عدد اليوم
رشا العزاوي، وكالات (أبوظبي، عواصم)
توعدت الإدارة الأميركية أمس بنظام عقوبات يجعل التعامل مع إيران مكلفاً جداً. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو خلال لقاء حول السياسة الخارجية «إن إيران تدعم المليشيات لزعزعة أمن العراق، وتتدخل في شؤون لبنان وتقود الحرب في اليمن، فالحوثيون يواصلون رفض كل الاتفاقات ويطلقون الصواريخ نحو السعودية التي لديها الحق في الدفاع عن مواطنيها»، وأضاف «قبل عام حدّدنا 12 أمراً على إيران أن تقوم بها».
ولفت بومبيو إلى إجراء محادثات مع الصين بشأن العقوبات على إيران. وأعرب عن ثقته بأن محادثات التجارة بين البلدين لن تتأثر بإنهاء إعفاءات النفط الإيراني، وقال «أثق بأن محادثات التجارة ستتواصل وتمضي في مسارها الطبيعي، والولايات المتحدة ستضمن تلقي سوق النفط العالمية إمدادات كافية حين تُلغى الإعفاءات الممنوحة لمستوردي النفط الإيراني في 2 مايو». وحذر الدول والشركات من أنها سترتكب خطأ باهظا إذا انتهكت العقوبات باستيراد النفط الإيراني بعد الأربعاء، وقال «بالنسبة للشركات التي ستنتهك العقوبات.. سنلاحقها وسنضمن محاسبتها على الانتهاكات التي ارتكبتها».
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لـ»فوكس نيوز» عن استياء حلفاء الولايات المتحدة من قرار إنهاء استثناءات 8 دول لشراء النفط الإيراني. بأنها سخيفة ومحاولة لبث التضليل، وقال «الشعب الإيراني يستحق حكومة أفضل». وأضاف «أن سياسة الحد الأقصى من الضغط على إيران كانت قائمة قبل انضمامه إلى الإدارة وهي الآن تؤتي ثمارها، وهذا هو سبب تنامي قلق قادة إيران». واصفا النظام الإيراني بالديكتاتوري الديني العسكري.
إلى ذلك، حذر صندوق النقد الدولي من أن العقوبات الأميركية المشددة على إيران قد تتسبب في ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى منذ عام 1980. ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالصندوق جهاد أزعور قوله إن أسعار المستهلكين قد ترتفع بنسبة 50% هذا العام في زيادة عن توقعات الصندوق بوصول التضخم إلى 37 %. وأضاف إنه حتى قبل إلغاء الإعفاءات من تصدير النفط، كان سعر صرف الريال الإيراني خسر نحو 60 % من قيمته إذ بلغ سعر الصرف الرسمي 42 ألف ريال مقابل الدولار، وقال إنه ينبغي على إيران أن تعمل على سد الفجوة الحالية بين سعر الصرف في السوق وسعر الصرف الرسمي، وأضاف «أن سد الفجوة بين سعر السوق والسعر الرسمي سيساعد على كبح التضخم ويقلص الضغط على سعر الصرف». وتوقع أن يستمر الاقتصاد في حالة ركود للعام الثاني وحدوث انكماش بنسبة 6 بالمئة هذا العام مقارنة بـ3,9 في سنة 2018. وأضاف أنه بينما من الصعب معرفة حجم الارتفاع الذي قد تشهده الأسعار، فإنه من الواضح أن يشهد الوضع تدهورا.
من جهة ثانية، استمر النظام الإيراني في تضييق الخناق على شعبه، حيث يعتزم تطبيق المزيد من القيود على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وقال رئيس منظمة الدفاع السلبي الإيرانية غلام رضا جلالي: «خلال الأزمات، هناك استفزازات ضد الحكومة وضغط على الإدارة التنفيذية، لذلك، يجب السيطرة على مواقع التواصل وإغلاقها إن اقتضت الضرورة».
وأكد الناشط في مجال حقوق الإنسان الأميركي الإيراني الأصل حميد عازمي لـ«الاتحاد» أن الولايات المتحدة ترصد عن كثب تقارير تقييد الحريات والانتهاكات اللاإنسانية التي يمارسها النظام، مضيفا «أن تقارير المنظمات الدولية تدين الرقابة الصارمة للنظام وتصفيته، وحظر مواقع التواصل ومراقبة المستخدمين. وتابع قائلا «بناءً على أحدث تقرير لمنظمة «مراسلون بلا حدود» حول حرية وسائل الإعلام في 180 دولة حول العالم، تحتل إيران المرتبة 170».
وأكد عازمي أن هذا التقييد تمارسه جميع أوجه النظام الإيراني، فعلى الرغم من أن الرئيس حسن روحاني كان أعرب عن أسفه في فبراير الماضي بسبب تشديد الرقابة على الإنترنت. لكن ومنذ أيام قررت إدارة روحاني إجراء تمرين لقطع الاتصال بالإنترنت مع بدء حملة الضغط الأميركية على الحرس الثوري. في وقت قال تقرير لموقع راديو فاردا «إن النظام نقل نشطاء عماليين أحوازيين إلى سجن إيفين المخصص للمعارضين».
