19 مارس 2011 19:20
تؤيد معظم الأبحاث والدراسات أن رياض الأطفال هدفه التنمية الشاملة للطفل، وتؤكد ضرورة الاستجابة لحاجات الطفل الأساسية ومساعدة تطوير نموه اللغوي بأسئلته ومحاوراته اليومية، والقصص المشوقة والاهتمام بابتكاراته الذاتية وألعابه، في حين لا تؤكد هذه الدراسات نظرية تعليم الطفل القراءة والكتابة بطريقة مباشرة مجردة لأن تدريب الطفل على سلوك ما قبل توفر الاستعداد له مثل فرض النشاط التعليمي المقصود على طفل الروضة يعتبر خطأ مزدوجا.
وترى بعض هذه الدراسات أنه يجب ألا نفوت على الطفل فرصة تنمية قدراته وطاقاته والاستمتاع بطفولته، وألا نفرض عليه نشاطا لم يتكون الاستعداد له بعد. وتشير نتائج بعض الأبحاث إلى إمكانية إعداد طفل الروضة للقراءة والكتابة بطريقة غير مقصودة وغير مباشرة وتتمثل باللعب بالحروف المجسمة من البلاستيك، قطع من الصور مجزأة يقوم الطفل بتكوينها، مقابلة الصور وتحتها اسمها مع أسمائها في بطاقات مستقلة، صور أفعال مع بطاقات صور وكلمات مقصوصة إلى قسمين ويقوم الطفل بتركيبها، بطاقات عليها كلمات من الممكن للطفل تكوين جمل منها.
وكذلك يتم إعداد الطفل للكتابة عن طريق قص الأوراق واللعب بالصلصال وتحريك الأصابع على الرمل وطبع الحروف.
وحماس المعلمات في تعليم الطفل الروضة القراءة والكتابة بالطريقة التقليدية راجع لأن بعض المعلمات الروضة قد تم إعدادهن غالبا للتعليم في المدرسة الابتدائية أو بعضهن واقع تحت تأثير أولياء الأمور وهذا معناه حرمان الطفل من أحب النشاطات والألعاب التي تنمي قدراته الجسمية والحركية واللغوية والإدراكية والذاتية. وترى دراسات أن يركز رياض الأطفال على النشاطات الحرة وتيسير أدوات اللعب الهادفة من ألعاب حسية وألعاب القوى وألعاب الفك والتركيب والبناء، والألعاب التعليمية المساعدة على تكوين الاستعداد للقراءة والكتابة، وإدراك المفاهيم الرياضية والعلمية، وتوسيع فهم الطفل لعالمه الاجتماعي عن طريق الزيارات والاتصال المباشر مع العاملين والمهنيين في الخدمات المختلفة، كل هذه الأعمال والأنشطة والألعاب تساعد الطفل على الاستمتاع بطفولته وتنمية قدراته واستعداداته وتكوين شخصيته.
في هذا الإطار، أكد واطسون، زعيم المدرسة السلوكية في علم النفس، على خطورة المرحلة، وبعد دراسات عديدة أكد من خلالها أن بإمكاننا أن نقوي شخصية الطفل أو نحطمها قبل أن يتجاوز السن الخامسة، ويقول واطسون «يتم تعليم الطفل في السنوات الأولى من حياته عن طريق نشاط ذاتي يقوم به الطفل خلال ألعابه وحركاته واكتشافاته ومشاهدته واكتشافه واستفساراته فيجب إيجاد بيئة مثيرة تشجعه على النشاط والملاحظة والتجريب ومناقشته ومحاورته، واكتشافات الطفل وألعابه وأعماله هي الطريقة السليمة في تعلمه واختبار قدراته». وبينت دراسات علمية حديثة صادرة عن كلية دراسات التعليم والطفولة المبكرة في جامعة ويسترن بسيدني، أن القراءة بصوت عال تعد من الأنشطة الذهنية الهمة التي تغذي عقل الطفل، وتمتلك تأثيراً قوياً على تنمية المهارات الإدراكية والتفكير الإيجابي لديه، كما تعتبر محفزاً فعالاً نحو الدراسة وحب التعلم، وأهم الطرق الحديثة لتنمية المهارات الإدراكية لدى الأطفال، هي الأنشطة التأهيلية التي تتوجه إلى الطفل قبل دخول المدرسة، وهناك طرق مختلفة للتعليم أيضا ومنها:
1- الطريقة الشاملة: تعتمد على معلومات الطفل التي سبق أن تعلمها فالمدرس يختار كلمات دارجة على لسان الأطفال، ومن خلال هذه الكلمات يتعلم الطفل من دون اللجوء إلى تجزئة الكلمة.ويمكن فيها الاعتماد على كتب القصص لجذب انتباه الطفل.
2- طريقة التجزئة: تعتبر أقدم طريقة مستخدمة لتعليم الأطفال، فيبدأ الطفل بتعلم كل حرف على حدة والصوت الخاص به، بعد ذلك يجري ربط الحروف مع بعضها لتكوين مقاطع وربط المقاطع لتكوين كلمات.
3- الطريقة نصف الشاملة: من خلالها يتعلم الطفل الربط بين الكلمات والصور، وتعتبر هذه الطريقة طريقة وسط بين الطريقة الشاملة وطريقة تجزئة الكلمات.
المصدر: أبوظبي