اشتعال نيران أسعار الفحم الحجري

من المتوقع أن تدفع شركات صناعة الحديد أسعاراً باهظة جداً في النصف الثاني من العام الجاري للحصول على الفحم الحجري وذلك في أعقاب حوادث الفيضانات التي اجتاحت استراليا أكبر مصدر للسلعة في العالم. كما من المنتظر أن تضيف الزيادة الكبيرة في الأسعار والتي تمت مناقشتها من خلال عقود الشراء، المزيد من ضغوط التضخم في قطاع الحديد الذي تأثر بالفعل جراء الارتفاع الكبير في أسعار الحديد الخام. وفرغت مجموعة “أنجلو أميركان” واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال تعدين الفحم الحجري في العالم، من إبرام العقود الخاصة بالفترة بين ابريل إلى يونيو بسعر يصل إلى 330 دولارا للطن الواحد. ويزيد هذا السعر بنسبة 47% عن سعر الربع الأول وكذلك أكثر من السعر القياسي الذي بلغ 300 دولار للطن في العام 2008. ومنذ ذلك الوقت، تحول نظام التعاقد الخاص بهذه السلعة من الاتفاقيات السنوية إلى الربعية. كما تضيف الزيادة في أسعار الحديد إلى المخاوف الخاصة بالتضخم العالمي في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية والنفط أيضاً. ويعتبر السعر التعاقدي القياسي للفحم الحجري من أكثر العلامات وضوحاً والتي تشير إلى شح السلعة في السوق في أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت “كوينز لاند” وهي الولاية الاسترالية التي تشكل 50% من الكميات المصدرة لأسواق الفحم الحجري العالمية عبر النقل البحري. وذكر كولين هاميلتون محلل السلع لدى “ماجواير” أن فقدان الكميات المنتجة في “كوينز لاند” لفت النظر إلى ضرورة إعادة توفير الاحتياطات اللازمة من الفحم الحجري. وباستمرار زيادة إنتاج الحديد، من الطبيعي أن تبدأ شركات صناعة الحديد الشعور بالضغوط في الوقت الذي تتقلص فيه كميات المخزون وتتنامى حاجتها للمزيد من الفحم الحجري كل يوم”. ويجدر بالذكر أن كميات الفحم المدرجة في العقود التي أبرمتها “أنجلو أميركان” غير واضحة. ومع ذلك، يقول المحللون إن اتفاقية الأسعار هي بمثابة الدليل الذي يوضح مدى إدراك شركات صناعة الحديد للنقص الذي تواجهه في الفحم الحجري، مما جعل احتمال إبرام العقود الربعية بأسعار عالية أيضاً. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب