كريمة تشارك الناس همومهم في رمضان

ماجدة زكي: الرجل يسيطر على فن الإضحاك والكوميديانات يبحثن عن فرصة ماجدة زكي فنانة تلقائية ولا تشعرك بأنها تُمثل، فهي الطيّبة بنت البلد الكريمة، تتعايش مع دورها وكأنها صاحبته الحقيقية.. فهي تستطيع أن تخطف قلب وعين المشاهد بأدائها البسيط الذي يكاد يقترب من أداء أي سيدة عربية في حياتها اليومية.. لا تأخذها النجاحات ولا يرهقها البعد عن الشاشة، وهي زوجة وأم وإنسانة وفنانة تأخذك إلى عالم من الفن الجميل وعلى شاشة أبوظبي الإمارات تطل على المشاهدين من خلال مسلسل «كريمة كريمة» لترسم من خلاله البسمة على وجوه الصائمين. التقينا بها فكان هذا الحوار.. السبب في ابتعادك عن الشاشة لمدة عامين؟ ابتعادي كان لأسباب عديدة أهمها أنني لم أجد العمل الجيد الذي أعود به بعد الأعمال التي حققت نجاحات في الفترة الأخيرة، وعندما عرض علي مسلسل» كريمة كريمة « وافقت وقلت يكفي غياباً، خاصة أن هذا المسلسل توافرت له كل مقومات النجاح من تأليف وإنتاج سخي. ودائما شرطي لقبول أي عمل جديد هو أن يكون النص جيداً والمجموعة المشاركة جيدة. شديدة البخل ما هي ملامح شخصية كريمة التي تؤدينها في المسلسل؟ تدور الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي من خلال سيدة تعيش في أحد الأحياء الشعبية اسمها «كريمة « وهي اسم ليس على مسمى إطلاقاً فهي سيدة شديدة البخل، وفجأة يتوفى زوجها وترث ثروة كبيرة جداً، وتنقلب حياتها رأساً على عقب فتنتقل من حياة الجحور إلى حياة القصور، ولكن تظل على طبعها من البخل الشديد بل وتزداد صفتها بعد أن تصبح سيدة أعمال ويصبح ما يعنيها فقط هو جمع المال، وتتوالى الأحداث والمفارقات في إطار كوميدي اجتماعي. * المسلسل ينتمي لنوع الكوميديا الخفيفة التي أصبحت تركزين عليها أخيرا فهل تجدين نفسك في هذا النوع من الأعمال دون غيرها؟ بالفعل أجد نفسي في هذه النوعية من الدراما، ولكن أنا لا أقدم الكوميديا التي تعتمد على «الإفيه» أو النكتة ولكن الكوميديا الاجتماعية التي تناقش قضايا المجتمع ؛ وليس معنى أنني أهوى تقديم الكوميديا أنني لا أفضل الأنواع الأخرى، بل على العكس أعشق التراجيديا وأجد نفسي ممثلة تراجيدية أكثر من كوني كوميديانة! قلة عدد الكوميديانات في ظل السيطرة الرجالية على الكوميديا في العالم العربي كيف تستطيع ماجدة زكي أن تصنع شخصيتها المستقلة، وهل تعتقدين أن الجمهور يتقبل الكوميديا التي تطرحها النساء؟ نعترف أن الكوميديا التي تعتمد على المرأة قليلة جداً ولا يوجد كتاب يكتبون أعمالا كوميدية نسائية إلا نادراً جدا، لذلك أواجه صعوبات في العثور على نص كوميدي مناسب لي واحيانا أغيب عن الشاشة عامين متتاليين لانني لا أجد النص المناسب، وقلة النصوص الكوميدية التي تكون فيها البطولة للنساء سببها قلة عدد الكوميديانات سواء في مصر أو في الوطن العربي، والجمهور يتقبل الكوميديا من المرأة في بعض الأحيان أكثر من الرجل ! ? الملاحظ مشاركة مي كساب ورجاء الجداوي في المسلسل، هل كان اختيارهما بناء على نجاح مسلسل تامر وشوقية؟ ربما يكون ذلك أحد الأسباب، ولكن مي كساب ورجاء الجداوي كوميديانات بالفطرة ويتمتعن بخفة ظل كبيرة جداً، وأعتقد أن اختيارهما للمشاركة في المسلسل ليس بسبب نجاح «تامر وشوقية» فقط بل لأنهما الأنسب في الشخصيات التي يقدمانها في الأحداث. مباراة لصالح المشاهد ماذا تتوقعين رد فعل الجمهور على مسلسل «كريمة كريمة» حين عرضه في رمضان المقبل؟ أتمنى أن يلقى هذا المسلسل النجاح نفسه الذي تحقق لأعمالي الكوميدية السابقة مثل «حارة العوانس» و»أحلامك أوامر» وأعدهم أنهم سيشاهدون وجبة كوميدية رائعة ومباراة بيني وبين مي كساب، وهي بالتأكيد ستكون في صالح المشاهد. هل تتدخلين في السيناريو بإضافة أو حذف بعض عبارات لا تكون ضمن سياق النص؟ هذا لا يحدث بصورة مباشرة أو صادمة ولكن عندما استعد للشخصية التي أقدمها أرسم لها شكلاً خارجياً وطريقة أداء وببعض المفردات التي قد لا تكون موجودة في السيناريو .. فأنا لا أتدخل في الدور، بل أضيف تفاصيلي الصغيرة للشخصية. البعض ينتقد تقديمك لشخصيات متشابهة في عدد من أعمالك الأخيرة .. ما رأيك؟ لا أكرر نفسي كممثلة، ولكن اعترف بأنني في قرارة نفسي أتمنى أن أكون ممثلة مختلفة في شخصياتي، ولكن الأمر ليس بيدي فلم يأتيني النص الذي يجعلني أوافق عليه وأبدو من خلاله مختلفة، أود فعلاً الابتعاد عن الشخصية المعتادة لبنت البلد، أو أن أكون شريرة مثلا، لكن الشريرة التي دفعتها الظروف لأن تكون شريرة. قريبة من الناس في اعتقادك ما هي العوامل التي ساعدتك على نجاحك في أدوارك التليفزيونية وتميزها وتعلق الجمهور بها؟ التوفيق من عند الله، علاوة على أنني أحاول أن أبقى بسيطة وقريبة من الناس وحبي في أن أعمل شخصية رأيتها من قبل وأحسست بها ولو في خيالي. ? ما هو مفهوم البطولة بالنسبة لك؟ تعني أن الجمهور يتناسى اسم ماجدة زكي أثناء عرض العمل ولا يكون في ذهنه سوى اسم الشخصية التي أجسدها.. ويظلون منتظرين كل مشهد أظهر فيه، وهذا ما حدث مع» أمينة» في عائلة الحاج متولي، ومع» نحمده» في الرجل الآخر، ومع «مهجة «في عباس الأبيض في اليوم الأسود، وباقي الشخصيات التي قدمتها مؤخراً. ما هو الدور الذي تعتبرينه نقلة في حياتك؟ دور «أمينة» في مسلسل عائلة الحاج متولي. لأنني شعرت بأن هذا الدور جديد ولم أقدمه من قبل كما أنني أظهرت فيه كل مواهبي الفنية لأنه دور صعب جدًا على أي فنانة.. فأنا جسدت دور امرأة تحب زوجات زوجها وأظن أن هذا دور صعب جدًا ويحتاج إلى قدرة تمثيلية كبيرة. والحمد لله أشاد النقاد والجمهور بهذا الدور وحتى الآن يحب الجمهور أن يشاهد شخصية أمينة دون أن يشعر بأي ملل. شرط العودة وأين أنت من السينما الآن؟ قدمت 6 أفلام منهم الشرف و كلام في الممنوع و الإرهاب والكباب.. وكلها أفلام حصلت على جوائز سينمائية في العديد من المهرجانات، لهذا عندما أفكر في الاشتراك في أي عمل سينمائي جديد يجب أن يكون على المستوى نفسه الذي قدمته من قبل، وأستطيع من خلاله الحصول على جوائز مثل التي حصلت عليها.. وأنا مستعدة للرجوع للسينما مرة أخرى بشرط أن يكون السيناريو والشخصية التي أجسدها على مستوى عال فنيًا.. فالجمهور يدفع ثمن تذكرة السينما لكي يشاهد فيلمًا راقيًا ذا مضمون هادف يستمتع به ولذلك فعليّ أن أكون حريصة على إمتاع هذا الجمهور.. ثروة درامية وصلة رحم حول قضائها ليومها في رمضان تقول ماجدة: مثلي مثل أي امرأة.. فرمضان بالنسبة لي شهر للعبادات والتقرب إلى الله وأنا دائمًا أحرص على تحضير الإفطار بنفسي كل يوم حتى أفطر مع زوجي وأولادي.. بعدها أتابع التليفزيون وما يعرض فيه من أعمال لأن هذا الشهر يعتبر ثروة درامية كبرى، وأنا أحب هذا الشهر وأتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.. فهو شهر تجمع الأصحاب والأقارب وقد اعتدت على زيارة أقاربي وأصحابي في هذه الأيام المباركة، لأنني لا أستطيع القيام بمثل هذه الزيارات في الأيام العادية لظروف التصوير التي أخذت مني فترات طويلة وتشغل معظم أوقاتي.