19 مارس 2011 19:19
تهدف الدورات التدريبية وورشات العمل المتخصصة التي يقيمها دورياً «مركز المواهب والإبداع» إلى تأصيل السلوكيات والعلوم والهوايات لدى الصغار والناشئة، وتعمل على بناء شخصية واعية ومثقفة ومطلعة على مختلف العلوم واللغات وكذلك التراث الإنساني والثقافي والتاريخي. وانطلاقاً من هذه الأهداف، أقام المركز مؤخراً؛ ورشة «تنمية مهارات التذكر والذكاء» بهدف تطوير الذات لدى صغار السن.
أطلق الاسبوع المباضي «مركز المواهب والإبداع» أحد أقسام «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» دورة مكثفة استمرت ثلاثة أيام اعتمدت أسلوب ورشة العمل، بعنوان «تنمية مهارات التذكر والذكاء» أشرف عليها هلال الصوفي، المدرب المعتمد في علم الترجمة اللغوية العصبية.
تعلم المهارات
تأتي ورشة العمل المنبثقة عن «مركز المواهب والإبداع» ضمن خطة المركز التي تتطلع إلى تطوير الذات لدى الناشئة. إلى ذلك، تقول فاطمة المرزوقي، مديرة المركز «يستهدف برنامج الدورة المكثفة الفئة العمرية من 6- 15 عاماً، وهي دورة جديدة كلياً على المركز، وتهدف إلى تقوية الذاكرة وتعلم مهارات التذكر الحديثة، وقد حاولنا أن نعتمد في البرنامج على أقوى وسائل التذكر وهو التذكر الصوري. وتعاونا مع المدرب هلال الصوفي المعتمد في علم الترجمة اللغوية العصبية، والذي سبق له أن قدم عدة دورات داخل وخارج الدولة».
وتضيف «نقوم خلال الدورة بتطبيق اختبار عالمي لقياس الذكاء عند الطالب المشارك، مع العلم بأن الاختبار للأطفال (6- 10) أعوام، نموذج مختلف عن الفئة العمرية (11- 15) عاماً.
وفي نهاية البرنامج نقوم بتطبيق نفس الاختبار على الطلاب كي نقيس معدل الاستفادة من البرنامج التطور المطلوب هو 80%. ومن ثم تعريضه لمجموعة من التدريبات الإلكترونية التي تنمي مهارة التفكير عند مواجهة مشكلة ما، وإعطاء الطالب مجموعة من الإيحاءات الإيجابية بالذكاء. وتقوية التركيز والذاكرة عبر تعريض الطلاب لمجموعة من التدريبات الرائعة والمفيدة لتقوية التركيز والقضاء على التشتت الذهني بإشراف المدرب الصوفي».
الصوري والحفظي
يشير المدرب الصوفي إلى أهمية دورة «تنمية مهارات التذكر والذكاء». ويقول «تزامنا مع علم الأحياء الذي أثبت أن الدماغ يتركب من تريليون خلية عصبية، وكل المعلومات التي نتلقاها تترجم على شكل أعصاب تكوّن ارتباطاً في القشرة المخية، بات مهماً انضمام الناشئة لتلك الدورة المكثفة. خاصة أنه يكثر الآن ترديد هذه الجمل عند أبنائنا مثل «أنا كثير النسيان. لا أتذكر أين وضعت مقلمتي. أنسى جميع المعلومات التي ذاكرتها عندما أستلم ورقة الاختبار». لا أفهم شيئا من معلم الرياضيات لذا نسأل أنفسنا: ما سر قوة الذاكرة والذكاء لديه؟ والجواب: إنهم في الحقيقة تعرضوا لمجموعة من التدريبات بدون لا يشعرون».
ويضيف «تتشكل المعلومات عن طريق ارتباط آلاف من الخلايا العصبية للمعلومة ولكن عندما طرحنا على طلابنا أسئلة مثل «اذكر لي وجبة إفطار اليوم؟»، «اذكر لي اتجاه غرفة النوم لديك؟»، «حاول تتذكر أحب زميل لديك أو صديق؟»، أنت عند تذكرك فلا تتذكر مجرد حروف سالم «س ا ل م». ولكن تتذكر هيئته لذلك أكثر تذكرنا صوري وليس حفظيا، وعليه يجب أن ندخل المعلومات صورية أكثر من التكرار. ولذلك قمنا بتدريب الأطفال المشاركين على تفعيل طريقة التذكر بأسلوب التخيل وهو أقوى أساليب التذكر وذلك عن طريق مجموعة من الألعاب الإلكترونية المعتمدة على مهارة التذكر الصوري لنساعد على تقوية عضلات الدماغ.
ومجموعة من الألعاب الخشبية المعتمدة على مهارة التذكر اليدوي، اعتماداً على «حقيبة ترليم العالمية». مع إعطاء الفئة المستهدفة قصيدة للكبار وقصة لفئة الصغار، ثم يقومون بحفظها بعدة طرق منها الخيال، حيث نقوم بجعل الطفل يتخيل معاني القصيدة ويعيشها بنفسه. والخريطة الذهنية، حيث نقوم بتعليم الطلاب مهارة الخريطة الذهنية بصورة مبسطة».
طرق حديثة
يلفت الصوفي إلى أن الدورة تتبع بعض الطرق الحديثة كلياً في تنمية المهارات، يقول «هناك أسلوب «جزّئ ثم اربط» وهي طريقة حديثة، مثال ذلك لو قلت لك احفظ الأعداد التالية (6033121980) فلن تستطيع حفظها بسهولة، ولو حفظتها فأنت ستقوم بحفظها لفترة زمنية قصيرة، ولكن لو قمنا بخطوتين: جزئ (60/33/12/1980) ثم نقوم بالخطوة التالية: اربط رقم 60 مع شخص عمره 60 عاماً، بين بيت يتكون من 3 طوابق، في كل طابق 3 غرف، في كل طابق 12 نافذة، وكان هذا في عام 1980، هنا ستحفظها وبطريقة قوية. بعدها نحاول أن نعالج أسباب الضعف التذكري».
وحول أسباب الضعف الذاكرة الغالب عند الأبناء، ويقول «أول الأسباب، الإيحاءات السلبية كعبارات ذاكرتي ضعيفة، ولا أتذكر فتعطي الذاكرة الشخص ما يريد، مثلاً/ فقدان المفتاح أو البطاقة فتقول في نفسك لن أجده. وهو في المنضدة أو حتى في يدك! ونقوم بحلها بإعطاء الطلاب مجموعة من الإيحاءات وذلك باستخدام طريقة البرمجية. وهناك الاتكالية: لا توجد لدى أطفالنا همة ونشاط في الحسابات، للأسف، بسبب الهواتف النقالة والآلة الحاسبة، وبالتالي لا يعمل المخ، ولذلك نقوم بتوضيح أمر مهم للأبناء المشاركين أنه لا يوجد ذاكرة ضعيفة أو ذاكره قوية وإنما توجد «ذاكرة مدربة = قوية»، أو «ذاكرة غير مدربة = ضعيفة». ويحذر الصوفي من تأثير بعض المأكولات على الذاكرة مثل «الدقيق الأبيض والسكر الأبيض المكرر»، فيما ينصح بتناول أخرى مثل المكسرات والدقيق الكامل والأسماك الدهنية، مشيرا إلى أن «التوتر الذي ما يحدث لطلاب المدارس عند فقدانهم للمعلومات عند تقدمهم للاختبار ولحل ذلك عليهم بالماء والتنفس والأذكار».
إضاءات على مركز المواهب والإبداع
? انطلق المركز بحلته الجديدة المتطورة في عام 2006، وسمي «مركز المواهب والإبداع».
? يقع في مبنى المسرح الوطني؛ مقر «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» الحالي.
? توجد في المركز 5 قاعات مجهزة بمستلزمات كل دورة على حدة، وتستوعب كل قاعة ما بين 15- 20 متدرباً.
? تقام الدورات شهرياً على مدار العام، ويبدأ التسجيل فيها قبل 10 أيام على انطلاقها.
? تختص الدورات بالفئة العمرية من 6 إلى 15 عاماً من الجنسين، ومن كافة الجنسيات.
المصدر: أبوظبي