8 مايو 2010 20:37
“عكيد” باب الحارة أبو شهاب، يعود في رمضان القادم، ليطل على المشاهدين ليس من باب الحارة أو بلباسه العربي المعروف، وإنما متنكراً وراء مقود “تاكسي خدمة” من خلال شخصية “أبو جانتي ـ ملك التاكسي”، وفي مسلسل كوميدي اجتماعي يحاكي مشكلات وهموم الناس، من خلال ما يتعرض له سائق التاكسي، وما يسمعه من أحاديث الناس، وما يراه من مشاهد يومياً.
هكذا ولدت الفكرة
سامر المصري “أبو شهاب” كان قدم شخصية “أبو جانتي” في لوحة من لوحات الجزء الثالث من “بقعة ضوء”، ورغم أن مدة اللوحة لم تتجاوز (15) دقيقة، إلا أنها أحدثت صدى واسعاً، وحققت نجاحاً كبيراً. ومنذ ذلك الوقت وسامر يفكر بإغناء تلك الشخصية، واستثمارها في مسلسل كوميدي طويل، وقد عمل على هذه الفكرة بالتعاون مع الكاتب “رازي وردة”، وطوال عامين من الكتابة والحذف والإصرار على أن يكون العمل أكثر جمالية وواقعية وكوميدية، توصل إلى سيناريو أقنعه، ليكون مسلسلاً كوميدياً طويلاً من ثلاثين حلقة منفصلة ومتصلة، تصدى لإخراجها محمد زهير قنوع، أما الإنتاج فهو لصالح قناة روتانا خليجية، حيث سيعرض على شاشتها حصرياً في رمضان القادم.
بدون صدرية وشروال
يراهن سامر المصري على أن شخصية “أبو شهاب” التي أحبها الجمهور وهي ترتدي اللباس العربي “الشروال والصدرية والميتان” يمكن أن تكون موجودة في لباس سائق التاكسي، فأبو جانتي الذي يلعب دوره سامر هو نموذج لشخصية تتصف بالشهامة والرجولة وطيبة القلب والاندفاع بعفوية لمساعدة الآخرين ونجدتهم، دون النظر لأية مصلحة شخصية، أو توقع أية منفعة، إضافة إلى كونه يجد نفسه، ومن خلال شخصية سائق التاكسي مدفوعاً لتقديم مساعدات كثيرة للآخرين، ولاسيما أنه يتمتع بمهارات عديدة في أمور الحياة اليومية. وهكذا، فإن سامر المصري يجرد العكيد أبا شهاب من لباسه العربي، لكنه يأخذه معه بكل صفاته الإنسانية المحبوبة، ليقود التاكسي، ويتعامل مع الركاب بذات النفسية والأريحية والشهامة، بحيث يتراءى للمشاهد أن العكيد أبا شهاب قد تنكر بثياب هذا السائق!. وبعد أن خرج من باب الحارة، فإنه يجوب شوارع دمشق، ليكشف عن قصص وحكايا وهموم الناس، بينما “جومانا مراد” لا تزال تنتظره في البيت داخل الحارة!.
سائحو الخليج
وهنا يوظف سامر نجومية أبي شهاب في خدمة شخصية أبي جانتي، ليضيف إليها أبعاداً أخرى كوميدية واجتماعية تتصل بطبيعة مهنة “سائق التاكسي”، ومنها تجاذب الحديث مع الركاب الذين ينتمون إلى شرائح مختلفة من المجتمع، فبينهم الفقير صاحب الهموم، والغني صاحب المشكلات، ومنهم العجوز والفتى والصبية والعازبة والمتزوجة، وهؤلاء سيثيرون مع “أبي جانتي” قصصاً عديدة، تكشف عن أزمات ومشكلات اجتماعية وشخصية على أرضية كوميدية، وفي كل حلقة من حلقات العمل الثلاثين سيطلع المشاهد على حكاية أو أكثر من واقع الناس ومعاناتهم، وسيكون “أبو جانتي ـ ملك التكسي” هو المحور المتلقي لهذه الحكايا في إطار درامي فاعل.
كما أن سلوك السائقين ولغتهم الخاصة ومحاولة استغلالهم للركاب من ناحية الأجر، وعدم تقيدهم بما يسجله عداد الأجرة، وإصرارهم على التوجه إلى مناطق معينة دون سواها من الشوارع المزدحمة، والمشكلات التي يثيرونها مع الركاب، ستشكل إضافات تحمل مفارقات كثيرة في هذا العمل الكوميدي، وسيكون للمصطافين الخليجيين حضور في هذا المسلسل، ولاسيما أولئك الذين يسافرون بالطائرة، ويضطرون لاستخدام سيارات التاكسي لتنقلاتهم، إذ أن معظم سائقي التاكسي يفضلونهم على المواطن السوري العادي، طمعاً في أجر مضاعف، أو إكرامية إضافية يدفعها المصطاف لهؤلاء السائقين، مما يترك المواطن السوري يقف لوقت غير قصير، دون أن تتوفر له سيارة أجرة تنقله إل مقصده!.
نجوم وشخصيات
إضافة إلى نجم العمل سامر المصري، يضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية في مقدمتهم خالد تاجا الذي سيلعب دور شخصية رئيسية، ومنى واصف التي ستجسد شخصية والدة “أبي جانتي”، وسيؤدي نجوم الكوميديا أيمن رضا وأندريه سكاف وفادي صبيح شخصيات أبو ليلى وعماد وأنور، بينما تلعب تاج حيدر دور أخت أبي جانتي، إضافة إلى شكران مرتجى ومحمد قنوع. كما سيشارك في العمل عدد من الفنانين الخليجيين الذين سيلعبون أدوار المصطافين العرب الخليجيين.
ويعتبر المخرج زهير قنوع أن المسلسل يتناول قصصاً يومية بسيطة ومواقف كوميدية واقعية تهدف إلى تقديم المتعة والترفيه من خلال سائق التاكسي وما يصادفه من حكايات وهموم الناس.
ورغم أن “أبو جانتي” ملك التاكسي هو العمل الكوميدي الأول لقنوع، إلا أنه يعتقد أن إضحاك الناس ليس أمراً سهلاً، ولاسيما عندما نقدم لهم موضوعات تلامس حياتهم اليومية، ويلاحظ قنوع أن الشخصيات التي يلعبها أندريه سكاف “دهّان” وفادي صبيح “حارس مرمى” وأيمن رضا وشكران مرتجى ستكشف عن مشكلات عديدة تعاني منها شرائح المجتمع، كالبطالة والبيروقراطية وغيرها مما يصادف المواطن في حياته اليومية.
رهان أبو شهاب
بعد أن تألقت نجومية سامر المصري في شخصية “أبو شهاب” فإنه اليوم يراهن على مسلسله الكوميدي “أبو جانتي ملك التاكسي”، ويعتبر أنه يحقق معادلة نجاح شخصية “العكيد” في باب الحارة مع “أبو جانتي” الذي خرج من أبوابها ليختلط بالناس، فيستمع إليهم ويحدثهم، ويقدم لهم كل مساعدة ممكنة في إطار كوميدي اجتماعي.
ومع دخوله في هذه الشخصية الجديدة، فإن المراقب يقف عند أهم الشخصيات التي لعبها في مسيرته الفنية كشخصية “عمر حمد” في أخوة التراب، والأمير دياب في “حرب البسوس”، والأدوار المميزة التي لعبها في عشرات المسلسلات كجواد الليل والطويبي وخالد بن الوليد وحاجز الصمت وسواها من الأعمال الناجحة، لنكتشف أن رهان “أبي شهاب” لا بد أن يكون رهاناً صائباً وناجحاً. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يظل سكان “باب الحارة” ينتظرونه!. وهل ستواصل شريفة “جومانة مراد” ذلك؟ أم أنها ستهرع إلى شوارع دمشق لتركب في تاكسي “أبو جانتي” لتجد أبا شهاب متنكراً في شخصية أخرى؟!
المصدر: دمشق