السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجزائر.. سفينة "التحرير الوطني" العتيقة تواجه أمواج التغيير العاتية

الجزائر.. سفينة "التحرير الوطني" العتيقة تواجه أمواج التغيير العاتية
30 ابريل 2019 01:38

محمد إبراهيم (الجزائر)

منذ استقالة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، في الثاني من أبريل الجاري، يشهد حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري الذي كان يرأسه الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، حالة من التقلبات أشبه بالأمواج العاتية، بسبب ما اعتبره البعض تأثر صورة الحزب من سياسات بوتفليقة ونظامه على مدار 20 عاماً.
وربط كوادر الحزب، الذي يُعرف بـ«الأفلان» اختصاراً لاسمه باللغة الفرنسية، بين القيادات الجديدة التي تولت قيادة الحزب منذ أكتوبر الماضي، وبين ما حدث لبوتفليقة، معتبرين أن القيادة الجديدة لم تكن على مستوى الحدث.
الحزب الذي يحكم الجزائر منذ عام 1962، شهد في أكتوبر الماضي، حراكاً غير اعتيادي بإزاحة جمال ولد عباس (85 عاماً) من منصب الأمين العام للحزب ليحل محله معاذ بوشارب (48 عاماً) الذي تم استحداث منصب جديد له هو منسق هيئة إدارة الحزب، بديلا لمنصب الأمين العام، بالتزامن مع تعيينه رئيساً للمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الثانية في البرلمان)، بديلاً للسعيد بوحجة أحد قيادات الحزب.
ولد عباس الذي لم يعترف بإقالته وأصر على أنه مازال في منصبه، حاول قبل أسبوع أن يقلب الطاولة على بوشارب، فحصل على ترخيص من وزارة الداخلية الجزائرية، باعتباره أميناً عاماً للحزب، لعقد اجتماع استثنائي للجنة المركزية للحزب التي لا يتمتع بوشارب بعضويتها لانتخاب أمين عام جديد، وإقالة بوشارب، إلا أن اللجنة التي عقدت اجتماعها الأول يوم الثلاثاء الماضي، قررت إقالة ولد عباس وتجميد عضويته في الحزب، باعتباره أحد رموز نظام بوتفليقة الذين تم استدعاؤهم للقضاء بتهم فساد مالي.
اللجنة ذاتها قررت عقد اجتماع ثان اليوم الثلاثاء لانتخاب أمين عام جديد من بين 12 مرشحاً تقدموا للمنصب، وهم: قرشي أحمد وجمال بن حمودة وعلي صديقي ومحمد جلاب والسعيد بوحجة ومصطفى معزوزي وعبد الحميد سي عفيف والسعيد بدعيدة ومحمد جميعي وأبو الفضل بعجي وحسين خلدون وفؤاد سبوتة.
اجتماع الأسبوع الماضي الذي شهد تلاسناً حاداً بين الأعضاء، ظهرت فيه جليا رغبة أعضاء الحزب في التخلص من إرث بوتفليقة، باعتباره قد يقلل فرص الحزب في أي انتخابات قادمة ويهز صورة الحزب العتيق.
ويعقد اجتماع اليوم على مدار 14 ساعة من الثامنة صباحا حتى العاشرة ليلا بمشاركة نحو 500 من أعضاء اللجنة يمثلون كافة الولايات الجزائرية.
مصادر من الحزب قالت لـ«الاتحاد»، إن «أغلب أعضاء الحزب تفاءلوا بتولي بوشارب قيادة الحزب في أكتوبر الماضي، وربما تصور البعض أنه قد يتم الدفع به مرشحاً في الانتخابات الرئاسية بديلا لبوتفليقة». وأضافت المصادر «إلا أن موقف بوشارب المؤيد للعهدة (فترة رئاسية) الخامسة ذهب بهذا التأييد، خاصة أنه كان تأييداً فجاً ويتناسى الأمر الواقع بأن الرجل (بوتفليقة) مريض». وقاد بوشارب في شهري فبراير ومارس الماضيين عدة تجمعات انتخابية مؤيدة لترشح بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، وقال في إحداها «إلى دعاة التغيير أقول لهم صح النوم وأحلام سعيدة»، وهو التصريح الذي استفز الكثيرين، خاصة أنه تزامن مع الحراك الشعبي.
المحلل السياسي علي داسة قال لـ«الاتحاد»، إن «اجتماع اليوم سيحسم بشكل كبير الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير، الذي ينتظره عدة مهام عاجلة ومهمة». وأوضح أن أولى هذه المهام التخلص من القيادات الحزبية المتورطة في قضايا فساد، خاصة ممن تولوا مناصب وزارية في عهد بوتفليقة، وثانيتها الدفع بدماء جديدة من الشباب في عروق الحزب الذي بات يعاني من الشيخوخة.
وقال «أعمار قيادات الحزب تجاوزت السبعين والثمانين، وهذا لا يلائم الفترة الحالية، الشارع تكلم وحزب «الأفلان» من الشارع ويجب أن يستمع لصوت الشباب في الشارع». وأضاف: «يرتبط حزب جبهة التحرير لدى الشعب الجزائري بثورة التحرير وليس مقبولاً أن ينتهي به الأمر منبوذاً أو يتم إقصاؤه من الحياة السياسية»، مشيراً إلى أن الفترة القادمة تحتاج مشاركة كل الأطياف السياسية الجزائرية من أجل بناء ديمقراطية حقيقية.
وكان حزب «الأفلان» يمثل الجناح السياسي لجيش التحرير الوطني قبل الاستقلال، وبدأ نشاطه بشكل سري قبل اندلاع الثورة في 1 نوفمبر 1954 وتنص المادة الأولى من اللائحة الداخلية للحزب على أنه تنظيم سياسي وطني ديمقراطي مبني على أسس ومبادئ بيان أول نوفمبر 1954 وثورته الخالدة. شعاره «بالشعب وللشعب» يستمد مرجعيته من الرصيد التاريخي للحركة الوطنية ومن مواثيقه ونصوصه الأساسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©