الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إشكالية تلقٍ أم أزمة وعي؟

إشكالية تلقٍ أم أزمة وعي؟
18 يونيو 2008 23:29
لم يتوقف المشهد السينمائي السعودي، وإن ظل بطيئا، حيث أخرجت هيفاء المنصور أربعة أفلام قصيرة كان بينها فيلم ''نساء بلا ظل'' لعله الأشهر من بين أفلامها، ومع أن المتلقي السعودي لا يعرف حتى الآن قاعات السينما، ويكتفي بمشاهدة هذه الافلام عبر شاشات الكمبيوتر أو التلفزيون، إلا أن ذلك لم يثن السينمائيين عن مواصلة مشوراهم، وكان فيلم ''تاكسي'' لمشعل العنزي سجّل حضورا جميلا، وعرض من خلال أمسيات في الأندية الأدبية، مع أنّ مدة عرضه لا تتجاوز 21 دقيقة· كذلك الأمر بالنسبة لفيلم ''من حولنا'' (17 دقيقة) وهو يحكي قصة شاب اسمه سمير يعيش في دوامة من الاضطراب الخيالي الناتج عن شيوع الخرافة، ويكاد الأمر نفسه ينطبق على فيلمي نضال الدمشقي ''حالم طريق'' و''حجاب''، قبل إنتاج الفيلم الروائي الطويل ''القرية المنسية'' من إخراج الأردني عبدالله أبوطالب وبطولة طاقم من الممثلين السعوديين· ظهور هذه الافلام في فترات متقاربة، وانحسار مثيلاتها في فترات أخرى من جهة أخرى، هو أمر طبيعي نتيجة لوجود متغيرات كثيرة تتصل بوعي المتلقي وثورة الاتصال الرقمي، إضافة إلى عوامل أخرى· يقول السينمائي السعودي مشعل العنزي، وهو مخرج فيلم ''الديمقراطية''، إنّ السينما السعودية بحاجة إلى مواكبة صناعة الفن السابع، من خلال الاطلاع على الإنجازات العالمية في هذا المجال، وذلك عبر ابتعاث دارسي الفن السينمائي إلى دول الغرب، كما تحتاج إلى دعم المهرجانات السينمائية السعودية، والاعتراف بها من قبل وزارة الثقافة والإعلام· أما المخرج السعودي حمزة طرزان فيشدد على أن طموحه الأول يتركز على قيام سينما محلية بالدرجة الأولى، وهو هدف لم يدركه السينمائيون السعوديون بعد· حيث ''لا توجد لدينا صناعة أفلام سينمائية، ولا أكاديميات تدرّس السينما، ولا حتى أندية يمكن للسينمائيين التجمع فيها وتبادل الآراء ومشاهدة الأفلام''· ويقول طرزان: ''تحتاج السينما في السعودية إلى جهات مؤمنة بها وبدورها، وداعمة لاعمالنا، لأن هناك طاقات بشرية كبيرة تنتظر خطوة لتحقيق أحلامها''· نتاجات خجولة من جهته يرى المخرج السينمائي السعودي محمد الصايغ أنّ غياب الأجواء الفنية الملائمة كالمهرجانات السينمائية ولجان المتابعة العائدة لشركات الإنتاج، و''تغييب'' دور النخب المتخصصة سواء على المستوى الثقافي أو الفني، قد لا يشجع الوسط الفني أو الهواة على الانجذاب إلى مشروع سينمائي (محتمل)، لهذا ''لا نرى إلا نتاجات خجولة لبعض الشباب الهواة، والذين لديهم ما يمكن تسميته ''انطلاقات'' داخلية، لا تلبث أن تُصاب بالاحباط''· ويضيف: ''لا أذيع سراً إذا قلت إنه يوجد هناك نَفَس شبابي جيد في السعودية، بدأ في تجاوز عشقه البريء للسينما نحو تشكيل هوية فنية ناجزة، وإن كانت تحبو مجازفة بدون انتظام''· وعن رأيه في الأفلام المشكّلة حتى اليوم للمشهد السينمائي السعودي، يقول الصايغ: ''شاهدت أفلاما كثيرة على المستوى المحلي لاتزال تنضوي تحت خانة الهواية، مع كل احترامي لمنفذي تلك الاعمال، وذلك لغياب أبسط بدهيات السينما، وأيضا لانعدام أي شكل من اشكال الدعم المادي من الجهات المسؤولة، فكل ما تقوم به تلك الفرق المحلية هو الاستعانة بالكاميرات والمعدات البسيطة والتي لا تتجاوز قيمتها 1% أو أقل من ميزانيات اصغر شركات الإنتاج، أضف إلى ذلك عدم وجود التسهيلات الأولية من قبل وزارة الاعلام لأولئك السينمائيين الشبان''· غياب دور العرض حول غياب دور لعرض السينما في السعودية، قال العنزي: ''لقد وقعنا في صراع بين طرفين أحدهما يبذل جهده لوجود هذه الدور، والآخر يرى فيها انحلالا وهدما لقيم اجتماعية''· ورأى أن المخرج من هذا النزاع يكون عبر إيجاد دور سينمائية متخصصة لعرض الأعمال المحلية، معتبرا أنّ ذلك يمثّل حلا وسطا بين الرأيين المتناقضين· من ناحيتة ينفي مخرج فيلم ''السينما 500 كيلو'' عبدالله آل عياف أنّ تكون الأفلام السعودية التي قدمت إلى اليوم نخبوية وتجريبية وبعيدة عن الجمهور· ويضيف: ''معظم ما قُدم من تجارب ليس بنخبوي ولا تجريبي، ولكن كون تلك التجارب لا تجد متنفساً إلا في المهرجانات التي كانت البلاد تخلو منها، فإننا نتفهم عدم وصولها للجمهور''· بشائر مشجعة وعن التجارب السابقة له يقول آل عياف: ''عندما نعلم أن تجارب الشباب بدأت قبل ثلاث سنوات تقريباً فقط، وتمكن بعضها من حصد جوائز في مسابقات ومهرجانات سينمائية، فإننا نستبشر خيراً، أما كون السواد الأعظم من هذه التجارب دون المستوى المطلوب فهو أمر طبيعي ومتوقع، خصوصاً في السنوات الأولى، وفي ظل غياب الحراك السينمائي المنظم والواعي''· هو يرى أنّ السينما السعودية تحتاج كلّ شيء، ويقول: ''لا نملك من السينما سوى شغف الشباب بها، وحاجة المجتمع الثقافية الملحة لوجودها· نحتاج الكليات والمعاهد، المهرجانات والعروض السينمائية الأسبوعية بالمراكز، ونحتاج أيضا المؤسسات الثقافية، المجلات المتخصصة في السينما كثقافة، ولا أقصد الصحف التي تنشر صور النجوم والحسناوات·
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©