أحمد البنك (بنغازي)
شن سلاح الجو الليبي ست غارات جوية عنيفة، فجر أمس على تمركزات لكتائب ومليشيات مسلحة تتبع حكومة الوفاق في طرابلس، ما أدى لتدمير مخازن للأسلحة والذخيرة تتبع ميليشيا «النواصي» بالقرب من فندق باب البحر.
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد»، إن قصف تمركزات قوات الوفاق ومخازن الأسلحة يأتي رداً على ما وصفه بجريمة قصف طائرات الوفاق لمنازل المدنيين في ترهونة، مؤكداً أن سلاح الجو الليبي استهدف مقرات ومخازن أسلحة تتبع ميليشيا «النواصي»، ومعسكراً سابقاً لميليشيا القعقاع يحوي ذخائر، ومقراً لـ«قوة الردع» في منطقة أبوسليم، واستهداف تمركزات للمسلحين والمتشددين في منطقة الفلاح والرياضية.
وقالت المصادر الليبية: إن قوات الجيش الليبي تتبع استراتيجية ضبط النفس واحترام مبادئ القانون الدولي والإنساني في عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس، متهمة المسلحين والمتشددين التابعين لحكومة الوفاق باستهداف منازل المدنيين في ضواحي طرابلس ومدينة ترهونة.
وأشارت وسائل إعلام محلية في طرابلس إلى سقوط أكثر من 20 مسلحاً في صفوف المليشيات وإصابة ما يقرب من 50 آخرين، مؤكدة أن بعض الحالات تم نقلها لتلقي العلاج في مستشفيات تونس والأخرى يرجح نقلها إلى تركيا بسبب حالتها الحرجة.
وأكد الإعلام المحلي الليبي أن مستشفيات مدينة مصراتة قد عجزت عن استقبال المزيد من الجرحى والقتلى من صفوف المليشيات والكتائب المسلحة.
بدوره، أكد مكتب الإعلام التابع للجيش الوطني الليبي استمرار طائرات حكومة الوفاق في استهداف منازل المدنيين في ضواحي طرابلس، ما أدى لسقوط ضحايا غالبيتهم من النساء والأطفال في محيط مطار طرابلس الدولي وبلدية قصر بن غشير.
وأكد شهود عيان لـ«الاتحاد» تعرض عدة مناطق في ضواحي طرابلس للقصف العشوائي واستهداف منطقة السبيعة بصواريخ جراد.
بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة ترهونة محمد العباني لـ«الاتحاد»، إن «القصف الهمجي من قبل طائرات تتبع حكومة الوفاق «لن يزيد مدينة ترهونة إلا إصراراً على مواقفها المؤيدة للجيش الليبي وعملياتها لتحرير وتطهير طرابلس»، موضحاً أن مدينته، لن تتراجع إلا بتطهير طرابلس من المليشيات وإعادتها لحضن الوطن.
وأشار العباني إلى أن طرابلس عاصمة لكل الليبيين، مؤكداً أن الشعب الليبي يرحب بدخول الجيش الوطني إلى العاصمة لتطهيرها من المليشيات وإرساء الأمن والاستقرار وليعيد لطرابلس كرامتها.
فيما قالت مقرر مجلس النواب الليبي صباح الترهوني، إن أبناء ترهونة ماضون في حربهم على الإرهاب والتطرف والمليشيات الخارجة عن القانون والدفاع عن الوطن.
ويعاني سكان العاصمة طرابلس منذ أكثر من أربعة أيام انقطاعاً في المياه، وتدهوراً في شبكة التيار الكهربائي، نتيجة الاشتباكات العنيفة في ضواحي طرابلس بين الجيش الليبي من ناحية ومليشيات وكتائب مسلحة تتبع حكومة الوفاق.
وأكد جهاز تنفيذ مشروع النهر الصناعي في ليبيا أن انقطاع المياه عن العاصمة طرابلس سببه شدة الرياح التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي، على أكبر حقول آبار المياه بمنظومة الحساونة -سهل الجفارة، مضيفاً «رغم سوء الأحوال الجوية إلى أن ضخ المياه استمر من الحقلين الآخرين إلى كافة المدن».
وأعلن وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، عزم حكومته إطلاق المرحلة الثالثة من خطة «الدفاع عن طرابلس» خلال الأيام المقبلة.
وقال باشاغا، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في تونس، إن عدد القتلى من جانب قوات الوفاق تعدى 300 شخص و2000 جريح، داعياً دول المغرب العربي إلى التجمع حول اتفاقيات أمنية ودفاعية مشتركة، مطالباً في الوقت ذاته فرنسا بالالتزام بقيم الحرية والديمقراطية.
بدوره، أعلن فريق الإخلاء بالمستشفى الميداني الكريمية التابع لمركز الطب الميداني والدعم، أمس، تمكنه من توفير ممر آمن لخروج عائلة من الجنسية الغانية كانت عالقة في مناطق الاشتباكات المسلحة بمنطقة السواني. فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» تقديم مساعدات لـ400 أسرة في ليبيا.
وأكدت «اليونيسف» توحيد القوى لدعم أكثر المحتاجين والمتأثرين في ليبيا، مضيفة «المنظمة الدولية للهجرة، برنامج الأغذية العالمي، صندوق الأمم المتحدة للسكان، واليونيسف» يعملون مع كشافة ليبيا لتحقيق هدف واحد وهو تخفيف حدة الصراع على العائلات، مشيرة إلى الوصول لـ400 أسرة مع مجموعات الغذاء والكرامة الأساسية.
بدوره، دعا البابا فرنسيس إلى إجلاء اللاجئين من مراكز احتجاز في ليبيا مع تصاعد حدة المعارك هناك.
وقال البابا في كلمة ألقاها خلال صلاة التبشير الملائكي في الفاتيكان - نقلتها وكالة رويترز للأنباء: إن الأحوال المتردية بالفعل لمن هم في تلك المراكز تدهورت بسبب الصراع الدائر.
وأضاف: «أناشد الإجلاء في أسرع وقت ممكن عبر الممرات الإنسانية خاصة النساء والأطفال والمرضى». وأجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي 325 لاجئاً أفريقياً من مركز احتجاز بجنوب طرابلس في ظل تصاعد العنف.
كما دعا البابا فرنسيس إلى الصلاة من أجل من لقوا حتفهم أو تكبدوا خسائر جسيمة في فيضانات اجتاحت جنوب أفريقيا في الآونة الأخيرة.