خالد السعدي (روان)
ترتفع الأحلام والأمنيات عندما يعلو هدير زورق فريق أبوظبي في النسخة رقم 57 من سباق وتحدي روان الكلاسيكي لزوارق الفورمولا 24 ساعة، الذي يقام غداً وبعد غد عبر التقليد السنوي المعتاد في مدينة روان جنوب فرنسا وعلى نهر السين الذي كان شاهداً ولا يزال على حضور الأبطال وتتويجهم منذ أكثر من ستة عقود بالميداليات والمراكز الأولى.
ويلمع نجم فريق أبوظبي سفير العرب في البطولة الذي واظب على الحضور منذ ثلاث سنوات لتكون المشاركة الرابعة له هذا الموسم، ويمتلك الفريق سجلاً ذهبياً، حيث أحرز لقب البطولة في أول مشاركة 2016، وحل بالمركز الرابع في 2017، وحل ثالثاً في 2018، ويطمح الفريق هذا الموسم إلى استعادة المكانة المعهودة له والفوز مجدداً باللقب الكلاسيكي الأغلى في عالم الرياضات البحرية والظفر بـ «ناموس السباق».
ووصلت بعثة فريق أبوظبي مبكراً وأقامت معسكراً تدريبياً استمر لأيام في إيطاليا قبل القدوم إلى روان والاستعداد للسباق، والانضمام أيضاً إلى الطاقم الإداري والفني والمتواجد في المدينة وفي معسكر الفريق أيضاً، ويشارك الفريق في السباق بزورقين على عكس السنة الماضية، حيث يقود الزورق الأول كل من راشد القمزي، راشد الطاير، شون تورنتي وتوليو أباتي، بينما يقود الزورق ماجد المنصوري الثاني فالح المنصوري، محمد المحيربي، وراشد الرميثي، وبدأ الفريق وبقيادة مدربه جيدو كابليني وضع الخطط والتجهيزات الفنية من أجل المغامرة القوية التي ستمتد على مدار يومين كاملين ومجموع 24 ساعة.
وتفسح القوانين في سباقات 24 ساعة المجال لكل زورق بالمشاركة بعدد 3 إلى 4 متسابقين فقط، واختار فريق أبوظبي خيار 4 متسابقين في المنافسة، بحيث تكون آلية المشاركة هي بدء أول متسابق والقيادة لمدة ساعتين، قبل أن يعود إلى نقطة التبديل ويغير مع المتسابق الذي يليه، ويتم استغلال فترة التبديل أيضاً بالتزود السريع بالوقود من أجل بدء المرحلة المقبلة، وهي الخطة التي ستستمر في اليوم الأول على مدار 15 ساعة من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ليلًا، ثم الانطلاق مرة أخرى في السابعة صباحاً والانتهاء في الرابعة عصراً وكي تكون الزوارق قد أكملت 24 ساعة كاملة على مدار اليومين.
من جهته، شدد سالم الرميثي رئيس بعثة فريق أبوظبي على الأهمية الكبيرة للمغامرة التي سيخوضها فريق أبوظبي بزورقيه في منافسات روان، وقال: خبرتنا كبيرة في روان، حيث إننا نشارك للسنة الرابعة على التوالي، نريد أن نحقق أول لقب رسمي في الموسم وأن يكون أقوى بداية للتحدي البحري ولفريق أبوظبي الذي يطمح للأرقام الأفضل دوماً، خبرة السنين الماضية تجعلنا نتأكد أن تحقيق الفوز لا يأتي بالسرعات العالية ولكن بالصبر والتأني طيلة الدورات منذ اليوم الأول، حيث إن الفريق مطالب بالحفاظ على نفس المستوى والثبات منذ الدورة الأولى، عشنا تجربة تعطل المروحة بعد اصطدامها بجسم طاف لثلاث مرات السنة الماضية والتي كانت سبباً في تأخرنا للمركز الثالث، نتمنى أن لا نواجه مثل هذه العوائق في هذه السنة وأن يكون التتويج من نصيبنا.
وعبر عن الفخر بأن يتواجد فريق أبوظبي كممثل للإمارات في تحدي 24 ساعة، وأن يحضر بكوادره لتقديم المستوى الأفضل للوصول لأفضل المراكز وقال: نحن هنا نمثل الإمارات ورياضتها وهنا نحن نقدم للوطن أحد أهم واجباتنا وهي التمثيل الرياضي المشرف.
من ناحية أخرى وللمرة الأولى منذ أربع سنوات يغيب عن الحضور ثاني القمزي نجم فريق أبوظبي الأشهر الذي لم يستطع المشاركة لظروف خاصة أجبرته على عدم الحضور، ويتواصل القمزي بشكل يومي مع المتسابقين وأعضاء الفريق كي يشد من أزرهم ويزودهم بالتوجيهات الفنية المختلفة وأيضاً بث الحماس المعنوي قبل المشاركة.
وفي المقابل يعزز طموحات فريق أبوظبي ماجد المنصوري الذي يشارك مع المتسابقين الشباب في هذه الجولة، وسيقود أحد الزورقين في المنافسة، المنصوري أكد أن مفتاح النجاح في منافسات وتحدي 24 ساعة بالدرجة الأولى يكمن في التركيز طيلة فترة القيادة، وعدم محاولة القيام بأي حركات بطولية بالإسراع أو التجاوز أو التهور، ووجه كلمة للمتسابقين ونصيحة مهمة قائلاً: هناك في المياه وعندما تبدأ فترة القيادة لساعتين، فأنت تمتلك وقتاً طويلاً ويجب الانتباه طيلة هذا الوقت، أنت مطالب فقط بالاستمرار في القيادة حول المسار الذي تم وضعه، ولاحقاً العودة ومع نهاية الفترة المخصصة لك لتسليم الزورق للمتسابق التالي.
وعاد المنصوري بالذاكرة إلى ما قبل سنتين عندما كان أحد زورقي أبوظبي في المقدمة ولكن بسبب إصرار المتسابق على إكمال دورة غير مطلوبة فقد تعرض إلى حادث انقلاب للزورق مما أدى إلى تأخير نزوله مجدداً وانخراط الطاقم الفني في إصلاحه لأكثر من ساعتين، ما يعني نزيفاً مهماً للدورات والدقائق والفريق في أمس الحاجة لها من أجل المنافسة.