراءة الدقيقة وهي: قراءة الإيماءات في مجموعات، وقراءة الإيماءات في سياقها، أي وضع البيئة التي حصلت فيها تلك الإيماءة بعين الاعتبار، والبحث عن الانسجام بين اللغة المنطوقة وغير المنطوقة.
وقال إنه عادة ما تكمن أهمية لغة الجسد في أنها ذات تأثير قوي، أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات، حيث ثبت علمياً من خلال دراسة قام بها متخصص في علم النفس يدعى ألبرت ميهرابينتشير، أن التأثير الكلي للرسالة يتحقق من خلال، الشق اللفظي “اختيارنا للكلمات” بنسبة 7% فقط،، و38% للشق الصوتي”نبرة الصوت، المقامات”، بينما 55% للشق غير اللفظي”الحركي، لغة الجسد”.
وذكر مدرب تطوير الكوادر البشرية أن أهم أهداف دراسة لغة الجسد، فهم الآخرين بشكل أفضل، وقراءة أفكارهم، والحصول على ردود الأفعال، إلى جانب جعل الحياة أسهل، لأن فهم طبيعة الأشياء يجعل التعايش معها أسهل بكثير.
وحول إمكانية وجود اختلاف في حركة الجسد بين المرأة والرجل يرى البستكي أنه لا توجد أي فروق في الإيماءات بين الرجل والمرأة، إلا أن المرأة أشد ملاحظة للغة الجسد من الرجل، فهي تعير اهتماماً بالغاً في قراءة الآخرين، لا سيما المقربين منها، كما أنها تمتلك ما بين 14 إلى 16 منطقة بالمخ لتقييم سلوك الآخرين، مقارنة بـ4 إلى 6 مناطق للرجال، بالتالي تستطيع المرأة التنقل بين موضوعات عدة غير متصلة في الوقت نفسه، بينما يفقد الرجل تسلسل المواضيع.
وقال البستكي: “يستحيل تزييف لغة الجسد نظراً لعدم سيطرتنا على الأمور الدقيقة جداً والخارجة عن إرادتنا، فمثلاً لا يمكننا السيطرة على نبضاتنا، ولا دقات قلوبنا، ومن هنا يمكننا القول إن تزييف لغة الجسد أمر مستحيل حتى بالنسبة للمتمرسين، حيث إن المتمكن من قراءة لغة الجسد بإمكانه اكتشاف الأمور التي قد لا تتناغم مع مثيلاتها في الوضع الطبيعي”.
وفي ختام الدورة أكد الحاضرون أن قرية ملتقى العائلة واحة ثرية بالفعاليات الترفيهية والتثقيفية، ووجهة مثالية للأسر الباحثة عن كل ما قد يثري احتياجاتها النفسية والاجتماعية والمعرفية، من خلال ما تقدم على منصة القرية من محاضرات دينية، ودورات برمجة لتنمية القدرات الحسية والسيطرة على الانفعالات والسلوك بطريقة ممنهجة وأكثر اتزاناً.